هارتس : إسرائيل تسجّل رقماً قياسياً جديداً في الوقاحة داخل الأمم المتحدة

حجم الخط

بقلم: نوعا لنداو

 


سجلت وقاحة إسرائيل في الأمم المتحدة بقيادة سفير إسرائيل، جلعاد أردان، في نهاية هذا الأسبوع رقما قياسيا جديدا. في رده على تبني مشروع القرار الفلسطيني للطلب من محكمة العدل الدولية «آي.سي.جي» البت هل احتلال «المناطق» ما زال مؤقتاً أم إنه تحول إلى ضم فعلي (وهو قرار يمكن أن يؤدي إلى توصية بفرض عقوبات)، قال أردان في خطاب انفعالي، بخطواتهم أحادية الجانب فإن الفلسطينيين يمنعون إجراء مفاوضات سلام. هل فهمتم؟ الفلسطينيون هم الذين يعيقون عملية سياسية خيالية، تريدها إسرائيل. هذا لغز سياسي حقيقي: كيف يمكن إعاقة شيء غير موجود؟
وقال أردان، إن إسرائيل تفضل الحوار بين الطرفين على تدخل أحادي الجانب للمحكمة في العملية السلمية (لكن أي عملية؟)، وأن كل دولة أيدت هذا القرار «قامت بعملية تأكيد قتل لفرصة المصالحة» (ما هذه المفارقة في اختيار التعابير؟). وأضاف، إن «المصادقة على الطلب ستعطي الفلسطينيين المبرر الكامل لمواصلة مقاطعة طاولة المفاوضات» (أين هذه الطاولة؟). وحبة الكرز فوق كريما النفاق: «السلام لا يمكن تحقيقه بدون مفاوضات بين الطرفين مع تقديم تنازلات متبادلة». بعد ذلك انتقل أردان إلى التهديد: «خطوات أحادية الجانب للفلسطينيين سيتم الرد عليها بخطوات أحادية الجانب». والخاتمة العظيمة: مقارنة التوجه إلى المحكمة باستخدام «سلاح الدمار الشامل»، ليس أقل من ذلك. المدهش أنه لم يسمّ ذلك «إرهابا قضائيا».
نسي السفير أنه يمثل الحكومة الحالية، التي قامت على أساس خطوط أساسية بحسبها لن يتم إجراء أي عملية سياسية في فترتها، وبالتأكيد لن تكون هناك تنازلات. فجأة، دعا إلى تنازلات سياسية. بنسخته الحالية ناشط سلام متحمسا فإن أردان أيضا نسي أو يأمل في أن ينسى العالم بأنه هو نفسه يجسد بكل كيانه العكس بالضبط، هو رمز للعدوان والرفض الإسرائيلي. في عهده عضو كنيست ووزيراً قام برعاية أجندة صقورية وخطاب قومي متطرف، وضمن أمور أخرى أيد بشكل صريح ضم «المناطق»؛ بالضبط القرار الذي يريد منعه الآن في لاهاي.
ما الذي تخاف منه، يا أردان؟ أردت الضم؟ تفضل، المحكمة ستساعد. في عهده وزيراً للأمن الداخلي دفع أردان قدما بتآكل الوضع الراهن في الحرم/ «جبل الهيكل»، وقاد ملاحقة نشطاء «بي.دي.اس» وكمّم أفواههم في البلاد وفي العالم. في هذا الإطار، روج أردان بأن مقاطعة المستوطنات حكمها مثل فرض المقاطعة على إسرائيل نفسها، وأن المستوطنات وإسرائيل هم كيان قانوني واحد. إذا كان لدى المحكمة الدولية قطرة من السخرية فهو سيستخدم كل ذلك دليلا لصالح ادعاء الفلسطينيين حول ضم فعلي لإسرائيل، سيتم استدعاء أردان من قبل الفلسطينيين إلى منصة الشهود.
لسنوات أملت إسرائيل أن يترك الفلسطينيون النضال العنيف. ولكن عندما يتبنى الفلسطينيون مسارات غير عنيفة مثل التوجه إلى المؤسسات الدولية أو تشجيع مقاطعة المستهلكين فإنه يتبين أن هذا أيضا ممنوع. دعاية إسرائيل منشغلة في تصنيف كل نوع من النشاطات المؤيدة للفلسطينيين بأنها لاسامية. في الوقت ذاته، تحولت المفاوضات مع الفلسطينيين إلى فكرة مرفوضة في أوساط الجمهور الإسرائيلي، وتقسيم وإضعاف القيادة الفلسطينية، التي كان يمكن - كما يبدو - أن تكون الشريك في المفاوضات، تحول خطة عمل.
تنشغل إسرائيل منذ سنوات بالجانب التصريحي والمكشوف وبتعميق الاحتلال وتثبيته إلى الأبد والضم الفعلي للمستوطنات ومناطق «ج». عمليا، ليس لديها أي سبب للتنكر لطلب الفلسطينيين الاعتراف بذلك رسميا وارتداء قناع الدولة التي تريد إجراء المفاوضات. بالعكس، هذه هي فرصتها في لاهاي لتبرير الضم، بالتأكيد مع الحكومة الحالية التي هي على الباب.

عن «هآرتس»