ربما لم تكن "مفاجأة مدوية" تلك النتائج الأولية التي أنتجتها انتخابات دولة الاحتلال الاحلالي، بصعود صاروخي لتكتل "الفاشية المكثفة"، والتي جمعت بين "الفاشيين المتدينين"، الذين حصدوا قوة مضافة من زيادة عدد "التكتل الإرهابي الاستيطاني"، و"الفاشيين العلمانيين" ورمزهم الأبرز بييي نتنياهو، الذي عاد بعدما كان على وشك الانتهاء الكامل من المشهد السياسي العالم.
انتصار "الفاشية المكثفة" في انتخابات الكيان العنصري، هو نتاج طبيعي جدا لمسار اغتيال رئيس حكومة إسرائيل اسحق رابين بيد الفاشي اليهودي إيغال عامير، بعدما قام الليكود وتحالفه بأوسع حملة كراهية وتغذية الفكر الإرهابي، أوصل الى تلك النتيجة، التي يمكن اعتبارها نقط الفصل المركزية في الانتقال من واقع الى آخر، ورسالة مبكرة لقدوم "الفاشية" حكما.
انتصار "الفاشية المكثفة"، أكد أن الاستيطان لم يكن خطرا على أرض فلسطين فحسب، بل هو مركز لإنتاج "مجموعات فاشية مستحدثة"، مثلت خطرا مباشرا على الكيان ذاته، فأفرزت طرفا لم يكن ضمن الحسابات السابقة، ليصبح القوة الثالثة رسميا، وعبر صندوق "ديمقراطي"، ما يؤكد أن استخدام تلك "الفرق الإرهابية" ضد الشعب الفلسطيني سيكون ذاته مهددا لمن حاول استخدامه.
انتصار" الفاشية المكثفة"، المقدمة الأولى لفتح مخاطر ولادة "حرب أهلية" في داخل الكيان العنصري، والتي أشار لها قيادات أمنية بارزة، كرئيس الشاباك الأسبق يوفال ديسكن ورئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق حالوتس، فتحدثا بلغة واضحة ومباشرة، أن انتصار القوى الفاشية المكثفة يمثل خطرا للحرب الأهلية.
وذهب أحد أعضاء الكنيست السابقين من حزب "هناك مستقبل" آري بن باراك، حزب رئيس الحكومة القائمة لابيد، الى مقارنة حساسة جدا لليهود، لكن الخطر القادم كان أقوى من تلك، عندما أشار الى "هتلر" وحزبه النازي جاءا الى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، في مقارنة بالغة الاختصار لوصف تلك المجموعات بتماثلها مع "الفاشية القديمة".
انتصار "الفاشية المكثفة"، يحمل رسالة أن الخطر القادم بسرعة لن يمنع رؤية بن غفير رئيسا لحكومة قادمة في دولة الكيان، تكرارا لمشهد "الانقلاب التصويتي التاريخي" عام 1977 يوم فاز الليكود برئاسة بيغن، ليزيح حزب العمل من المشهد لأول مرة منذ 1948.
انتصار "الفاشية المكثفة"، صفعة مباشرة لنزعة "الفردانية العصوبية" التي حكمت ممثلي القوى العربية في داخل الكيان، فبعد أن كانت تمثل ثقلا هاما بـ 15 نائبا، باتت مشتتة تبحث الخلاص والبقاء، في مشهد يفرض ضرورة مراجعة جذرية لسلوك تلك الأطراف.
انتصار "الفاشية المكثفة"، رسالة النهاية لمرحلة الانتظار الطويل لمسار سياسي وصناعة سلام، مع "أعداء السلام"، وهي النتيجة الحتمية لمسار يوم 4 نوفمبر 1995، والذي رفض البعض التفكير الحقيقي بجوهر تلك العملية الإرهابية، والتي رسمت ملامح "القادم السياسي" لدولة الكيان.
انتصار "الفاشية المكثفة"، يجب أن يكون الانطلاقة الفورية لـ "الرسمية الفلسطينية" بالذهاب نحو تطبيق مضمون خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة يوم 13 سبتمبر 2022،
بعيدا عن "الذرائعية" التي حاول البعض تسويقها، وخاصة الإدارة الأمريكية التي لعبت الدور الرئيسي المعرقل لتطبيق خطوات "فك الارتباط"، بكونها قد تخدم قوى "الفاشية الصاعدة"، وتلك مسألة رغم انها مكذبة واضحة، لكنها نجحت في التعطيل.
وكي لا تتكرر المناورات الأمريكية التي بدأت منذ عام 1996، بعد فوز نتنياهو، لمنع الفلسطينيين من الذهاب خطوات عملية ردا عل فوز "أعداء السلام"، لا يجب المضي بالاستماع لهم.
انتصار "الفاشية المكثفة"، رسالة الى الأشقاء العرب، بعيدا عن "الاشتباك السياسي" الذي أنتجته اتفاقات التطبيع الخاصة، فالحكم القادم في دولة الكيان، لن يكون خطرا على الفلسطيني، و"تكتل بن غفير - سموتريتش"، الهتاف الأول لهم بعد ظهور العينة الأولى كان "الموت للعرب"، وليس للفلسطيني، ولذا دون عقاب عربي حقيقي للطغمة الفاشية القادمة، فسيدق خطر الفاشيين أبواب بلاد العرب.
ولكن، هل نقول ان انتصار "الفاشية المكثفة"، كما قال الأجداد في أمثالهم الفطرية، "رب ضارة نافعة"..تلك ما تستحق قراءة من جوانب أخرى.
ملاحظة: كان أفضل لفلسطين لو تماثل الرئيس محمود عباس بـ"السنة العرفاتية"، بأن يكون الوفد الرسمي "وحدويا"..خسارة حتى الشغلات الصغيرة صرنا "ساقطين فيها".
تنويه خاص: ما حدث من أمن حماس مع الأسير الجعفراوي بتشريط اطلاق سراحه نشر اعتذار عما نشر، مؤشر أن "الترهيب هو الحل" لوقف حركة غضب متنامية من أهل القطاع..ومع هيك لا تأمنوا صمت "الغزازوة أبدا!