الازدواجية الأميركـيـة و"الخـوف" على الديمـقراطـيـة

thumb (11)
حجم الخط



 سمعنا قبل بضعة اسابيع  أن ادارة اوباما قد تنصتت على مدى سنوات على محادثات بنيامين نتنياهو (ايضا على المكالمات الخاصة لاصدقاء آخرين له). وليس هذا فقط، بل إن وكالة الامن القومي استمرت في هذه المراقبة لرئيس الحكومة بعد أن تعهد الرئيس بوقف مراقبة الاصدقاء الذين تقيم معهم الولايات المتحدة «علاقة خاصة».
 في  الوقت نفسه، داس البيت الابيض على الحقوق الاساسية لمواطني الولايات المتحدة بالخصوصية حينما دخل الى المنطقة المحمية خاصتهم وأجرى متابعة شرطية لشبكات الاعلام التي استخدموها. وبالتوازي مع هذا النمط من العمل الذي يتجاوز عالم القيم الليبرالي والذي يفترض أن تدافع عنه وتمثله الديمقراطية الأميركية، فان ادارة اوباما تستمر في الهجوم على اسرائيل بسبب سياستها، الامر الذي قد يسحق ويحطم الأسس الاخلاقية التي أسست عليها «العلاقات الخاصة» بين واشنطن والقدس. دون الدخول في نقاش عميق حول طابع «قانون الجمعيات» – حيث أن السفير الأميركي في اسرائيل، دان شبيرو، قد حذر أول أمس من أن القانون يلحق الضرر بحرية التعبير وهو مناقض للمبادئ الديمقراطية. لا شك أن مسودة القانون أكثر نباتية مقارنة مع «قانون العميل الاجنبي» الموجود في الولايات المتحدة منذ 1938.
 على عكس ادعاءات الادارة فان القانون، رغم التعديلات التي أدخلت اليه في 1966، يهدد ويلزم المواطنين الأميركيين الذين يعملون من اجل مصلحة أو جهة اجنبية بأن يتم تسجيلهم في وزارة العدل كـ «وكلاء اجانب» وأن يقدموا تقارير حول طبيعة عملهم وليس فقط مصادرهم المالية. وهنا نجد أن وسم واعتبار آلاف المواطنين الأميركيين الموالين والساذجين «وكلاء اجانب»، لا يختلف رغم المحاولات الأميركية للتمييز بين هذا التشريع وبين مبادرة التشريع الاسرائيلية الحالية. هذا أمر مخجل ويبرهن على التظاهر بالعدالة والتلون. 
بالنسبة ليهود الولايات المتحدة مثلا، فان الطلب من مؤسسي ومشغلي الايباك خلال السنوات الاولى لقيامها بالتسجيل كوكلاء اجانب سبب لهم ازعاجا كبيرا ومفارقة مؤلمة. لأنه خلق تناقضا بين القناعة وبين السلوك، بين السعي للاندماج في المجتمع الأميركي وبين صلتهم باسرائيل، الامر الذي حدد أكثر مسألة الولاء المزدوج. مؤسس المنظمة يشعياهو كنان يصف في مذكراته كيف قامت الشرطة الفيدرالية مرة تلو الاخرى باقتحام مكاتب الايباك في بداية طريقها حيث كانت تصادر الوثائق وتقوم بمساءلة رؤساء المنظمة وموظفيها حول مصادر تمويل النشرة المتواضعة التي كانت تصدر بين الفينة والاخرى. ويصف كنان هذه الاقتحامات بأنها أحداث صادمة تهدف الى تخويف المؤيدين لاسرائيل في العاصمة الأميركية وردعهم عن أي نشاط جماهيري شرعي وعلني من اجلها. كل ذلك بواسطة القوة الفظة التي كان أحد أهدافها اللوبي اليهودي وكذلك السيطرة على الحوار الجماهيري وتقييده.
  مثلما في قضية التنصت، في هذا المجال ايضا يبرز الفرق بين نمط العمل الذي تريده الادارة الأميركية من شركائها وبين نمط عملها في نفس الشأن. عند الحديث عن قوة عظمى فان قواعد اللعب تتغير بشكل كامل.

عن «اسرائيل اليوم