الحماة نعمة في حياة الزوجة.. هذه ليست دُعابة، فالحماة هي الأم الثانية لها، وليست كما حاولت الثقافة الشعبية تصويرها، ولا كما شوهتها بعض وسائل الإعلام، ولا كما تواطأت العادات والتقاليد على وصمها ونبذها، فالحماة أم قبل أن تكون أي شيء آخر، وإذا تعلمت الزوجة كيفية التعامل معها، والتعاطي مع فكرها، وتحييد هواجسها، والتغلب على قلقها، واكتساب عطفها وحنانها بأسلوب ذكي بالتأكيد ستفوز بحبها واحترامها، فالعلاقة بين الزوجة والحماة علاقةٌ تقوم على الحب والتقبُّل والتفهُّم، وليس على التنافُس والغيرة...
فكري في عائلتك القادمة
بالتأكيد تريد كل زوجة أن ترى أبناءها ينعمون بأسرة جميلة تتلفح بمشاعر الدفء الأسري لا بالمشاكل والتوترات في المستقبل، وكل فتاة أو زوجة عليها أن تحاول أن تضع نفسها مكان حماتها وتتسلح بالصبر، والرضا وتحرص على عدم الإساءة إليها، وتنظر إليها بمِنظار الأم الحقيقية، الأم التي تحبها وتحترمها وتعطف عليها وترعاها وتعاملها برحمة نابعة من قلبها.
اجعلي حماتك تشعر بأهميتها لديك
أشركي حماتك في أحداثك اليومية سواء في المنزل أو في العمل وخذي بنصيحتها، واجعليها تشعر باحتياجك لنصيحتها وخبرتها في التعامل مع كافة الأمور الداخلية أو الخارجية، اجعليها دائماً تشعر بأهميتها في حياتك، وقدمي لها هدية بسيطة للتعبير عن محبتك لها.
كوني صديقتها المقربة
وكوني صديقة لها بالتودد والحب وبالهدايا وأشعريها بأن لها الفضل في حياتك السعيدة مع ابنها بفضل تربيتها الناجحة له، ولا تحسسيها بفارق السن بينكما بل أظهريها دائماً بالصديقة القريبة في السن والفهم والعقل، واسألي عن صديقاتها والاطمئنان عليهن واشكري دائماً اختيارها لهن وحسن أخلاقهن، ولا مانع أن تشاركيهن الأحزان والأفراح اجعليهن يسألن عنك حتى يكون هناك رباط من الود يجمع بينكما، ولا تنظري إليها دائماً على أنها أم زوجك بل هي صديقتك.
الحدود مهمة في حياتكما
احرصي دائماً على وجود خط أحمر في علاقتك بها، وحياتك الشخصية مع زوجك؛ لأن التدخل مع الوقت سيسبب الكثير من المشاكل، ولا تتدخلي في الشئون الخاصة بين حماتك وابنها فهي أمه وإن وقفتِ إلى جانبه ستعتبرك منحازة له وستستنكر تدخلك، فكوني على الحياد ولا تتدخلي في تلك المشاكل؛ لأنك سوف تجعلين من نفسك طرفاً فيها مما يجعلك عرضة للعداء من حماتك أو أحد أفراد أهل زوجك فطالما لم يطلبا المساعدة منك معاً فلا تحاولي فرضها عليهما، ومن الضروري وضع حدود وإعطاء مساحة لكل شخص قريب منك في العائلة مع احترام الخصوصية.
شاركيها بأخبار عائلتك
اجعلي حماتك تتشارك معك في الكثير من أحداث عائلتك ولا تجنبيها إياهم، ويمكنك تنظيم يومٍ أسبوعي للذهاب لأحد الأماكن العامة معاً أو دعوتها مع عائلتك لحفلات يوم الميلاد أو الأفراح وإشراكها في اختيار مدارس أولاد أحفادها والاستعانة بها في تعليمهم أو الاستماع إلى نصائحها وخبرتها في كيفية تربيتهم، كل هذا سيشعرها باهتمامك بمشاركتها لك ولكل عائلتك، ولا تنسي أن تقربيها من والدتك أيضاً لتبادل الود والأحاديث.
المشاركة في إعداد الأطعمة والحلويات
قومي باستعمال وصفاتها في بعض الأطعمة والحلويات، وقومي بإعدادها معها أو في بيتك وشاركيها الفضل في تعليمها إياك أفضل الأصناف وأشهاها، وساعديها في كثير من الأمور والأشغال؛ لكي ينمو وينشأ بينكما جو من الألفة والمحبة.
المشاركة في مشروع مشترك بينكما
فكري في مشروع بسيط ويدوي مثلاً يجمعك أنت وحماتك وقت الفراغ وستكون طريقة ممتعة لقضاء أيام أو أسابيع أو أشهر معاً لإنجاز العمل، وكوني حذرة من أن يكون هذا المشروع على حساب وقتك وحياتك الزوجية، ولكن لابد من الذكاء في اختيار التوقيت السليم الذي لن يؤثر على حياتك الخاصة.
رافقيها للتسوق
اهتمي بها وبالسؤال عن مدخراتها الغذائية فهذا السن ينسى دائماً، ولذلك دعيها تعتمد على تذكرك في هذه الخطوة، ورافقيها للتسوق وتعاملي معها كصديقة، خذي رأيها بما تتسوقين لعائلتك، وكرري هذه الخطوة كل فترة، فسيسعدها هذا كثيراً وستنالين رضاها ودعاءها ورضا زوجك، وهذا لن يؤثر عليك بالعكس ستجعل العلاقة حميمية أكثر.