هارتس : بن غفير يسعى إلى تغيير "الوضع القائم" في الحرم

حجم الخط

بقلم: يهوشع براينر


بعد أن نجح في تحويل وزارة الأمن الداخلي إلى الجهة المسؤولة عن "الأمن القومي"، ونقل إليه قوات حرس الحدود في الضفة الغربية وأوامر الشرطة بحيث يكون المفتش العام للشرطة خاضعاً له، فإن إيتمار بن غفير حدّد الآن الهدف القادم وهو تغيير الوضع الراهن في الحرم.
يرفض رئيس حزب "قوة يهودية" قول ذلك بصراحة كي لا يثير عليه رئيس "الليكود"، بنيامين نتنياهو، حتى لا يؤدي ذلك إلى تصعيد أمني فوري.
ولكن تصريحاته، قبل الانتخابات ومؤخراً، تشير إلى نيتها إحداث تغيير في نظرة العالم اليهودي لهذا التجمع، حيث يسمح لهم بالصلاة فيه.
عشية الانتخابات أعلن أنه سيطلب من نتنياهو أن يطبق "مساواة في الحقوق لليهود" في الحرم. وأول من أمس، في مقابلة مع "كان" أضاف إنه "سيفعل كل ما في استطاعته لمنع تطبيق أي سياسة عنصرية في الحرم"، وسيطالب بأن يناقش الكابنت السياسي – الأمني هذا الموضوع.
في العام 2022 طلب بن غفير من نتنياهو أن يصادق على صلاة اليهود في الحرم، حيث تمنع الشرطة إجراءها الآن. في حينه رفض نتنياهو هذا الطلب، ورداً على ذلك اختار رئيس "قوة يهودية" التنافس بشكل مستقل في الانتخابات. بقي الحزب تحت نسبة الحسم، وفقدت كتلة نتنياهو 20 ألف صوت تقريبا. "كان لبن غفير شرط واحد فقط وهو الاتحاد بين قوائم اليمين، والمصادقة على صلاة اليهود في الحرم، ما يبدو أنه أمر منطقي، لكني أعرف أنه كان سيشعل الشرق الأوسط ويثير غضب مليار مسلم منا"، قال نتنياهو. "قلتُ إنه توجد حدود، وإن هناك أموراً أنا غير مستعد لفعلها كي أفوز في الانتخابات وأنني سأحافظ على دولة إسرائيل".
ولكن نتنياهو الآن شخص مختلف عن الشخص الذي تعهد منذ فترة غير بعيدة بأن لا يشغل بن غفير منصب وزير في حكومته، وأن الحدود التي كانت توجد لم يتم اختراقها بعد. على خلفية ذلك، سيجد صعوبة الآن في رفض طلب بن غفير وهو السماح بصلاة اليهود في الحرم، حتى لو بثمن مواجهة سياسية وتصعيد على الأرض. وصممت مصادر شاركت في المفاوضات الائتلافية على أن قضية الحرم لن يتم طرحها.
"كان بن غفير وبحق حذراً من طرح هذه القضية بسبب هشاشتها. هذه أمور سيحلها بشكل مباشر مع نتنياهو"، قالت المصادر. ولكن أي تغيير حقيقي في الوضع الراهن سيحتاج إلى موافقة الأردن، التي لا يتوقع الحصول عليها في أي يوم.
يمكن أن يجد بن غفير شريكا له في الشرطة، قائد منطقة القدس دورون ترجمان. الاثنان توجد لها معرفة قريبة على خلفية نشاطات عضو الكنيست وزوجته اييلا لتشجيع اليهود على زيارة الحرم.
في فترة ترجمان لم يزد فقد حج اليهود إلى الحرم، بل أيضا غض النظر عن صلاتهم التي جرت في المدخل الشرقي في الحرم بعيدا عن أعين المصلين المسلمين.
هناك، أمام ناظري رجال الشرطة المرافقين تطورت عادة وهي إجراء صلاة قصيرة بالهمس. ليس صدفة أن ترجمان لا يستخدم مصطلح "الوضع الراهن" في كل ما يتعلق بالحرم، بل يتحدث عن التقليد الموجود في المكان، ما يتغير بالتدريج وبحذر تحت عيون رجال الأوقاف المفتوحة الذين يرافقون دخول اليهود إلى منطقة الحرم.
تعلم نتنياهو على جلده من أعمال الشغب التي حدثت في نفق "حائط المبكى" في 1996، بأن أي تغيير في محيط الحرم يمكن أن يؤدي إلى تصعيد شديد في الوضع الأمني، حتى لو كانت التغييرات التي يخطط بن غفير لإجرائها ستتم بهدوء وبخطوات صغيرة. بكونه المسؤول عن الشرطة وهو الذي يحدد سياسة عملها فإن بن غفير يمكن أن يعطي الأوامر للمفتش العام للشرطة ولقائد المنطقة من أجل توسيع سياسة غض النظر. "ستتحول الصلاة بالهمس إلى صلاة بصوت مرتفع وأكثر جماعية، وفي المقابل، ستشتد سياسة إنفاذ القانون أكثر إلى أن يستقر الوضع كتقليد في المكان.
المفتش العام للشرطة، الذي توجد في جيبه رسالة تحذير من لجنة تحقيق رسمية والمعني بإرضاء الشخص الذي يمكن أن يحسم مستقبله وقائد المنطقة الذي يطمح إلى كرسي المفتش العام للشرطة القادم، سيجدان صعوبة في الوقوف أمام رغبة وزير الأمن الوطني العلنية، الذي أصبحت رياحه تهب في أزقة الخليل وفي أروقة قيادة الشرطة القطرية.

عن "هآرتس"