خسائرنا كبيرة واهدافنا مكشوفة .. خسارتهم قليلة وأحقادهم كبيرة

zenIj.jpg
حجم الخط

بقلم  د. ناصر اللحام

 

 

 بعد الهروب البطولي من سجن جلبوع في سبتمبر 2021. وبسبب انغلاق الأفق السياسي، وتوحش المستوطنين، وإعلان حكومات إسرائيل انه لا يوجد أي حل سياسي، اندلعت انتفاضة تلقائية هدفها الدفاع عن المدن الفلسطينية في وجه عدوان المستوطنين والمنظمات الإرهابية اليهودية.

اول من استخدم مصطلح الإرهاب اليهودي كان رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي كرمي غيلون عام 2003. ولكن شارون منعه من تكرار هذا المصطلح وقال له خلال اجتماع لقادة الامن الإسرائيلي: لا تستخدم مصطلح الإرهاب اليهودي حتى لا يستخدمه العالم من بعدك. عليك ان تواصل قول "الإرهاب العربي" دون التطرق للإرهاب اليهودي.

رد غيلون حينها ونشرت الصحافة العبرية اقواله (ولكن هناك منظمات سرية للإرهاب اليهودي تقتل العرب وتخطط لتفجيرات إرهابية وجرائم كثيرة).

القدس وجنين ونابلس والخليل كانت هي الهدف الابرز تحديدا بالهجمة الاستيطانية التي رسمها اليمين المتطرف وقت نتانياهو وايلات شكيد، ووزراء الإرهاب اليهودي مثل زئيف ايلكين وبتسلال سموتريتش. وسبق للمستوطنين ان اعتدوا مئات المرات على المزارعين وعلى بساتين الزيتون وعلى الطرقات من بلدة حوارة الى بؤرة حومش الاستيطانية، ومن بلدتي دوما وبيتا الى مستوطنة يتسهار. وهذا سبب انطلاق كتيبة جنين وكتيبة نابلس وعرين الأسود.

الاحتلال بنظامه العنصري واحزابه التي غرقت في ظلام اليمين، انتهز الفرصة لفرض نظام عنصري كامل، وقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين (حوالي 180 شهيدا منذ بداية العام) وبذريعة مطاردة عشرة مقاتلين قتل نحو مائتي فلسطيني غالبيتهم من تلاميذ المدارس والعمال والمزارعين. ويواصل الانتقام من المجتمع الفلسطيني تحت يافطة الانتخابات الإسرائيلية.

نحن الان في أيام فارقة وحساسة، وربما في ساعات حاسمة. والوسطاء المصريون والاردنيون في حوار مكثّف مع الأمريكيين والإسرائيليين لوقف القتل الإسرائيلي وإرهاب المستوطنين.

فشل الوساطات يعني انخراط اكبر قطاع فلسطيني ممكن في الانتفاضة وحينها تكون الاهداف الاسرائيلية مكشوفة وسهلة وتصبح الاهداف الفلسطينية صعبة وغير مكشوفة.
ونجاح الوساطات يعني ضرورة وقف عدوان المستوطنين على الأقصى وعلى نابلس وجنين والخليل وباقي انحاء المدن الفلسطينية.