تعد الدراية بكل علامات الطلق البارد في الشهر التاسع هي معرفة لابد من توفرها لدى كافة الأمهات وخصوصاً من هم سوف يضعون المولود الأول لهم، حيث توفر تلك المعرفة قدر كبير من الحكمة في التعامل مع الطلق، ذلك القدر من المعرفة الذي بدوره يحد من خوف الأم وفزعها على ما يحدث بداخلها من تقلصات وألم غير معتاد، كما تعد معرفة أعراض الطلق البارد في الشهر التاسع هي وسيلة لتحقق الأم من سير الأمور بشكل طبيعي.
عند الشعور بأي اختلاف ملحوظ عن تلك الأعراض يجب أن يتم إبلاغ الطبيب به فربما تكون هناك مشكلة ما، وحرصاً منا على سلامتكم وفرنا لكم في السطور التالية كافة المعلومات التي تخص أعراض الطلق البارد في الشهر التاسع، كما وفرنا لكم أيضاً نصائح حول التعامل مع الأمر بشكل سليم.
ما هو الطلق البارد
قبل أن نخوض في الحديث عن الأعراض والنصائح يجب أولاً أن نتعرف على الطلق البارد ونعرف دوره ومهامه التي يحدث من أجلها، والطلق البارد هو أول مرحلة من المراحل الثلاثة للطلق والتي تعمل جميعها على تهيئة أجهزة الأم لخروج الجنين والحبل السري وما إلى ذلك، ونوع الطلق الذي نتحدث عنه هو صاحب المدة الأطول في تلك المراحل كافة، ويتمثل دوره في تهيئة وتجهيز العنق الخاص بالرحم لعملية الولادة ، وتختلف مدة الطلق البارد من حامل إلى أخرى، فقد تستمر لساعات بسيطة، وقد تطول مدتها إلى عدة أيام، وتكون أعراضه أسهل ومدته أقل من الأعراض والمدة الخاصة بالحمل الأول.
كيف أعرف أن الطلق بدأ معي
بعد أن تعرفنا على دور الطلق البارد رأينا أنه من الضروري أن نجيب على واحد من أكثر الأسئلة الشائعة عند الحوامل وهو كيف أعرف أن الطلق بدأ معي؟ والجواب بسيط حيث أن بداية الطلق يسبقها عدة تغييرات تتمثل في:
- حدوث ما يسمى بالطلق الكاذب أو تقلصات براكستون هيكس، وهي عبارة عن أعراض مشابهة لأعراض الطلق البارد وتبدأ قبل مدة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل موعد الولادة.
- تغير الوضع الخاص بالجنين حيث تتجه رأسه نحو قناة الولادة عند الأم.
- توسع عنق الرحم عند الأم، ويحدث ذلك الأمر قبل شهر من موعد الولادة تقريباً.
- بدأ تفكك السدادة المخاطية الخاصة بعنق الرحم، والتي تتسبب في نزول بعض الإفرازات من مهبل الأم.
- بدأ حدوث ألم في المنطقة السفلية للظهر، وذلك بسبب تمدد عضلات ومفاصل الأم.
- تمزق الغشاء المخاطي ونزول ماء رأس الطفل الذي يعرف باسم السائل السلوي.
- حدوث اضطرابات في المعدة يصحبها اسهال، وذلك نتيجة استرخاء العضلات الخاصة بالشرج والمعدة.
- بدأ أعراض الطلق البارد.
ما هي علامات الطلق البارد في الشهر التاسع ؟
كما ذكرنا في الفقرة السابقة أن الطلق البارد يحدث بغرض تهيئة عنق الرحم لعملية الولادة، ذلك الأمر الذي يعني أن له تأثير على الأم، وهذا التأثير يكمن في عدة أمور تحدث؛ يتلو الواحد منها الآخر وتسمى أعراض الطلق البارد في الشهر التاسع وهي:
- حدوث بعض التشنجات الخفيفة الغير منتظمة داخل رحم الأم.
- استمرار تلك التشنجات لمدة تتراوح من ٦٠ إلى ٩٠ دقيقة تقريباً، وجدير بالذكر أن تلك المدة لا تتم التشنجات على مدار كل دقيقة بها، ولكن يفصل بين كل تشنج والآخر مدة تتراوح من ١٥ إلى ٢٠ دقيقة.
- حدوث تغييرات في عنق الرحم وهي التليين والتقصير.
- حدوث اتساع في عنق الرحم يقدر بحوالي ٤ سم.
- وأخيراً يتم خروج السدادة المخاطية، وهي عبارة عن بعض إفرازات المهبل، والتي قد تكون شفافة اللون أو لونها زهري، كما قد تكون تلك الإفرازات مصحوبة بدم.
الفرق بين الطلق البارد والطلق الكاذب
كلاً من الطلق البارد والطلق الكاذب يحتوي على تقلصات وانقباضات، لكن الطلق الكاذب هو ناتج عن أمور لا تتعلق بالتهيئة لعملية الولادة، لذلك فهو لا يحتوي على أي عرض من أعراض الطلق الحقيقي، ويمكن التمييز بين علامات الطلق البارد في الشهر التاسع وعلامات الطلق الكاذب عن طريق عدة اختلافات تتمثل في:
- تشنجات الطلق البارد ملحوظة لما تسببه من ألم، أما تشنجات الطلق الكاذب ربما تكون غير ملحوظة لعدم تسببها في أي ألم.
