إذا كُنتِ تعتقدين أنكِ مُصابة بمرض السكري، فلا تترددي في مراجعة الطبيب المُختص، فكلما شُخصيت حالتكِ مُبكراً، كان أفضل لبدء العلاج بشكل صحي وآمن. ولا شك أنكِ ستحتاجين مُتابعة طبية دقيقة حتى تستقر مستويات السكر في الدم.
إذ تعتمد أعراض مرض السكري على مدى ارتفاع مستوى السكر في الدم. وقد لا تظهر على بعض النساء خصوصاً المُصابات بمقدمات السكري أو السكري من النوع الثاني. أما في حال الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، فقد تظهر الأعراض عادةً بسرعة وتكون أكثر شدة.
ومن أعراض السكري من النوع الأول والنوع الثاني بصفة عامة: " الشعور بالعطش أكثر من المعتاد، كثرة التبول، الرؤية الضبابية، الشعور بالضعف والتعب، بطء التئام الجروح، فُقدان الوزن من دون قصد، وجود كيتونات في البولوالكيتونات أحد النواتج الثانوية لتكسُر العضلات والدهون الذي يحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأنسولين في الجسم، سهولة الاستثارة أو غيرها من التقلبات المزاجية، الإصابة بالكثير من حالات العدوى، مثل حالات عدوى اللثة والجلد والمهبل.
وعموماً، يُمكن أن تبدأ الإصابة بمرض السكري من النوع الأول في أي سن ولكنه يظهر غالباً في مرحلة الطفولة أوالمراهقة. أما مرض السكري من النوع الثاني وهو النوع الأكثر شيوعًا فقد تبدأ الإصابة به في أي سن ولكن تُشيع الإصابة به بين النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن 40 عاماً.
ولفهم مرض السكري عند النساء، من المُهم فهم كيفية استخدام الجسم للغلوكوز. لذا لابد أن نُوضح أن الأنسولين هو " هرمون تنتجه غُدة تقع خلف المعدة وتحتها البنكرياس، يُفرز البنكرياس الأنسولين في مجرى الدم، ينتشر الأنسولين ليسمح بدخول السكر إلى الخلايا، يُخفض الأنسولين كمية السكر الموجودة في مجرى الدم، ومع انخفاض مستوى السكر في الدم ينخفض أيضاً إفراز الأنسولين من البنكرياس".
أما دور الغلوكوز أو السكرفهو " مصدر رئيسي لإمداد الطاقة إلى الخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة الأخرى، يأتي الغلوكوز من مصدرين رئيسيين، وهما الطعام والكبد، يُمتص السكر في مجرى الدم حيث يدخل إلى الخلايا بمساعدة الأنسولين، يُخزن الكبد الغلوكوز وينتجه، وعندما تكون مستويات الغلوكوز مُنخفضة، مثلما يحدث عندما لا نتناول الطعام لفترة طويلة، يُكسر الكبد الغليكوجين المُخزن ويحوله إلى غلوكوز، كي يُحافظ ذلك على مستوى الغلوكوز ضمن النطاق الطبيعي.
والجدير بالذكر، أنه إلى الآن لا يُعرَف السبب الدقيق للإصابة بغالبية أنواع مرض السكري، كذلك يتراكم السكر في مجرى الدم في جميع الحالات. ويرجع ذلك إلى عدم إفراز البنكرياس كمية كافية من الأنسولين. علماً أنه قد تحدث الإصابة بالنوعين الأول والثاني من داء السكري بسبب مجموعة من العوامل الوراثية أو البيئية. ولم تتضح هذه العوامل بعد.
من هذا المُنطلق، سنُسلط الضوء على أبرز مُضاعفات مرض السكري على صحة المرأة:
مُضاعفات مرض السكري على صحة المرأة
تتوقف عوامل خطر الإصابة بمرض السكري بصفة عامة على نوعه، وكذلك يؤدي التاريخ المرضي العائلي دوراً في جميع الأنواع. والجدير بالذكر أن العوامل البيئية والطبيعة الجغرافية قد تُزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول. وتُشيع الإصابة بمقدمات مرض السكري ومرض السكري من النوع الثاني والسكري الحملي بين صاحبات الوزن الزائد أو المُصابات بالسمنة.
