الطبيعي البديهي أن يحب الطفل والديه منذ أن تتفتح عيناه على الحياة؛ فهي مشاعر تنمو معه، وهما أول من يبادلهما مشاعر الحب ويبثهما شغفه وعاطفته، ولكن نتيجة لظروف كثيرة وعوامل سلبية متعددة، قد يصل الابن إلى مرحلة يعاني فيها من كره لأحد والديه.. وغالباً ما تكون الأم.. رغم مرافقتها له لساعات طويلة من اليوم، وشبه تفرغها لرعايته والاهتمام به؛ للتعرف على أسباب هذا الكره وعلاماته وطرق علاجه
الحب والحنان والمودة بين الوالدين!
- الأسرة هي المدرسة الأولى في حياة الأطفال، والوالدان هما أول المدرسين فيها، وصاحبا البصمة الأكثر تأثيراً على شخصية الأبناء قبل خروجهم للعالم.
- والحب والحنان والعطف والاهتمام، أول عطاء يقدمونه للطفل الصغير، والذي لا يفهم من الحياة إلا ما يلامس مشاعره.. وبالحب ينمو صحياً ونفسياً.
- وأحياناً يكون انفصال الوالدين ثغرة في الطريق السليم للتربية السليمة، ولكن هناك بعض الأطفال ينشأون داخل أسرة تعاني من مشاكل وتصدعات.
- مما يسبب حياة أسوأ من غياب أحدهما؛ بسبب فقدان الحب والحنان والمودة بين الوالدين، الأمر الذي يجعل الطفل يواجه أول مشاعر الكره من داخل المنزل لأحد والديه.
أسباب كره الطفل لأمه: اختلاف وجهات النظر بين الوالدين
- كأن يفضل الأب الصرامة والشدة، بينما تميل الأم إلى اللين وتدليل الطفل، أو يتبع أحدهما الطريقة الحديثة، والآخر الطريقة التقليدية في التربية والمعاملة؛ مما يسبب للطفل كرهاً للطرف الصارم والشديد، والميل تجاه الطرف الليّن.
- كلام أحد الوالدين عن الآخر.. عندما يشكو أحد الطرفين من الآخر أمام طفله، ويعلن تذمره من تصرفاته وطريقة تفكيره، وكلها أمور لا تخص الأطفال مباشرة، والطبيعي أن تردُّد ذلك الكلام على مسامع الطفل، يجعل تفكيره يميل للطرف الآخر.
- ظلم الأب للأم.. عندما يشعر الطفل بأن والده يضطهد والدته أمام عينيه؛ فيشعر بأن الأب قاسٍ وظالم، و الأم ضحية لتسلُّطه، وأحياناً تسيء الأم المعاملة وتهمل والده؛ مما يجعله يكره ذلك الظالم فيرفضه.. بل يكرهه نفسياً وإن لم يُظهر.
- ويحدث الكره للأم أيضاً.. عندما تكون مشاجرات وخلافات الوالدين أمام أعين أطفالهما؛ فذلك يصل بالطفل للشعور بأن تواجد الأب في المنزل هو السبب وراء تلك الخلافات، ومرات يرمي الطفل بأسباب الخلاف على الأم.. فيشعر بالكره تجاهها.
الانشغال والانتقاد الدائم للابن
- إن عدم تخصيص الأم الوقت لأبنائها، وعدم إحاطتهم ببعض الاهتمام والسؤال عن أحوالهم وسماع مشاكلهم والأحداث التي يعيشونها، أمور تولّد لدى الطفل شعوراً بالبعد وعدم الإحساس بمشاكله ومتطلباته؛ فلا يجد أمامه سوى الكره والابتعاد.
- وكذلك عندما يشعر الطفل بأن والدته دائمة الانتقاد له ولتصرفاته، وأنها لا تمدح ولا تشعر بأيّة حسنة يقدِم الطفل على فعلها؛ فإنه يفسر ذلك بأن الأم لا تحبه وتكرهه، ودائماً تنتقده، وترى فقط عيوبه وأخطاءه؛ فيتملكه الشعور بالكره لها.
