هارتس : إطلاق النار على جنود الاحتلال في الضفة لا يعتبر إرهاباً

حجم الخط

بقلم: روغل الفر

 

 



هل الفلسطينيون، الذين يهاجمون الجنود في الضفة أو في شرقي القدس، إرهابيون؟ هل الاعتداء يمكن أن يعتبر عملية إرهابية؟ لا يوجد تعريف دولي متفق عليه للإرهاب، وبالتأكيد في أوساط الأكاديميا. المعروف هو أن ما يعتبر إرهاباً في جانب، يعتبر نضالاً شعبياً للتحرر الوطني في الجانب الثاني. الإرهابي في أحد الجانبين هو محارب حرية في الجانب الثاني. ولكن مع ذلك يوجد إجماع على أن الإرهاب هو عنف ضد المدني الذي لا يشارك في النشاطات الحربية، وضد الجندي غير المقاتل، أي أنه غير محارب.
لا يوجد أي مبرر أخلاقي لعملية إرهابية. قتل عرضي لأشخاص غير مشاركين لا يمكن تبريره. حتى لو تم التسليم بادعاء أن جميع مواطني إسرائيل يتحملون المسؤولية عن الاحتلال، ويتحملون ذنبه، ولا يمكن أن يعتبروا "أبرياء" في هذا السياق (لأن الاحتلال هو جريمة يتم ارتكابها باسم جميع مواطني الدولة)، القتل المتعمد لإسرائيلي يسافر بحسن نية في حافلة وهو غير مشارك في القتال تم اختياره بشكل عفوي كوسيلة ليفرض على قادته السياسيين الانسحاب من "المناطق"، على سبيل المثال، هو عملية إرهابية غير مبررة. الأرهاب لا يُعتبر وسيلة شرعية لتحقيق أهداف سياسية. استخدام شر معين لمحاربة شر آخر هو أمر غير أخلاقي.
في 8 تشرين الأول قام فلسطيني، اسمه عدي التميمي، بإطلاق النار على جنود حرس الحدود ورجال الحراسة على حاجز شعفاط. قُتلت الجندية نوعا ليزر، وأُصيب حارس مدني إصابة بالغة. كلاهما لا يمكن أن يعتبرا غير مشاركين. فهي لم تكن موظفة في أعمال مكتبية وهو لم يقف هناك طبيباً. هما كانا مسلحين ومدربين وعلى رأس وظيفتهما، وبالتأكيد كانا مشاركين في تنفيذ الاحتلال. لذلك، عندما قتل التميمي ليزر فإنه لم يكن مخرباً، وعندما أطلق النار على الجنود والحراس في الحاجز فإنه لم ينفذ عملية إرهابية. في هذه الحالة عمل التميمي محارباً.
في 11 تشرين الأول اطلق فلسطينيان يسافران في سيارة النار على قوة للجيش الإسرائيلي قامت بحماية مسيرة لإحياء الذكرى الـ 55 لـ "تحرير السامرة". قُتل الرقيب اول عيدان باروخ، من دورية جفعاتي. القتلة لم يكونوا ارهابيين. قتله لم يكن عملية ارهابية. الاثنان عملا محاربين فلسطينيين.
في وسائل الاعلام الإسرائيلية، في الجيش، وفي جميع الطيف السياسي هنا، من "ميرتس" وحتى "قوة يهودية"، فان أي عملية مقاومة عنيفة لفلسطينيين ضد الاحتلال تعتبر ارهاباً، لأن كل مقاومة كهذه تعتبر غير شرعية. يعتبر الارهاب هنا كلمة مرادفة للشر الذي تعتبر دوافعه مرفوضة. ولد فلسطيني يرشق حجراً على جندي مسلح في الجيش الإسرائيلي، يعمل في نشاطات عملياتية، يعتبر ارهابياً ويستحق القتل. لذلك، قتل في "المناطق" منذ بداية السنة نحو 100 فلسطيني، من بينهم أطفال وفتيان. هو إرهابي بالنسبة ليائير لابيد وبيني غانتس وايتمار بن غفير وميراف ميخائيلي وبنيامين نتنياهو وآريه درعي. ولكنه ليس كذلك. استخدام العنف ضد جنود الجيش المحاربين في الضفة هو عمل مشروع.

عن "هآرتس"