أما بالنسبة عن أبرز مضاعفات مرض السكري على صحة المرأة فهي:
التهاب المسالك البولية
في الوضع الطبيعي، تنتشر الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء أكثر من الرجال وذلك نتيجة قصر مجرى البول لدى النساء. ولكن من أضرار مرض السكري على صحة المرأة أنه يؤدي إلى زيادةتعرُض المُصابة به لخطر الإصابة بعدوى المسالك البولية أكثر من غيرها من النساء.
ومن أعراضه المؤثرة عليها " ألم وحرقة في المهبل أو أثناء التبول، ظهور البول الغائم، وجود دم في البول". علماً أنه قد ينتج عن التهاب المسالك البولية عدوى في الكلى إذا لم تحصُل المرأة على العلاج المناسب. لذلك يجب على المرأة المُصابة بمرض السكري في حالة الشعور بأعراض التهابات المسالك البولية زيارة الطبيب، والبدء في علاج المشكلة، حيث يُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للعدوى حتى لا تتفاقم وتؤدي إلى مخاطر صحية عديدة.
متلازمة تكيس المبايض
تزداد فرص الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو ما يسمى تكيس المبايض عند المرأة في حالة الإصابة بمرض السكري، ولا تعتبر متلازمة تكيس المبايض من أعراض مرض السكري، ولكنها أحد أضراره على صحة المرأة، إذ يُزيد من احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة.
والجدير بالذكر، أن تكيس المبايض يُعتبر مشكلة صحية تنتج عن عدم التوازن الهرموني، حيث يصبح المبيضين غير قادرين على إطلاق البويضات بشكل صحيح، ما قد يؤثر على الخصوبة وعملية الحمل لدى المرأة. كما قد تلعب العوامل الوراثية دوراً في هذا الإصابة بتكيس المبايض.
ومن أعراض تكيس المبايض عند المرأة المُصابة بمرض السكري " اضطراب الدورة الشهرية، ظهور حب الشباب، الشعور بالقلق والتوتر، مشاكل في الحمل، زيادة الوزن غير المبررة، تغيرات في الجلد".
أمراض القلب والأوعية الدموية
تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية من المضاعفات الرئيسية لمرض السكري لدى الرجال أو النساء من دون استثناء، إذ أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يُمكن أن يُسبب مع الوقت تلف في الأوعية الدموية والأعصاب، وعدم تدفق الدم بصورة طبيعية.
كذلك يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى مجموعة من المخاطر، مثل " أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، وأمراض العين وأمراض الأسنان"، وتزداد فرص حدوث هذه المشاكل الصحية مع تقدم العمر.
والجدير بالذكر، أن النساء المصابات بمرض السكري أكثر عرضة لأمراض القلب من الرجال المصابين بمرض السكري بمقدار أربع مرات.كذلك فإن مضاعفات النوبة القلبية أسوأ عند النساء من الرجال. لذلك ينبغي على المرأة المُصابة بمرض السكري أن تجري فحوصات للقلب على نحو دوري للاطمئنان على صحتها وخصوصاً مع تقدم العمر.
فطريات الفم والمهبل
تُعتبر الإصابة بعدوى المهبل الفطرية من المشاكل الصحية المنتشرة عند النساء، ولكن من أضرار مرض السكري على صحة المرأة أنه يُزيد من احتمالية إصابتها بعدوى الخُميرة أوما يسمى بالقلاع الفموي والمهبلي. ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يُزيد من فرصة تكاثر فطريات المبيضين التي تُسبب عدوى الفطريات المعروفة باسم "داء المبيضات".
ومن أعراض عدوى المهبل الفطرية عند المرأة الُمُصابة بمرض السكري " التهاب الجلد، زيادة الإفرازات المهبلية، الشعور بالحكة في المهبل، آلام أثناء الجماع".
أما لون اللسان الأبيض فإنه يشير إلى إصابة الفم بالفطريات. وغالباً ما تكون الأعراض أكثر حدة مع ارتفاع مستويات السكر في الدم على نحو كبير، لويرجع ذلك إلى ضعف في قدرة جهاز المناعي على مقاومة الأمراض البكتيرية، والفطرية، والفيروسية.