- تشنجات الطلق البارد منتظمة في مدتها فهي تحدث في مدة تتراوح من ١٥ إلى ٢٠ دقيقة، أما تشنجات الطلق الكاذب غير منتظمة.
- التشنج في الطلق البارد يزيد مع مرور الوقت، أما تشنج الطلق الكاذب يزول مع مرور الوقت.
- تشنجات الطلق البارد لا تختفي عند قيام الأم بتغيير وضعية الجسم، ولكن تشنجات الطلق الكاذب تختفي عند تغيير الوضعية.
- الطلق الكاذب يكون مصحوب بأثر تشعر به الأم في بطنها فقط، ولكن الطلق البارد له أثر واسع على الجسم بشكل كامل.
- الطلق البارد يحدث لتهيئة عنق الرحم لعملية الولادة، أما الطلق الكاذب يحدث نتيجة جفاف الجسم أو الغثيان أو تغيير وضعية الجنين، كما قد يحدث عند قيام الأم بمجهود جسدي كبير.
متى يجب على الحامل أن تتصل بالطبيب عند بدأ الطلق؟
وضحنا لكم سابقاً أن الدراية بكافة علامات الطلق البارد في الشهر التاسع أمر ضروري؛ لأن أي شذوذ عن تلك الأعراض قد يمثل تهديد لصحة الأم أو لحالة الجنين، ويجب الاتصال بالطبيب عند حدوث الأمور التالي ذكرها:
- ذكرنا لكم أن تقلصات الطلق البارد غير منتظمة وتحدث على فترات تتراوح من ١٥ إلى ٢٠ دقيقة، ولذلك يجب الاتصال على الطبيب في حال أن تلك التقلصات كانت منتظمة وتحدث متتابعة كحدوث ثلاث تقلصات في أقل من عشرة دقائق مثلاً.
- كما وضحنا لكم أن ألم تلك التقلصات لا يكون مزعج للغاية بالنسبة للأم، ولذلك يجب الاتصال بالطبيب لو كان ذلك الألم شديد لدرجة حاجة الأم إلى عقاقير مسكنة له.
- ولم نذكر لكم أن تلك الأعراض الخاصة بالطلق البارد تشتمل على نزول الماء الخاص بالطفل، لذلك يجب الاتصال بالطبيب حال نزول تلك المياه.
- ويجب الاتصال على الطبيب عند حدوث أي أمر يشكل زعر للأم أيضاً.
نصائح عند حدوث الطلق البارد
حرصاً منا على سلامة أمهاتنا وجدنا أنه من الضروري أن نذكر لكم في فقرات مقالنا بعض النصائح حول التعامل مع الوضع عند ظهور علامات الطلق البارد في الشهر التاسع، ويجب عليكم القيام بالأمور التالية عند بدأ الطلق البارد:
- الحفاظ على توفير الغذاء السليم للجسم بشكل متوازن من خلال التنوع في تناول الأطعمة والمشروبات.
- الحصول على قسط كافي من النوم، وذلك في حال بدأ الطلق البارد ليلاً.
- عمل بعض الأنشطة المنزلية الخفيفة أو القيام بالمشي مسافة صغيرة، وذلك عند بدأ الطلق في النهار.
- مراعاة بقاء الجسم في وضعية مستقيمة، وذلك لمساعدة الطفل في تغيير وضعية رأسه والتوجه نحو قناة الولادة.
- البعد عن الاستحمام، وذلك في حال كانت أعراض الطلق البارد مصحوبة بنزول ماء الطفل.
أسئلة شائعة عن أعراض الطلق البارد في الشهر التاسع
توجد بعض الأسئلة التي تدور حول علامات الطلق البارد في الشهر التاسع؛ جمعنا لكم أهم الأسئلة بإجاباتها:
كم يوم يستمر الطلق البارد؟
يبدأ الطلق البارد في آخر شهر من حمل الأم، ويستمر لساعات كما قد تطول مدته من يوم إلى يومين، يقوم خلالها الطلق البارد بتهيئة عنق الرحم لعملية الولادة، وذلك من خلال تقلصات تبدأ بشكل منتظم في فترات تتراوح من ١٥ إلى ٢٠ دقيقة، وبعد ذلك تقل تلك المدة بين التقلصات ليتحول الطلق البارد إلى طلق حامي، وتختلف تلك المدة حسب الحالة الصحية للأم، كما تختلف في حال كانت تلك هي الولادة الأولى للأم.
متى تكون الولادة بعد الطلق البارد؟
عادة ما تكون الولادة بعد حوالي ٢٠ ساعة من بدأ ظهور علامات الطلق البارد في الشهر التاسع، وذلك لو كان هذا هو الحمل الأول، وتقل تلك المدة مع الحمل الثاني وما بعده لتصل إلى مدة تتراوح من ٧ إلى ١٢ ساعة تقريباً، ويتوقف الأمر أيضاً على عدة عوامل أهمها هو القيام بتحمية الطلق وتحفيزه لعملية الولادة.