يبدو أن حسابات حكومة دولة الاحتلال والعنصرية، لم تعد تقاس بما ترسمه دوائرها الأمنية، تتحكم في مسار الفعل وأشكاله فوق أرض دولة فلسطين المحتلة، بعد انطلاق حركة "الغضب الشعبي العام"، بمظاهره كافة، مسلح ومظاهرة، حجر واحتجاج، كلمة وطوبة، ضد محتلين غزاه، جيشا وأمنا ومستوطنين إرهابيين.
لم يعد بالإمكان، معرفة ما سيكون في اليوم التالي لعملية اعتقدت حكومة المحتلين بأنها ستكون الأخيرة، وتخرج بكل ما لها قوة ومخابرات لتعلن أنها "تمكنت من اعتقال ومحاصرة" الفعل الفلسطيني المستحدث، استكمالا لمن كان دوما سمة كفاحية، ارتعشت حينا لكنها لن تختف أبدا.
ما حدث في الخليل يمثل امتدادا للفعل الكفاحي الراهن، فخرج الشاب محمد الجعبري نحو أحد المستوطنات الأكثر تحصينا وأمنا، ويقطنها دوما غلاة الإرهابيين المستوطنين، بينهم بن غفير عضو كنيست والنجم الفاشي الصاعد بقوة امتدادا لرمز الإرهاب اليهودي كاهانا، شاب فلسطيني حمل رشاشه ليعلن أن مسار الغضب مستمر.
بعدما كسر الشهيد "عدي التميمي"، رمز الفعل المقاومة المسلحة في انطلاقتها الجديدة، الطوق الأمني في القدس بعملية بدائية التسليح، لم تنجح قوات أمن دولة العدو القومي، لينفذ عملية سجلت كعملية من "باب المستحيل"، تحول معها "عدي" الى النموذج الذي يراد تكريسا، ليس بشكل الفعل فقط، ولكن بقوة التحدي والإمكانية الكاسرة لمنظومة أمنية تفتخر بذاتها.
"عملية الخليل" تكمل مسار عمليات الضفة والقدس، جنين، نابلس، بيت لحم، رام الله، أريحا، مدنا، مخيمات وبلدات، فلم تعد هناك منطقة فلسطينية خارج الفعل المراد ان يكون مسار الضرورة، التي لها أن تمثل "جدار الحماية" للمشروع الوطني الفلسطيني، في مواجهة مشروع التهويد الاحتلالي الغاصب.
"عملية الخليل"، تكرس "فعل الفدائي" الخاص، بمسميات مختلفة ليست تقليدية، ومن الصعب توقعها، او الكشف عنها، كونها ليست نمطية التنفيذ ولا عشوائية الاختيار، محددة الهدف نحو جيش الاحتلال وأداته التنفيذية الفرقة الاستيطانية الإرهابية في الضفة والقدس.
"عملية الخليل"، رد عملي على ما ظهر من تسليح "الفرق الإرهابية الاستيطانية" في الضفة والقدس، تأكيد أن سلاحكم ليس ضمانة لكم.
"عملية الخليل"، تعلن أن محاولات تطويق المظهر المسلح الراهن، التي تحاول "المؤسسة الأمنية" لدولة العدو ترويجها، لا تسير وفق ما يريد أبدا، ولن تسير، أي كانت حالتها.
"عملية الخليل"، تؤكد أن ظن الغازي الاحتلالي بكسر قوة الفعل الفدائي المستحدث، بأي شكل كان، ليس ضمن حسابات الفلسطيني دون ان يتحقق ما يريده "وطنا حرا وشعب سعيد".
"عملية الخليل"، أكدت أن "الفعل الفدائي"، كان فرديا دون وسم فصائلي، أو جماعيا بانتماء حزبي، هو الخيار الذي لا خيار غيره.
"عملية الخليل"، والى جانب رسائلها للعدو القومي، فهي تؤكد للمكونات الفلسطينية، ان " الفعل الفدائي" لا يبحث "ذرائعية الهروب من مواصلته، كما تحاول بعض المكونات الفصائلية.
لعل المثير، أن هو لكل عملية فدائية جديدة رسائلها الخاصة، التي لا تماثل ما قبلها شكلا وتنفيذا، سوى في الإصرار الوطني وعناده الذي لا يهتز، وأن العدو القومي لن يتمكن من معرفة اليوم التالي والفعل التالي...ذلك ما هو الأبرز في مظاهر "الغضب الفلسطيني المستحدث".
ملاحظة: أخيرا اعترف نصرالله، ان لبنان لم يأخذ كل ما أراد، فبعد تصريحات "التحرير التام"، تراجع وقال لسه في "شوية كيلومترات محتلة"..شكلها معارضة فضح الاتفاق أجبرته تخفيف تسويق "نصره"..ولا زال في الاتفاق بقية مخفية!
تنويه خاص: قيام تركيا باعتقال "شلة إعلاميين" من الإخوانجية وتهديد آخرين بأن يخرسوا وما يحكوا كلمة ضد مصر..رسالة الى قيادة حماس أن "أيام العز التركية" صارت بح...بعد زيارة غانتس مش زي قبلها..بدكم تصيروا "سمع هص".