عملية سلفيت "فعل فدائي" فلسطيني..وليس "خلل أمني" احتلالي!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 اختار الشاب محمد مراد صوف (19) عام من بلدة حارس ضواحي نابلس صباح يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2022، للقيام بأهم عملية فدائية فلسطينية منذ العام 2005، وفقا لوصف وسائل إعلام العدو القومي، اختيار تزامن وذكرى مرور 34 عاما على "الصرخة العرفاتية" بإعلان الاستقلال في الجزائر 1988، فاتحا معركة سياسية تتوازي والانتفاضة الوطنية الكبرى التي تفجرت ديسمبر 1987.

عملية سلفيت الفدائية، أكدت الوجه الفاشي لقوات الاحتلال في طريقة اعدام الفتى محمد، منفذ العملية، بعدما قامت بتصفيته على الهواء مباشرة، رغم انه كان دون سلاح أو يمثل "خطرا" على قوة عسكرية من جيش يحمل أحدث أسلحة، لكن البعد الفاشي المخزون في ثقافة تلك المؤسسة الأمنية، نفذت فعل الإعدام تكريسا لسلوك مستمر نحو ارتكاب جرائم حرب متواصلة.

عملية سلفيت الفدائية، التي أربكت المؤسسة الأمنية لدولة الاحتلال الاحلالي، مثلت صفعة مركبة واحدة لحكومة الكيان الراحلة، وأخرى لحكومة الكيان القادمة، كما كانت رسالة للمنتخبين أعضاء برلمان الكيان يوم افتتاحه، وردا نوعيا على محاولات نشر "اليأس الوطني"، بعد الحملات الإرهابية في نابلس وجنين والقدس ومختلف مدن وبلدات الضفة المحتلة، وفتح معارك متعددة لحصار "الغضب الشعبي الفلسطيني العام".

عملية سلفيت الفدائية، أربكت مؤسسة العدو القومي الأمنية، جيشا وأجهزة، فحاولت ان تبحث "ثغرة" لكيفية فعلها وتحميل الأمر لخلل هنا أو هناك، دون ان تقف أن الفعل الفدائي، لم يكن يوما "خللا أمنيا"، ولن يكون كذلك، فهو فعل تواصلي رغم كل ما أصاب المشهد الفلسطيني العام، من نكبات ذاتية وانكسارات اعتقد قادة دولة الفاشية المستحدثة، ان "خيارهم الخاص" انتصر على "الفلسطنة الثورية المعاصرة".

عملية سلفيت الفدائية، تأكيد مطلق أنه لا يوجد فعل فردي، كما تحاول أجهزة العدو الأمنية تفسير كل فعل مقاوم، هروبا من إدراك "الحقيقة المطلقة"، ان الاستسلام ليس فعلا فلسطينيا ولن يكون ابدا.

عملية سلفيت الفدائية، نسجت خيطا تواصليا مع ما سبقها من عمليات تنتشر في أرض فلسطين التاريخية، وليس حكرا أو حصرا في الضفة والقدس، وعلها مع عملية شعفاط يوم 8 من أكتوبر 2022، والتي نفذها الفدائي عدي التميمي، أكثر ما أصاب مؤسسة الاحتلال الأمنية صداعا هز كثيرا من "نظريتهم الخاصة"، فذهبوا لبحث عن "سبب تقني" وليس السبب الحقيقي، ان الاحتلال والفلسطيني لا لقاء بينهما سوى المواجهة والمقاومة والغضب العام.

عملية سلفيت الفدائية، تؤشر أن فعل المقاومة هو خط تصاعدي وليس انكساري، هو فعل جمعي وليس فردي، هو فعل تواصلي وليس صدفي، فعل لفعل الذهاب الوطني العام نحو حرية وطن وتحرر شعب.

عملية سلفيت الفدائية، رسالة مباشرة الى الأشقاء العرب، ان الاعتقاد بحصار الفعل الفلسطيني الفدائي، وسيادة مرحلة الخنوع، كما حاولت دولة العدو القومي ترويجه، ليس واقعا ولن يصبح أبدا "حقيقة سياسية"، بل نقيضها.

عملية سلفيت الفدائية، رسالة بلا رتوش أن قرار الغضب الشعبي العام، ليس حالة مزاجية لهذا او ذاك، بل هي نتاج الضرورة الوطنية التي تفرضها الحقيقة الفلسطينية، بعيدا عن حساب تجار "السوق الأمني"، ربحا وخسارة.

عملية سلفيت الفدائية رسالة سياسية مكثفة للرسمية الفلسطينية، ان تكسر رهبتها وتذهب سريعا لتجسيد الحق الوطني "العالق" بين سراديب حسابات "ضيقة"، لا تتشابه وحسابات من خرج لكسر هيبة العدو القومي بعمليات التحدي الشامل.

نعم، عملية سلفيت، كما قبلها وما سيكون بعدها، فعل فدائي مكتمل الأركان، وليس خللا أمنيا كما تحاول مؤسسة العدو فرض الاشاعة...فعل لا مكان لحصاره ما دام هناك محتل وغازي.

ملاحظة: "الخلية القيادية الأولى" لمنظمة التحرير تجاهلت أن تتخذ خطوة عملية واحدة حول تكريس إعلان دولة فلسطين...مش مفهوم ليش ملعثمين من إعلان "المركزي" هو برلمان الدولة المؤقت..الصراحة إنكم مستفزين وجدا!

تنويه خاص: استخفاف فرق الحركة الإخوانجية المعروفة إعلاميا باسم "حماس" بذكرى إعلان الاستقلال بيكشف أن معدنهم مش معدن أهل البلاد...الاستخاف بًين أنهم غرباء عن بلاد طائر الفينيق!