بعد مرور عدة أيام على إعلان فوز "اليمين الفاشي الجديد" برئاسة بنيامين نتنياهو بنتائج انتخابات كنيست دولة الاحتلال الاحلالي، وحصولهم أغلبية واضحة، لا تزال الأطراف الدولية متفقة بشكل غير مباشر، على تجاهل تقديم التهنئة له، في حين تواصلت مع رئيس الحكومة المنتهية ولايته، والخاسر افي تلك الانتخابات.
التجاهل العام، رسالة مبكرة من تخوف "مشروع" التركيبة الفكرية – السياسية الفائزة، وكراهيتها ليس للفلسطيني فحسب، بل لـ "الآخر" الإسرائيلي، ما يفتح الباب لصراع مركب مع "الجوار" وبالداخل، لا يستبعد شكلا من أشكال "حرب أهلية"، كما حذر قادة أمنيون سابقون في أجهزة الكيان.
نتنياهو، المنتشي جدا بفوزه غير المحسوب، بل وغير المنطقي حسابا بعدد الأصوات الكلية لطرفي المعادلة الانتخابية، والتي لا تتجاوز ما يقارب 5 آلاف صوت لكنها أنتجت ما يقارب 8 نواب فارق، بدأ يدرك ان "العزلة السياسية" إقليميا ودوليا ربما تكون هي الأشد منذ تم انتخابه رئيسا لحكومة الكيان 1996، وجد في حينها ترحيبا سريعا من "الصهيونية العالمية"، ودول لم تتأخر في الاتصال به، خلافا لما حدث في انتخابات نوفمبر 2022.
وبحكم خبرته الطويلة في الحكم، وانتهازيته المميزة جدا، سارع نتنياهو الى فتح "نفق سياسي" يحاول من خلاله فتح شهية البعض العربي، خاصة الخليجي والغربي، بالحديث عن الذهاب لتدمير "القدرة النووية الإيرانية، ولا خيار له غير ذلك"، كما أشار تساحي هينغبي أحد وزراء الليكود السابقين في تصريحات صحفية لقناة عبرية، كونها تمثل "تهديدا وجوديا للكيان".
بالتأكيد ساذج سياسيا من يعتقد، أن حكومة دولة الكيان، أي كان رئيسها يمكن ان تذهب لارتكاب حماقة بضرب "المنشآت النووية" الإيرانية، دون موافقة أمريكية مسبقة، وتأييد واضح بل وغطاء أمني – سياسي لتلك الخطوة، التي قد تفتح بابا لحرب شاملة في المنطقة، خاصة بين إسرائيل والمحيط المباشر.
اعتقاد نتنياهو، ان الحرب لضرب المنشآت النووية الإيرانية ستمر مرورا عابرا، كما حدث مع "المفاعل النووي العراقي"، عندما قامت قواتها بقصفه عام 1981، فهي واهمة تماما، بحكم ما يمكن أن يكون ردا عسكريا من إيران وحلفها خاصة من جهة لبنان، وما يمكن أن يقدم عليه "حزب الله"، من فتح جبهة على الداخل الإسرائيلي بالتنسيق مع حلفاء إيران في قطاع غزة، والتي قد تذهب لفتح معركة أخرى ضد الداخل الإسرائيلي.
الى جانب، ان روسيا، ونتاج الحرب في أوكرانيا والعملية العسكرية التي انطلقت فبراير 2022، لن تقف متفرجة عل أي عمل عسكري مباشر، ولذا الولايات المتحدة لن تمنح تل أبيب تلك "المغامرة" المحفوفة بخطر حقيقي.
والعمل على استخدام الجانب الاستعراضي لعملية سرقة أرشيف "النووي الإيراني"، التي قام بها الموساد في يناير من عام 2018، والذي عرضه نتنياهو على وسائل الإعلام العالمية وأمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تختلف كثرا عن المغامرة العسكرية المكلفة، وقد تكون مكلفة جدا.
أقصى ما يمكن الذهاب اليه، بعيدا عن تسويق "البضاعة الفاسدة"، التي يحاول نتنياهو وفريقه ترويجها، هو العمل على تنفيذ ما أقرته "الموساد" من أسس في زمن شارون 2004، تقوم على استراتيجية منع المشروع النووي الإيراني وهي: إحباط سياسي عبر ضغوط دولية، إحباط داخلي عبر تشجيع جماعات المعارضة للوقوف ضد النظام، إحباط اقتصادي من خلال منظومة عقوبات دولية تؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني، إحباط ذكي في إشارة للعمليات السرية، وإحباط عنيف، وقامت باستهداف مفاعل نطنز أبريل 2021، بحادث تفجير قالت إيران إن أحد عملاء الموساد نفذه وهرب.
الى جانب تصفية علماء وعاملين يعملون لخدمة ذلك المشروع كان أبرزهم، اغتيال محسن فخري زادة كبير علماء الذرة الإيرانيين نوفمبر 2020، وآخرين قبل ذلك كجزء من تعطيل المشروع النووي الإيراني، ومن أبرزها:
يناير 2010: اغتيل مسعود محمدي، أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران.
نوفمبر 2010: مجيد شهرياري العالم النووي الإيراني وفريدو عباسي ديواني.
يوليو 2011: قُتل دريوش رضائي نجاد بيد مسلحين.
نوفمبر 2011: الجنرال حسن طهراني مقدم، رئيس قسم تطوير الصواريخ في الحرس الثوري، والذي قتل معه في التفجير الذي استهدفه مع 16 من رجاله.
11 يناير 2012: اغتيل مصطفى أحمدي روشان، الاستاذ المختص بالفيزياء النووية وعمل في مفاعل نطنز، في انفجار قنبلة مغناطيسية
3 يناير 2015: أعلنت السلطات الإيرانية عن إحباط محاولة لاغتيال عالم نووي إيراني.
لذا ما يحاول نتنياهو، الحديث عن ضرب المفاعل النووي، ليس سوى "بضاعة بايرة".. وهي أحد "أكاذيبه" الترويجية لكسب ود البعض العربي لا أكثر، وتحسينا لصورة "الأقبح" تمثيلا في دولة الكيان العتصري.
ملاحظة: كنيست دولة الاحتلال بات يضم رسميا 9 نواب مستوطنين..منهم 2 من الشخصيات التي تتحكم في رقبة نتن-ياهو ..تخيلوا هيك تشكيلة شو ممكن تخلف لو ما بدت حركة "البصق الوطني العام" على هيك تشكيلة.
تنويه خاص: مرات حماقة "أجهزة السلطة الأمنية" في الضفة تقدم خدمات خمس نجوم لأطراف تشويشية على البرنامج الوطني..اعتقال.. توقيف أو ما ماثلها ليس سوى "دعاية هبلة" لمن كان له أن يطق له كم كلمة ويروح يكمل حكي عن "منجزه"..بطلوا هبلكم!