الاضطرابات الجنسية
تُنصح المرأة المُصابة بمرض السكري أنه في حال ملاحظة أي تأثيرات أو تغيرات على الصحة الجنسية لديها باستشارة الطبيب المُختص. إذ أن من مُضاعفات مرض السكري على صحة المرأة تغيُر الرغبة الجنسية. ويُمكن أن تُسبب الإصابة بداء المبيضات والقلاع المهبلي، أو التهاب المسالك البولية إلى انخفاض الرغبة الجنسية لديها بصفة عامة.
كما يُمكن أن تنخفض الرغبة الجنسية عند المرأة بسبب اعتلال الأعصاب السكري، والذي يحدث بسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. ويؤدي اعتلال الأعصاب السكري إلى تلف الألياف العصبية في الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض الإحساس باليدين والقدمين والساقين، وكذلك انخفاض الإحساس بمنطقة المهبل.
كما أن من أضرار مرض السكري على صحة المرأة جفاف المهبل، والشعور بألم أثناء الجماع، وصعوبة الإثارة. وكل الأمور السابقة يُمكن أن تؤثر على الصحة الجنسية لديها وتؤثر على العلاقة الحميمة مع الزوج.
مُضاعفات مرض السكري على صحة المرأة خلال فترة الحمل
سواء كان الإصابة بالسكري حدثت قبل الحمل أو أثناء الحمل وهو ما يسمى سكر الحمل، فإن لمرض السكري غير المسيطر عليه وارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم تأثير على صحة المرأة الحامل والجنين.
يُعتبر سكر الحمل Gestational Diabetesحالة مؤقتة تُصيب بعض النساء أثناء الحمل، وغالباً ما يتم إنتهاء حالة سكر الحمل بعد الولادة، ولكن في حالة إصابة المرأة به، سوف تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني فيما بعد. كذلك تزداد فرص الإصابة بسكري الحمل إذا كانت المرأة تُعاني من زيادة الوزن أو من مقدمات السكري، أو لديها تاريخ عائلي لمرض السكري، أو مصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
والجدير بالذكر، أن ارتفاع سكر الدم قد يثسبب مشاكل صحية عديدة، ومن أضرار مرض السكري على صحة المرأة سواء قبل أو أثناء أوبعد الحمل " زيادة خطر حدوث تسمم الحمل، زيادة خطرالإجهاض، زيادة خطر الولادة المبكرة، التعرض لنزيف حاد بعد الولادة، التعب الشديد، وعدم القدرة على ممارسة المهام بشكل طبيعي".
علماً أن مرض السكري الذي لا يرتبط بفترة الحمل أو سكر الحمل يؤثرعلى الجنين. ومن مضاعفات سكرالحمل على الجنين " زيادة وزن الجنين، انخفاض سكر الدم عند الجنين، مشاكل صحية أو تشوهات خلقية". لذا يجب على المرأة الحامل المُصابة بسكري الحمل اتباع تعليمات الطبيب حول النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتتبع مستويات السكر في الدم خلال الحمل.
مُضاعفات مرض السكري على صحة المرأة أثناء مرحلة انقطاع الطمث
هناك العديد من الأعراض التي تُصاحب مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء، مثل الهبات الساخنة، وجفاف المهبل الذي يؤدي إلى آلام الجماع. ولكن بسبب مضاعفات مرض السكري لدى المرأة المُصابة به فإن هذه الأعراض قد تكون أكثر حدة لديهم. إذ تمر المرأة بتغيرات هرمونية أثناء هذه الفترة، وهذا يؤثر على استجابة الخلايا للأنسولين. لذا تحتاج المرأة المُصابة بمرض السكري إلى مُراقبة مستويات السكر باستمرار.
كما يؤدي انقطاع الطمث إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، ويتوقف المبيض عن إنتاج البويضات، وتزداد فرص الإصابة بالتهابات المسالك البولية والالتهابات المهبلية في هذه المرحلة، وخصوصاًعند المعاناة من مرض السكري.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتعرض المرأة المُصابة بمرض السكري إلى زيادة الوزن أثناء فترة انقطاع الطمث، ما يستدعي ذلك إلى تغيير أدوية السكري التي تتناولها وكذلك جرعات الأنسولين للتكيف مع هذه التغييرات.