هارتس : سموتريتش لـ "الدفاع" ودرعي لـ "المالية": إنها مناورة نتنياهو

تسفي-برئيل.jpeg
حجم الخط

بقلم: تسفي برئيل

 


«بتسلئيل سموتريتش وزير دفاع»، هو عنوان مخيف. يجب فقط تخيل محادثة عمل بينه وبين نظرائه الأميركيين أو الفرنسيين، أو وصف جلسة في هيئة الاركان مع رئيس الاركان وطاقم القيادة العليا، من اجل أن نصاب بالقشعريرة من عمق هذا العبث. رجال أمن وجنرالات في الاحتياط هبوا على الفور من اجل أن يوضحوا الخطأ الفظيع الذي سيرتكبه بنيامين نتنياهو اذا قام بتعيين سموتريتش في هذا المنصب.
«أنا أعتقد أن هذا خيار سيئ لجهاز الامن ولأمن دولة اسرائيل ايضا. لا توجد لسموتريتش التجربة أو المعرفة، وايضا ليس لديه ما يكفي من السلطة امام جميع الذين يوجدون في وزارة الدفاع وفي الجيش. هو شخص مؤهل جداً، يجب أن يمر بتدريب وأن يكتسب الخبرة قبل تولي مثل هذا المنصب»، قال ايتان بن الياهو في القناة 12. عاموس جلعاد كان اكثر حزماً عندما قال: «سموتريتش هو شخص له عمود فقري، وهو لن يتجاهل الدوائر التي جاء منها، وأنا أتوقع مواجهة شديدة جدا آخذة في التطور». نية تعيين سموتريتش اعتبرها «كارثة كبيرة». آخرون حذروا من شرخ في العلاقات مع الولايات المتحدة ومواجهات في المناطق وربما عملية واسعة في قطاع غزة وهجوم على إيران وبناء عشرات المستوطنات الجديدة.
المشكلة مع سموتريتش هي مواقفه المتطرفة بخصوص العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، ومع دوافعه القومية المتطرفة وعنصريته المتعصبة. بماذا يهم اذا كان مؤهلاً؟ هل هو مناسب اكثر للمنصب لو كان يحمل رتبة جنرال؟. اذا كان الفشل في تعيين سموتريتش هو فشل في الأدوات، أي نقص في المعرفة والتجربة، وعدم معرفة المنظومة الامنية وغياب سلطة قيادية.. الخ، هل آريه درعي افضل منه في وزارة الدفاع؟ هل يمكن لأحد تخيل درعي يجري مفاوضات حول طائرات قتالية؟ وأن يقرأ خرائط عملياتية ويوجه سلاح الجو؟ وماذا اذا كان ايتمار بن غبير في وزارة الامن الداخلي؟ هل هذا خيار منطقي اكثر من سموتريتش في وزارة الدفاع أو من تعيين درعي كمسؤول عن خزينة الدولة؟ وبالاساس هل من المنطقي أن متهماً بمخالفات جنائية يتولى منصب رئيس الحكومة؟ ولكن عندما تكون النار موجهة نحو سموتريتش فمن الذي سيتذكر المجرمين الآخرين؟
يبدو أن أي تعيين لوزير رفيع في هذه الحكومة كان سيجتاز مستوى شروط لجنة تعيين الشخصيات الرفيعة، ولو أن الامور كانت من صلاحياتها فهي كانت ستضع على الجميع الخاتم الذي يقول «غير مؤهل وغير مناسب». لكن النقاش الملتهب حول جودة التعيينات ليس وبحق حول مؤهلات وقدرة المرشحين، يتغذى على الخوف العميق والراسخ من مواقفهم السياسية، والوحشية المتوقعة من هذا التجمع الذي يسمى حكومة نتنياهو. هذا الخوف يخدم نتنياهو بشكل جيد، الذي يسوغ اختبارا استثنائيا وخطيرا يسمى «أهون الشرور»، الذي بحسبه اذا كان تعيين سموتريتش هو الشر المطلق فان تعيين جميع الوزراء الآخرين، بمن فيهم بن غفير في منصب وزير الامن الداخلي وآريه درعي في منصب وزير المالية، هو أهون الشرور. هذا التمرين يفترض أن هناك ضررا سيلحق بنا من كل تعيين. لكنه يخلق الوهم في أن تعيينهم حسب مبدأ «أهون الشرور» سيقلص الضرر الجماعي للحكومة، وبالاساس سيعرض نتنياهو على أنه الشخص الحكيم وصاحب البيت المسؤول والذي يدافع عن الديمقراطية والذي يحمي حدود إسرائيل من التدمير من الداخل.
هذه منظومة أوانٍ مستطرقة، يحول فيها نتنياهو المجرمين المدانين الى وزراء كبار وشرعيين، وفي المقابل هو سيحصل منهم على شهادة حسن سلوك لتولي منصب رئيس الحكومة. إذا كانوا هم أهون الشرور مقارنة معهم فانه هو الخير المطلق. التمرين لا ينتهي هنا. فإذا لم يعين في نهاية هذه المناورة سموتريتش في منصب وزير الدفاع فان كل الفضل بذلك يعود لنتنياهو الذي انقذ الدولة من أسوأ ما في الأمر، وبعد أن نخرج المصور من الهيكل سنرى من سيتجرأ على المعارضة وانتقاد الأعمال البهلوانية التي سيقدمها نتنياهو.

عن «هآرتس»