يديعوت : الحكومة الجديدة تفرض تحديات كبيرة على الجيش و"الشاباك"

حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 

 




الآن، حين تكون المعركة على الشرطة حسمت لصالح مجرم إرهاب مدان وعصبة الصيصان التي ترافقه فإن الانتباه ينتقل إلى مؤسسات الدولة التالية في القائمة.
لن يسقط القارئ عن كرسيه إذا قلت له إن المحكمة العليا والنيابة العامة هما الهدف الأول، المفهوم من تلقاء ذاته. لكنه ربما سيتفاجأ لمعرفة أن وزير العدل المرشح، يريف لفين، هو الشخصية الأكثر تضليلاً في الحكومة الوافدة. لن يخزن لفين الوقود كي يشعل الطرقات، ولن يهدم البسطات في سوق الخليل. فهو رجل أديب تشتعل فيه النار: بطريقته، ليس أقل راديكالية من حلف زعران سموتريتش وبن غفير. هو يقتاد نتنياهو إلى الحد الأقصى.
الهدف الثاني هو "الشاباك". على بؤرة الاستهداف أيضا أعماله لإحباط الإرهاب اليهودي وكذا أعماله لإحباط "الإرهاب" العربي.
تركيبة الكابينت والصلاحيات التي أُعطيت لبن غفير في الاتفاق الائتلافي تجعل مكانته الحالية في تحديد القرارات في الحكومة محل شك في كل ما يتعلق بالسياسة في "المناطق" واستمرار تعاونه مع الأجهزة الفلسطينية. سيمارس ضغطا لتغيير قانون "الشاباك" بطريقة تفرض على الجهاز، بخلاف إرادة، إدارة تحقيقات جنائية في الوسط العربي.
وسيطالب الوزراء الجدد بسياسة جديدة تجاه منفذي "الإرهاب" العرب. أحد المطالب الأولى سيكون فرض أحكام الإعدام. إذا ما ادعى رئيس "الشاباك" أن هذا غير مجدٍ، وضار فقط فإنه سينبذ كيسروي، خائن.
الهدف الثالث هو الجيش الإسرائيلي. سيتسلم هرتسي هليفي مهام منصب رئيس الأركان في فترة تحديات خاصة.
يتحدث مقربون من نتنياهو أنه يعود إلى رئاسة الوزراء بهدف واحد: أن يدمر مرة واحدة وإلى الأبد المشروع النووي الإيراني.
من المشكوك فيه أن يكون ممكنا عمل ذلك؛ ومن المشكوك فيه أن يكون نتنياهو يقصد حقا. الدروس من التجربة السابقة، في 2011، لا تبشر بالخير. مع حكومة كهذه لا نصل إلى طهران؛ في أقصى الأحوال نصل إلى لاهاي.
في هذه الأثناء، حفظ النظام في "المناطق" يمزق الجيش الإسرائيلي من الداخل. الحادثة في نهاية الأسبوع التي وثق فيها جنديا جفعاتي في مواجهة مع نشطاء يسار في الخليل، جندي واحد أزعر، والثاني غبي، هي طرف الجبل الجليدي. والتصدي للسكان المدنيين في "المناطق"، عربا ويهودا، هو ضرر متواصل. خطاب وزراء الحكومة الجدد يفاقم المشكلة.
أفترض أنه في فترة ولاية الحكومة الوافدة أيضا سيختار ملزمو التجنيد الخدمة في 8200، في سلاح الجو، في سلاح البحرية، وفي وحدات خاصة. ولكن إذا كانت الخدمة في جفعاتي، غولاني، ناحل، والمدرعات تعني أشهرا طويلة في فرض النظام في يتسهار وفي الخليل ومطاردة راشقي الحجارة في قلنديا فإن الاهتمام بالخدمة القتالية سيتردى. فالمقاتلون الجيدون لن يسارعوا إلى التوقيع على الخدمة الدائمة. فكروا بغادي آيزنكوت، بيني غانتس، وحتى بيوآف غالنت. هل كانوا سيوقعون على خدمة دائمة في جيش يمجد الحرب ضد المدنيين؟ هل كانوا سيتشاركون خيمة مع مقاتلين يعد بن غفير محبوبهم؟
منذ اليوم جيش الشعب هو جيش نصف الشعب. جيش مبني على مقاعد سموتريتش السبعة زائد مقاعد بن غفير السبعة لن يكون جيش الشعب ولن يكون جيشا منتصرا. هو سيكون جيش بوتين.
كله حكي، يشدد أناس يفهمون في السياسة. في اللحظة التي سيجلس فيها الوزراء الجدد على كراسيهم الجلدية فإن شهيتهم ستتردى. سيغرقون في مفاتن المنصب: تزلف الموظفين، حجم الحاشيات، الاهتمام، المال، القوة، قدرة الوصول إلى أسرار الدولة. انتبه إلى الأقوال المعتدلة التي تنم عن المقابلات الصحافية مع بن غفير. انتبه لما تقوله زوجته. تذكر ما قيل عن بيغن حين صعد إلى الحكم؛ ما قيل عن شارون؛ ما قيل عن بينيت ولابيد. كل المفزعات تبينت عابثة. في النهاية كل حكومة تجثم أمام تحدياتها اليومية.
يعرف نتنياهو هذا أفضل من الجميع: بهدوء تام، حين لا يكون شركاؤه الجدد في المحيط، يطلق رسائل مهدئة. محللوه أيضا يهدئون الروع. الآن هو بحاجة إلى المتطرفين كي يتخلص من محاكمته. بعد ذلك سيلقي بهم وسيذهب إلى مكانه الطبيعي، إلى الوسط.
في الائتلافات السابقة كان تنوع الآراء ثابتا: فقد كان صعبا وأحيانا متعذرا إقامة حكومة بمكانة طرف واحد. تغلب احترام المملكة على النوازع الشخصية والسياسية.
أما هذا الائتلاف فمختلف: فهو يستند إلى جمهور تربى على رفض الجمهور في الجانب الآخر، ومقت واحتقار المملكة. مجتمع منقسم يولد حكماً منقسماً. هكذا في الولايات المتحدة؛ هكذا هنا أيضا. هذا ليس الوقت للطمأنينة.


عن "يديعوت"