"إسرائيل اليوم" : ما سيحسم الانتخابات نسبة تصويت العرب

حجم الخط

بقلم: نوحاما دويك

 

 



الأحزاب، وأساساً رؤساؤها، تصل إلى خط النهاية منقطعة الأنفاس. خمس حملات انتخابية من خلفهم، والسادسة تطل من خلف الزاوية. انتهت كل الأحابيل والألاعيب والجمهور يبدي بوادر تعب.
حملة الانتخابات الحالية تختلف عن سابقاتها في موضوع مركزي: بنيامين نتنياهو ليس رئيس الوزراء، بل رئيس المعارضة الذي يحاول العودة إلى بلفور. بخلاف المرات السابقة التي أخاف فيها من إقامة حكومة مع حزب عربي، هذه المرة يعرض نتنياهو حملة منتصرين ويقترح على المواطنين القفز إلى العربة ليكونوا شركاء في النصر. أنا بتّ عند 60 ونيف من المقاعد، هكذا يبث، "دفعة أخرى منكم فتوجد حكومة يمين برئاستي.
يائير لابيد يصل إلى الانتخابات الحالية من موقع مريح. فهو يقيم في بلفور ويؤدي دور رئيس الحكومة، وينبغي أن نقول بما يكفي من نجاح. وهو يبث للجمهور أنه سيسره إذا ما سمحوا له بأن يبقى في المنصب، إذ إنه تمكن من عمل الكثير في أربعة أشهر ويوجد المزيد ممّا يعمله، ولكن دون ضغط. إذا ما تدبر الحال، صبابا. حزبه، كما تجدر الإشارة، لا يهاجم حقاً نتنياهو وأساساً لا يهاجم بن غفير، إذ في الاستطلاعات العميقة التي قاموا بها، تبين أن الهجوم يقويهما. عدد 15 مقعداً لبن غفير وسموتريتش عاد وارتفع في استطلاعاتهم في الأسابيع الأخيرة. كل هجوم أو زلّة لسان زائدة، مثل زلّة لسان ران بن باراك، فهي فقط ترصّ الصفوف حول نتنياهو، وتبعث بالمزيد من المصوتين لذراعَي بن غفير.
المرشح الثالث الذي أعلن أنه سيقيم حكومة هو بيني غانتس، الذي يرى نفسه المرشح المطلق للمنصب. لكنه لا يقلع. وهو يسير على طريق سيد أمن، بينما سلسلة العمليات تتفجر له في الوجه كل يوم. رسالة المعسكر الرسمي ليست موحدة وقول رقم 3، غادي آيزنكوت إنه ليس مشروعاً طلب رئاسة الوزراء مع 12 مقعداً، كل هذا يفعل فعله. المعسكر الرسمي ينزف مقاعد لصالح يائير لابيد. في هذه الحالة يدور الحديث عن تصويت إستراتيجي لمصوتين كتلة التغيير الذين يقولون لأنفسهم، إنه من الأفضل أن يكون "يوجد مستقبل" كبيراً من أن يكون مقعد إضافي للمعسكر الرسمي الذي لا يقلع إلى طول رئيسه.
بينما لدى نتنياهو وبن غفير يقفزون على عربة من يلوّح كمنتصر، ففي حالة غانتس يقفزون من العربة، يهربون إلى أماكن تبدو أكثر استقراراً.
هكذا أيضاً في حالة أيليت شاكيد و"البيت اليهودي". حتى أولئك الذين يريدون جداً أن يروها في الكنيست، ينظرون إلى الاستطلاعات ويصدقون التقديرات بأن احتمالات أن تجتاز نسبة الحسم قليلة، فيهجرونها. وقد وجد هذا تعبيره في الاستطلاع الأخير، حيث هبطت إلى 1.5 في المئة.
أما الأحزاب الحريدية فتعوّل على النمو الديموغرافي، تعليمات الحاخامات ومعدلات تصويت عالية. يوجد تخوف من التسرب إلى اتجاه الحريدية القومية لسموتريتش، وفي اليومين القريبين سنرى حملة إعلامية بهذا الشأن بهدف وقف الانجراف.
يتبقى العمل وميرتس، اللذان لم يتمكنا من الاتحاد، لم يعرضا قوائم على ما يكفي من الجاذبية ولم يمررا رسالتهما، بما في ذلك إخفاء الرسالة السياسية في العمل، حتى وقت أخير مضى، واعتراف رئيسة الحزب ميخائيلي بأنها لا تريد العودة إلى حقيبة المواصلات. ميرتس في بث معاد في حملة سطو وانتصار، والعمل في حملة انعدام وعي لوضعه الصعب.
لكن ما سيحسم حقاً الانتخابات لن تكون الحملات والدعاية الانتخابية، بل نسبة التصويت مع التشديد على الوسط العربي. حسب الاستطلاعات، فإن "الموحدة" و"المشتركة" تجتازان في هذه اللحظة نسبة الحسم. إذا لم تجتزها أي منهما فإن بلفور في متناول يد نتنياهو. لكن يجدر الانتباه إلى أنه في الاستطلاع الأخير لـ"أخبار 13"، فإن التجمع بات عند 2.75 في المئة وينقصه نصف في المئة حتى نسبة الحسم. "التجمع" يحرث الميدان ويدعو المصوتين إلى صناديق الاقتراع، في حملة متداخلة من السطو والانكسار من جهة، والانضمام إلى النصر من جهة أخرى. المستطلعون يقولون: إنه إذا تراوحت نسبة التصويت في الوسط العربي حول 55 في المئة، فإنه يوجد احتمال جديد في أن تجتاز الأحزاب الثلاثة ويكون لها 12 مقعداً في الكنيست، إذا حصل هذا، فإن من سيحدد نفسه كمنتصر، في الطرفين سيبعد عن بلفور. نتنياهو لأنه لن يكون له 61 ولابيد لأنه لا يمكنه أن يشكل ائتلافاً بتأييد "التجمع" و"المشتركة". في حالته على الأقل سيبقى رئيس حكومة انتقالية حتى جولة الانتخابات السادسة.

عن "إسرائيل اليوم"