إصرار الأم الدائم.. أنها على حق
- تشعر الأمهات أحياناً بالحاجة إلى أن يكن على حق، بِغض النظر عن التبعات، وهذا يزعج الأطفال كثيراً؛ حيث يكونون في أمسّ الحاجة لأن تفهم الأم وجهة نظرهم ورؤيتهم للمواقف التي يعيشونها.. مما يدفعهم لكره الأم وهم في حالة من الحزن.
- تجاوز الأم حدودها مع الطفل.. وأحياناً يكون سبب الكره بسبب عدم احترام الأم لحدود الأطفال الشخصية، وعدم إعطائهم بعض المساحة للحرية الشخصية؛ حيث يعَد امتلاك ارتباط عاطفي صحي بين الأم وطفلها، أمراً إيجابياً ومحفزاً.
عدم إنصات الأم لطفلها
- فقد تتدخل الأم في الحديث وإعطاء النصائح قبل أن يُكمل طفلها التحدث، أو تخبره بأشياء بدلاً من سؤاله، أو التحدث معه عما يجول في خاطره، وقد يسبب هذا سوء تفاهم كبير بين الأم وطفلها؛ مما يقود إلى الكره لاحقاً.
3- علامات كره الطفل لأمه: التوقف عن الحديث معها
-
إذا كره الطفل أمه؛ فقد ينسحب تماماً من التواصل معها، وقد يبدأ في قضاء المزيد من الوقت في غرفة نومه، أو في الخارج مع الأصدقاء؛ رافضاً قضاء وقت ممتع مع الأم.
- يميل للعدوانية.. إذ يمكن للأبناء الذين يكرهون أمهاتهم، أن يصبحوا عدوانيين، وربما يستخدمون العنف تجاه أمهاتهم؛ فبعد أن كان محبوباً في السابق، يتحول إلى عدواني ويتصرف بطرق مؤذية.
لا يحترم أمه
- قد يتوقف الطفل عن إظهار أيّ احترام للأم إذا بدأ بكرهها، قد يقول أشياء يعرف أنها ستؤذيها، ودائماً ما يبدأ في الجدال معها من دون سبب واضح، كما أنه لن يعاملها بلطف وحب، ويتحدث إليها بطرق غير محترمة وغير لطيفة.
يُبعد الأم عن حياته
- قد يقرر الطفل عندما يكبر، أنه لم يعُد يريد أيَّ نوع من العلاقة مع أمه إذ كرهها، وقد يختار إبعادها تماماً عن حياته، ولا يشاركها اهتماماته وإنجازاته وأهدافه المستقبلية.
3 طرق لتتعامل الأم مع طفلها عندما يكرهها
- تجنب الجدال مع الطفل.. قد يؤدي الجدال مع الطفل إلى تفاقم الأمور؛ فبدلاً من الجدال، تجاهلي الملاحظات التي يُدلي بها الطفل لك؛ حتى لو كانت سلبية، بهذه الطريقة سيستسلم الطفل من تلقاء نفسه، وقد يتوقف عن الإدلاء بتعليقات سلبية.
- إظهار المحبة للطفل بأية طريقة ممكنة.. إظهار الحب للطفل، عامل مساعد جداً في تقليل كره الطفل لأمه؛ حتى لو بدا أنه لا يُقدر ذلك؛ فيجب على الأم أن تقضي وقتاً معه، وتقرأ له، وربما قد تغني له.
- الحصول على المساعدة من معالج أو مختص.. إذا لم يتحسن الوضع، وإذا شعرت الأم بأن طفلها يكرهها جداً، أو أن مشاعر الكره متأصلة فيه بعمق؛ فمن الأفضل استشارة معالج أو مختص.