نظم مركز إبداع المعلم في غزة مؤتمراً بعنوان " بهمة الشباب نرتقي بهيئاتنا المحلية ", ويأتي هذا المؤتمر ضمن مشروع التدقيق الاجتماعي الذي نفذ بمشاركة 30 مدرسة في المناطق التي تم استهدافها خلال الحرب الأخيرة موزعه على محافظات قطاع غزة، حيث قاموا بدراسة 30 مشروع واستفاد من 755 طالب/ة جلها مشاريع بنية تحتية وتطويرية خاصة بإعادة الإعمار والمشاريع الخدماتية ما بعد حرب 2014 على قطاع غزة، تقوم بتنفيذها بلدياتهم ومجالسهم المحلية، ونفذ المؤتمر في فندق الروتس في مدينة غزة، بحضور عدد كبير من المؤسسات المحلية والأهلية وممثلين عن عدد من الوزارات الحكومية والشخصيات المجتمعية والإعلامية.
اُفتتح المؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني والفاتحة على روح الشهداء، ورحب ممثل مركز إبداع المعلم بالحضور الكريم لمشاركتهم في هذا المؤتمر الذي يعتبر من القضايا المهمة للعالم عامة والمجتمع الفلسطيني.
وألقي كلمة وزارة التربية والتعليم د "أنور البرعاوي" الوكيل المساعد للشؤون التعليمة التي أشار بها على دور مركز إبداع المعلم في تنمية شخصية الطلبة في المرحلة العمرية الهامة لتكوين قادة المستقبل من خلال تعزيز مفهوم الشفافية والنزاهة، واعتماد منهجية التعلم خارج المدرسة الذي يعد هدفاً تعليميا بكل المقاييس .
كما وأعرب أ."محمد أبو شكيان" رئيس بلدية النصيرات والمتحدث بكلمة الهيئات المحلية عن مدى سعادتهم بمشاركة الطلبة بهذه المشاريع وتقديم جميع التسهيلات من قبل رؤساء البلديات والعاملين بها لتحقيق الهدف المنشود وهو رفع مستوى الطالب بجميع الجوانب بالدرجة الأولى.
ومن جانبها أكدت أ." مجدولين التلباني" منسقة مشروع التدقيق الاجتماعي على أهمية تشارك المجتمع بكافة شرائحه المختلفة لبناء منظومة مكافحة الفساد كعناصر أـساسية للرقابة والمساءلة، وتفعيل دور الطلبة الفلسطينيين في مطالبة المجتمع بالنزاهة في عملية البناء في مجتمعاتهم المحلية من خلال التدقيق الاجتماعي للمشاريع البنيوية والتطويرية، ونوهت" التلباني" أهداف المؤتمر والنتائج المتوقع الخروج بها لتكوين رؤية رؤية مستقبلية حول التعاون المتكاثف لنشر مبدأ وقيم النزاهة والشفافية لتصبح من أساسيات البناء المجتمعي والعمل التنموي الفلسطيني.
وخصصت الجلسة الأولي من المؤتمر حول تضافر الجهود في تعزيز ثقافة المراقبة المجتمعية لنظام النزاهة والشفافية ، برئاسة " أ. محمد سرور- باحث لدى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ، وشملت عدة أوراق عمل، حيث قدم عضو اللجنة المركزية للجبهة العربية الفلسطينية "أ. هاني أبو عمرة " ورقة عمل بعنوان دور الأحزاب السياسية الفلسطينية في مكافحة قضايا الفساد في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، وقدم أ. "بكر التركماني" المستشار القانوني لائتلاف أمان للنزاهة والشفافية ورقة عمل بعنوان : دور منظمات المجتمع الأهلي في بناء منظومة النزاهة والشفافية والمساءلة في المجتمع الفلسطيني،
ثم تلاها ورقة عمل دور الإعلام في الرقابة العامة وتأمين حق الجمهور في الوصول إلى المعلومات قدمتها " أ. أسماء الغول" صحفية وكاتبة فلسطينية، وكانت الورقة الأخيرة في هذه الجلسة بعنوان مبادرات شبابية في رقابة معايير النزاهة والشفافية قدمها "أ. عبد الله خضرة"، عضو ناشط في ائتلاف أمان للنزاهة والشفافية حيث تم عرض تجربته في مبادرات مراقبة معايير النزاهة والشفافية فيها بما فيهم نوعية القضايا التي تم تناولها والانجازات التي تم تحقيقها، والقيود والمعوقات الاجتماعية التي واجهتهم، ودورهم الشبابي الفعال في تحقيق مبدأ النزاهة والشفافية.
وترأست الجلسة الثانية من المؤتمر " المحامية نانسي الدالي " دور مؤسسات الدولة في تعزيز الدور المجتمعي لمراقبة نظام النزاهة والشفافية ، حيث طرح مدير عام ديوان الرقابة الإدارية والمالية "أ. يوسف أبو سلمية" دور ديوان الرقابة الإدارية والمالية في مراقبة تنفيذ المشاريع الحكومية، ومعايير تحقيق النزاهة والشفافية عند التنفيذ التي يتم متابعتها ، وركز مدير مكتب غزة للمركز الفلسطيني للأبحاث والدراسات ( مسارات) أ. "صلاح عبد العاطي" على الناحية القانونية وأصولها في تحقيق النزاهة والشفافية ونظم المساءلة في القطاع العام ، وقدم أ. " محمد النجار" رئيس بلدية المغازي ورقة عمل حول عمل الهيئات المحلية ( البلديات) في تحقيق مبدأ النزاهة والشفافية وتحفيز عملية المساءلة الاجتماعية في عملهم عند تنفيذ المشاريع التي تخدم المواطن من قبلهم .
وفي الجلسة الثالثة التي ترأستها أ. مجدولين التلباني م تم تقديم عرضين من قبل مدرسة الرياض الثانوية للبنات ومدرسة يافا الثانوية للبنين لمشاريع خاصة تناقش النزاهة والشفافية في تنفيذها من خلال الهيئات المحلية ، وتوضح تجربة مركز إبداع المعلم في مشروع التدقيق الاجتماعي على تعزيز العناصرالأساسية كالمساءلة والرقابة والمحاسبة ضمن المشروع.
وأخيراً أوصى أن تتشارك جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والإعلامية ببذل جهود مضاعفة في نشر ثقافة النزاهة والعدالة الاجتماعية، وتفعيل دور الإعلام بكل وسائله وطرقه المتاحة، حيث أن النجاح الذي نتطلع إليه ينبع من الالتزام بقيم التعاون، والعمل الجماعي، والريادة، والمساهمة في خدمة المجتمع، لتحقيق الكثير من الإنجازات للمساهمة في تغيير الواقع للأفضل.