وصول عدي التميمي إلى مدخل "معاليه أدوميم".. فشل آخر للأمن الإسرائيلي

-شوفال-e1637423521657.jpg
حجم الخط

بقلم: ليلاخ شوفال

 



قُتل عدي التميمي، "المخرب" الفلسطيني الذي أطلق النار قبل 11 يوماً فقتل المقاتلة من الجيش الإسرائيلي العريف نوعا لازار في حاجز شعفاط، أول من أمس، بنار حراس مدنيين في مدخل معاليه ادوميم. تشكيل وحدة الحراس المدنيين وضع حداً للمطاردة الواسعة وراء التميمي، لكن حقيقة أن "المخرب" كان كل جهاز الأمن يبحث عنه ونجح في تنفيذ عملية – مقلقة جداً، وتستوجب استخلاص استنتاجات حادة وسريعة.
تفيد تجربة الماضي بأنه حتى لو لم يصل التميمي، أول من امس، الى معاليه ادوميم وهو مسلح، فآجلاً أم عاجلاً كان جهاز الأمن سيضع يده عليه. عرف التميمي ذلك. فعلى مدى 11 يوماً جرت وراءه تفتيشات واسعة، اعتُقل في اطارها وحقق مع أقربائه والمشبوهين بمساعدته. ومع ذلك نجح كيفما اتفق في أن يفلت من أيدي مسؤولي "الشاباك" الخبراء.
في جهاز الأمن ينطلقون دوماً من نقطة ان "مخرباً" مسلحاً ينفذ عملية وينجح في الفرار من الساحة، يوجد في مستوى خطورة عالية جداً، ويوجد تخوف من أن يحاول تنفيذ عملية أخرى. لكن لما كان أولئك "المخربون" بشكل عام يعرفون بأن جهاز الأمن الإسرائيلي لا يوفر وسيلة كي يقبض عليهم، فإنهم في الغالب يتصرفون كمطلوبين، اي أنهم يختبئون، ويبدلون أماكن الاختباء، ويهتمون ببقائهم الشخصي، الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم تنفيذ عملية أخرى. هذا أيضاً هو السبب في أنه في حالات قليلة جداً يكون فيها "المخربون" مطاردين يحاولون حقاً وينجحون في تنفيذ عملية إضافية. وبالتالي، لم يكن مغلوطاً القول إن وصول التميمي الى منطقة معاليه أدوميم وهو مسلح هو ليس أقل من فشل لجهاز الأمن العام ومحافل الأمن الأخرى التي عنيت بالعثور عليه.
لكن الفشل هو ليس فقط لـ "الشاباك". ففي العملية الفتاكة التي قتلت فيها لازار، فإن القوة التي كانت في الحاجز لم تتصرف كما كان متوقعاً منها. أثناء العملية نجح التميمي في الوصول الى الحاجز، وفي إطلاق النار على الجنود الذين كانوا يقفون فيه، وفي أن يفر من المكان دون أن يصاب. وفقط بعد أن فر أطلق الجنود النار نحوه، ولم تبدأ المطاردة له بشكل فوري. في جهاز الأمن يقدرون بأن التميمي نفسه أيضاً فوجئ بعدم رد القوة في العملية، ولم يصدق انه سيخرج من المكان حياً.
أول من أمس أيضاً، بعد أن قتل التميمي أثناء محاولة العملية الإضافية في معاليه أدوميم، لم يعرفوا في جهاز الأمن اين اختبأ على مدى كل الفترة، وما الذي دفعه ليخرج من مخبئه، الآن، بالذات، ولماذا اختار تنفيذ العملية، أول من أمس، بالذات، ولماذا في معاليه أدوميم بالذات. من المعقول جداً الافتراض بأن التميمي اذا لم يكن أشرك أحداً في نواياه، فان الأجوبة على هذه الأسئلة ستبقى مفتوحة.
في السطر الأخير، رغم أن رئيس الوزراء، يئير لابيد، سارع، أول من امس، لينشر بياناً يثني فيه على قوات الأمن – الجيش، "الشاباك"، الشرطة، وحرس الحدود على تصفية التميمي، فان هذه المحافل فشلت، وفي هذه الحالة فان الثناء يستحقه فقط الحارسان المدنيان اللذان وقفا، أول من امس، في مدخل معاليه ادوميم، ونجحا في تحييد "المخرب" بفضل حدتهما، يقظتهما، ومهنيتهما. ويتبقى الأمل لدينا في أن تستخلص محافل الأمن التي كان يفترض بها أن تمنع محاولة العملية، أول من أمس، الاستنتاجات اللازمة. وخير أن يكون ذلك في ساعة مبكرة.

عن "إسرائيل اليوم"