اليوم (أمس) توجد انتخابات، وجميعنا سنذهب إلى صناديق الاقتراع بتعابير جدية ووعي عميق لثقل المسؤولية، ومع شعور جميل للقيام بواجب مدني. فقط في المساء ستكون هناك علامات أولية عن النتائج، لكن لا يجب أن نتوتر. الفائزون الحقيقيون أصبحوا معروفين. هم مرة أخرى سيكونون الذين فازوا منذ 55 سنة بشكل متواصل: مؤسسات البلطجة الاستيطانية، التنمر الأرثوذكسي المتطرف (الجهل - عدو ونقيض التنور، الكلمة الرائعة التي قامت بصياغتها عالمة اللغة البروفسورة سيفيا فالدن).
الحقيقة المحزنة هي أننا، نحن الناخبين المتحمسين، لا ننتخب اليوم زعيماً، حتى أننا لا ننتخب حزباً. نحن فقط ننتخب من يمسك بالمحفظة. الشخص الذي سيواصل التوقيع على الشيكات التي ستضخ المزيد والمزيد من الأموال للمستوطنين والمتدينين. هذا هو كل شيء.
هل هذا حقاً مهم، إذا كان لابيد هو الذي سيمسك بالمحفظة أو نتنياهو أو غانتس أو بن غفير.. غولدكنوفا أو ليبرمان؟ هذا غير مهم حقاً. هذا الوحش الذي وجد هنا في الـ 25 سنة الأخيرة لا أحد منهم سيوقفه. وحتى لن يتجرأ أي واحد منهم على محاولة وقفه. هم جميعهم سيخدمونه. نحن جميعنا نموله.
مؤسسات البلطجة الأصولية تم تأسيسها بعد وقت قصير من إقامة الدولة. الأموال والحقوق الزائدة اشترت أصواتهم، ورويداً رويداً وجد اعتماد متبادل بين الأصوات الانتخابية الأصولية وبين أحزاب السلطة على أنواعها. إذا كان "مباي" يمسك بالمحفظة فنحن سنذهب معه. وإذا انتقلت المحفظة لليمين فسنذهب معه. لماذا لا؟ هكذا أصبح الأصوليون مدمنين على أموال السلطة التي تمول نزواتهم. والسلطة أصبحت مدمنة على أصوات الأصوليين التي تحافظ على سلطتها.
الإفساد المتبادل لم يتأخر بالمجيء. العلمانيون ضربوا بعرض الحائط جميع تصريحاتهم السامية عن المساواة وحقوق الإنسان وحرية العبادة والتحرر من الدين. المتدينون تنازلوا عن كل تقاليد الآباء. فقد أصبحوا قوميين متطرفين يلهثون وراء المال والقوة، متغطرسين، وبالطبع مسوقين معتمدين للجهل. هذه طريقة مجربة لزيادة جحافل المدجنين من الناخبين المتمردين والمطيعين.
في 1967 أقيمت مؤسسة البلطجة الاستيطانية. الآباء الرسميون لها هم موشيه لفنغر (من قبل الخالق) ويغئال ألون (من قبل العنز والدونمات). هذا المخلوق كان مختلاً عقلياً منذ الولادة، مليء بالهرمونات التي تبحث عن منفذ، عنيف، منفلت العقال، يطلق كل أحاسيسه تحت غطاء إنجاز مهمة إلهية. أيضاً تم ضخ كمية كبيرة جداً من الأموال العامة إليه لتطوير وصيانة هذا المشروع الذي ليس فيه حتى أي منطق أو أهمية أو فائدة أو حاجة. فقط غباء وشر وهذيان.
سرعان ما انضم الحريديون للمستوطنين ووُجد الحريديون الوطنيون. من هذه اللحظة كل شيء كان متوقعاً. والتصريح أعطي. الإذن بالتنفيس عن الأحاسيس والكراهية، وأن يكون عنصرياً ووحشياً ومتعالياً. هل من الغريب أن المتطرف القومي نما وتطور مثل العجينة المخمرة لأنه من يريد أن يكون حقيراً تحت سلطة التوراة وعاطلاً على حساب السلطة الحاكمة؟
بعد خمسين سنة على الإفساد، فإن هاتين المؤسستين تسيطران علينا دون عائق. لأنه ليس فقط القيادة تم إفسادها، بل أيضاً الناخب. لذلك، لن تقوم هنا سوى سلطة تواصل أن تكون هي أمين الصندوق المطيع، للحريديين والمستوطنين. هم الخطيئة وهم العقاب أيضاً، هكذا كما يبدو حكمت علينا السماء. العقوبة غير بسيطة: استمرار منظم للتفكك. وهذه لن تكون المرة الأولى في التاريخ التي فيها مواطنو الدولة يمولون من جيوبهم خرابها.
مع ذلك، نحن سنذهب للتصويت. وهذا بالتأكيد سينفع جداً، مثل الكفارة وكؤوس الهواء لميت متعفن.
هآرتس: حماس تتجه للموافقة على خطة ترامب مع بعض التعديلات
01 أكتوبر 2025
