"حشد" تُصدر بيانًا في الذكرى الـ105 لوعد بلفور

حشد.
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، اليوم الأربعاء، بيانًا بمناسبة الذكرى الـ105 لوعد بلفور.

وقالت "حشد" في بيانها: "إنّ ذكرى صدور وعد وتصريح بلفور، وهي مناسبة يحييها الشعب الفلسطيني سنوياً، رفضاً منه لمضامين الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية، لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وأضافت: "أنّ وعد بلفور صادر حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه، وخلق معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا قسراً من منازلهم إبان المجازر الإسرائيلية المتكررة، وما تلاها من تصاعد الجرائم وعلى مدار فترة الاحتلال وحتى يومنا، هذه الجرائم التي طالت أدنى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حرمانه من حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة أسوة بكل شعوب العالم، إلى جانب انتهاكها حق الفلسطينيين في الحياة، الحرية، التعبير عن الرأي، المحاكمة العادلة، والحماية من التعرض للتعذيب".

وتابعت: "بل يمكن القول وبحسب المعطيات المتوفرة بأنها طالت مجمل حالة حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سيما وأنه يجري انتهاكها يومياً من قبل قوات الاحتلال وسلوكه الإجرامي والقمعي، والتي أخذت بالتصاعد في الآونة الأخيرة كما هو الحال في توسيع الاستيطان وتهويد القدس المحتلة وتصاعد جرائم المستوطنين وحملات المداهمة والاعتقال، وجرائم الإعدام الميداني والتي بلغت خلال العام الجاري ما يزيد عن (180) شهيداً في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة".

وأكملت "حشد": "تأتي هذه المناسبة على الشعب الفلسطيني، في وقت تستمر فيه الحكومات اليمينية الاحتلالية المتطرفة بتنكرها لكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، حيث تتنكر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، المنصوص عليه في قرار الجـمعيـة العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر بتاريخ 11 كانون الأول 1948، كما تستمر دولة الاحتلال اعتماد سياسات تتنافى والقانون وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها إنهاء وتفكيك المستوطنات وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وأردفت: "إنّ ذكرى صدور وعد بلفور تشكل مناسبة جادة لتذكير المجتمع الدولي بالمظلومية التاريخية والمستمرة للشعب الفلسطيني، جراء استمرار الاحتلال، وعجزه عن ترجمة قراراته والتي تشكل ضوءً أخضر لاستمرار الاحتلال وتصاعد جرائمه، وكذلك جراء الانتقائية وازدواجية المعايير وتسييس القانون الدولي، كما وتشكل هذه الذكرى الأليمة فرصة لحث المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالواجبات القانونية والأخلاقية التي تقع على كاهلها، وذلك بضرورة العمل على وضع حد لانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

واستطردت: "كما أنّه مناسبة لدعوة بريطانيا إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني عن كل المآسي التي ترتبت على وعد بلفور.

وأدانت استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وصمت وازدواجية معايير المجتمع الدولي فيما يتعلق بمعاناة المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واللاجئين المشردين في المهاجر قسراً.

وطالبت "حشد" بريطانيا بضرورة تحمل كامل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية، من خلال تقديم اعتذاراها للشعب الفلسطيني عن كل الالآم والماسي التي ترتبت على وعد بلفور، مؤكّدةً على أنّ ما قامت به بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني جريمة لا تسقط بالتقادم.

ودعت الهيئة الدولية المجتمع الدولي لأن يقف أمام هذه المناسبة بهدف إعادة تقييم دوره بما تمليه عليه مبادئ حقوق الإنسان، بما في ذلك التوقف عن سياسة الانتقائية وازدواجية الأدوار والمواقف، لصالح ترجمة قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية لواقع على الأرض، سيما تلك التي تؤكد على حق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.

وحثت نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم لتعزيز حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني، من أجل لفت انتباه الأسرة الدولية وحثها التوقف عند مسؤولياتها تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.

وطالبت كافة القيادات الفلسطينية لتلقف مبادرة الجزائر فيما يتعلق بإحراز المصالحة وإنهاء الانقسام، كونه السبيل الأنجع والأكثر فعالية في مواجهة التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها وعد بلفور وما يترتب عليه من استمرار الاحتلال وتصاعد جرائمه.

كما دعت القيادة الفلسطينية لضرورة وسرعة تدويل الصراع وبلورة استراتيجية وطنية، ترتكز على البحث في سبل تعزيز صمود المواطنين ورفع كلفة الاحتلال، بما في ذلك العمل الجاد مع محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لحثها على فتح تحقيقات جدية ونزيهة تقود لمحاسبة بريطانيا عن جريمة وعد بلفور، والاحتلال على جرائمه الدولية المرتكبة بحق الفلسطينيين، تنزيهاً للعدالة عن أي انتقائية بما يعيد ثقة الضحايا المهدورة.