هارتس : ازدهار التصدير الأمني الإسرائيلي

حجم الخط

بقلم: عوديد يارون

 

 




كانت 2021 السنة التي سجّل فيها التصدير الأمني الإسرائيلي رقماً قياسياً.
في نيسان الماضي نشر قسم "سيفت" في وزارة الدفاع عن ارتفاع 30 في المئة في حجم الصفقات الجديدة التي وقعت في السنة الماضية مع زبائن في أرجاء العالم. بالإجمال سجلت الصناعات الأمنية صفقات بمبلغ 11.3 مليار دولار مقابل 8.6 مليار دولار في 2020.
لم تنتهِ السنة الحالية بعد، لكن يبدو أنها ستنتهي بأرقام عالية بشكل خاص بفضل عدد من الصفقات الضخمة، رغم أن المعطيات التي وصلت للصحيفة تظهر أن عدد الصفقات التي صادق عليها قسم الرقابة على التصدير في هذه السنة قليل نسبياً مقارنة مع السنوات السابقة.
حسب المعطيات التي عرضها القسم حتى أيلول، تمت المصادقة على عدد أقل بقليل من 4 آلاف صفقة، مقابل 6 آلاف صفقة في 2020، و5400 في 2021.
هناك عوامل رئيسة تدفع إلى الأعلى بالتصدير الأمني الإسرائيلي: اتفاقات إبراهيم والحرب في أوكرانيا.
اتفاقات التطبيع التي وقعت عليها إسرائيل قبل سنتين تقريبا مع اتحاد الإمارات والبحرين والمغرب رفعت التصدير الأمني إلى دول المنطقة، وفي السنة الماضية، التي كانت كما قلنا سجل فيها التصدير الأمني رقما قياسيا، بلغت المبيعات لدول الخليج نحو 7 في المئة من إجمالي الصفقات.
في الأشهر الأخيرة تم الكشف بأن إسرائيل باعت منظومات دفاع متطورة من نوع براك وسبايدر لدولة الإمارات، التي تهددها صواريخ ومسيرات إيران. أيضا وقعت المغرب في هذه السنة على صفقة للتزود بصواريخ براك.
حسب أقوال الدكتورة ليران عنتيبي، الباحثة في معهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فإن "مجال الدفاع الجوي سيواصل احتلال مكان متصاعد على ضوء تغير التهديد الجوي في العالم، ضمن أمور أخرى، في أعقاب نشر متزايد لوسائل بسيطة ورخيصة وفي متناول اليد مثل المسيرات الانتحارية والحوامات، إلى جانب التهديدات الكلاسيكية".
تنتج إيران مسيرات هجومية بكميات كبيرة، وهذه يتم إطلاقها في صليات من العراق ومن اليمن على أهداف في الخليج مثل منشآت نفط ومطارات وسفن. تكلفتها منخفضة جدا، 20 ألف دولار لكل واحدة، والضرر الذي تتسبب به كبير، كما حدث في منشآت نفط "ارامكو" في السعودية، والدمار الكبير الذي ألحقته روسيا في أوكرانيا عندما بدأت تستخدم المسيرات الإيرانية في تشرين الأول.
قبل بضعة أشهر كشف وزير الدفاع بني غانتس بأنه في السنتين التاليتين لاتفاقات إبراهيم وقعت إسرائيل على صفقات تصدير امني بمبلغ 3 مليارات دولار مع دول المنطقة، وهذا ارتفاع كبير لسوق كانت حتى الآن مغلقة جدا بالنسبة لإسرائيل.
في الشهر الماضي كشفت صور أقمار صناعية بأن دولة الإمارات نشرت بطارية صواريخ من نوع براك من اجل الحماية من الصواريخ البالستية وصواريخ الكروز والطائرات بدون طيار إيرانية.
مع ذلك، في ظل غياب بيان رسمي من إسرائيل فإن دولة الإمارات أو الصناعات الجوية من غير الواضح حتى الآن عن أي نموذج من منظومة براك يدور الحديث، وعن عدد البطاريات، أيضا مبلغ صفقة البيع غير معروف.
صفقة أخرى تم الكشف عنها في هذه السنة لبيع منظومات دفاع جوي من نوع سبايدر من إنتاج رفائيل الإسرائيلية لدولة الإمارات.
منظومة سبايدر يمكنها اعتراض طائرات ومروحيات وصواريخ كروز ومسيرات في مدى يصل حتى 100 كم. منظومة سبايدر هي نسخة مطورة لصواريخ جو – جو من نوع بيتون، التي تلاحق الأهداف بواسطة التملص من الرادار.
أيضا في هذه الحالة لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى مثل النوع الدقيق وعدد البطاريات أو مبلغ الصفقة. عندما اشترت التشيك في السنة الماضية اربع بطاريات سبايدر بلغ حجم الصفقة 630 مليون دولار.
في شباط الماضي، بعد زيارة غانتس للرباط، نشر أن الصناعات الجوية ستزود المغرب بمنظومة دفاع جوي من نوع براك إم.اكس، التي تدمج عدة نماذج من صواريخ براك في صفقة بمبلغ 600 مليون دولار.
صفقة ضخمة أخرى حصلت على دفعة كبيرة في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
ألمانيا وفي أعقابها 13 دولة من دول الناتو وفنلندا التي ليست عضوا في "الناتو"، انضمت إلى مبادرة "حماية سماء أوروبا" لبناء غلاف دفاع جوي مشترك. في إطار هذه المبادرة قررت ألمانيا التسلح بمنظومة "حيتس 3".
في البداية نشر عن صفقة بمبلغ 2 مليار دولار، لكن بعد انضمام الدول الأخرى فإن مبلغ الصفقة يقدر بنحو 3 مليارات دولار.
فرع آخر للتصدير ازدهر في السنوات الأخيرة هو فرع المسيرات.
المسيرات مع الملحقات المختلفة مثل التسليح، لا تزال أحد المجالات الرئيسة في التصدير الأمني الإسرائيلي، أوضحت الدكتورة عنتيبي، رغم المنافسة المتصاعدة من قبل دول جديدة دخلت إلى السوق في العقد الأخير مثل تركيا والصين.
في هذا الأسبوع أعلنت شركة "البيت" للمنظومات بأنها وقعت على صفقة لتزويد مسيرات من نوع هيرمز 900 (التي تسمى كوخاف في سلاح الجو) لـ "زبون عالمي" بمبلغ 70 مليون دولار. هذه المسيرات يمكنها السير في الهواء أكثر من 30 ساعة، والأنواع التي بيعت في الصفقة ستستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية، البصرية والالكترونية.
هيرمز 900 يمكنها حمل ذخيرة في غرفة داخلية وحمل قنابل وصواريخ مثل سبايك لشركة رفائيل، في نقاط حمل على الأجنحة.
حتى تموز الماضي منعت الرقابة العسكرية أي نشر عن استخدام إسرائيل للمسيرات المسلحة منذ بضعة عقود.
في أيلول الماضي أعلنت "البيت" بأنها وقعت على صفقة أخرى بمبلغ 120 مليون دولار لبيع هيرمز 900 لأسطول تايلاند من أجل استخدامها في مهمات استخبارية ومراقبة الشواطئ والإنقاذ.
في حزيران أعلنت "البيت" عن صفقة بمبلغ نصف مليار دولار لتزويد بنى تحتية للاتصالات والسيطرة لدولة في آسيا. يدور الحديث عن تزويد عدد من المنظومات المدمجة للاتصال بين اذرع الجيش المختلفة وتطبيقات للسيطرة والرقابة الجوية ومنظومات اتصال.

عن "هآرتس"