قبل انطلاق فعاليات المونديال في قطر وبدء الحفل الافتتاحي الضخم الذي لم يسبق له مثيل في العالم كلة , شن اعلام دولة الاحتلال حملة تحريض شعواء ضد دولة قطر لاستضافتها المونديال حتى وصل الامر في بعض محطات التلفزة العبرية ان تستخدم عبارات هجومية مخزية في موادها الإعلامية , بعض القنوات ادعت ان قطر تنتهك حقوق الانسان وتضطهد المرأة وحريتها وتحرمها من المشاركة في الانتخابات , تعدى الامر اكثر من ذلك بان لا تقبل قطر المثيلين وتمنع وصولهم الي البلاد لحضور المونديال , وشملت حملة التحريض الشنيعة ضد قطر بعض الاخبار المفبركة التي تشكك في شرعية حصول قطر على حق تنظيم كاس العالم لهذه الدورة وهي تريد بذلك ان تبيض وجهها وسمعتها امام العالم واتهمتها بانها دولة تدعم المنظمات "الإرهابية", واتهمت صحف عبرية قطر بتسخير البشر في اعمال شاقة لأجل تجهيز الملاعب والمباني والسير في طريق مملوء بالفساد ما تسبب بسقوط ضحايا بالألاف من العمال, صحيفة كبيرة اخرى قالت ان قطر عضو رسمي في "محور الكراهية" تعمل الى جانب ايران عدوة دولة الاحتلال والتي تسعي الى تدميرها ,ولم تخل الصحف الأخرى الرسمية من الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية والتحريضية والصور المسيئة لدولة قطر.
لم تنجح الحملة الصهيونية ضد قطر واستضافتها للمونديال ولم تحد هذه الدعاية الصهيونية العنصرية المغرضة ضد قطر من توافد مئات الالاف من الجماهير العربية والأجنبية لحضور المونديال في اكبر تظاهر رياضية بالعالم وأول حدث كروي عالمي على الأرض العربية .مئات الالاف من المشجعين تم نقلهم جواً وبراً وبحراً الى قطر لحضور الافتتاح التاريخي والمباريات والإقامة في قطر حتى التصفيات النهائية ومباراة الكأس , امتلأت الفنادق بعد ان حُجزت كافة اجنحتها وغرفها مسبقا , اكتظت الشوارع الكبري في الدوحة بالمشجعين, تعددت جنسيات الجمهور واختلفت اللغات وللهجات لكن الاهتمام واحد هو كرة القدم اللعبة الأشهر بالعالم , تعددت وكلات الانباء ومحطات التلفزة والفضائيات والصحف الكبرى وكافة اشكال الاعلام من كل انحاء العالم ,اللافت ان اعلام الاحتلال تواجد هناك بكثافة ما شكل تساؤلات كبيرة لدي المراقبين الذين تولدت لديهم قناعة ان وجود الاعلام العبري ليس لتغطية وقائع المباريات والتصفيات فقط لكن لإعداد تقارير إعلامية تتحدث عن قبول دولة الاحتلال بالشارع القطري بشكل خاص والشعوب العربية بشكل عام . كان لهجمة الاعلام العبري فائدة بانحياز الجماهير العربية المشجعة لكرة القدم لصالح القضية الفلسطينية بعكس ما تريد كافة المنصات الإعلامية العبرية سرعان ما تحول الحضور الجماهيري القطري والعربي الى دعم حقيقي وكبير لفلسطين ونضال الفلسطينيين من اجل الحرية والاستقلال, لطمة على وجه الاعلام العبري المحرض على استضافة قطر لكاس العالم لم يتوقعها محرري الصحف الكبرى في دولة الاحتلال ولا رؤساء مجالس الادارة للفضائيات الكبرى لأنها جاءت بنتائج مخالفة لتوقعاتهم وبالتالي لم تتحقق أهدافهم الخبيثة وراء تغطية المونديال في قطر.
غادر فريق قطر ملاعب المونديال من دور المجموعات بعدما خسرت للمرة الثانية امام السنغال لكن فازت قطر بدعم فلسطين والانتماء لقضية العرب وهزت شباك دولة الاحتلال واعتلت قطر المشهد الجماهيري والاستضافة ووبقت جماهيرها وجماهير عشاق كرة القدم من كل انحاء العالم هم الحدث الأكبر في هذا المونديال. فشلت محاولة الاعلام العبري الذي توجه الى الدوحة لاستكمال حملة التحريض واثبات ان العرب قبلوا دولة الاحتلال، اكتشف الاعلام العبري ان العرب لم ينسو دماء اخوانهم الفلسطينيين، اطفال وشباب ونساء تقتلهم دولة الاحتلال يوميا بالضفة الغربية، ولم ينس المواطن العربي بشاعة الحروب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة على مدار أربعة عشر عاما حتى الان. أراد الاعلام العبري ان ينقل للجمهور الصهيوني في كل مكان بالعالم نتاج التطبيع بين دولة الاحتلال وبعض الحكومات العربية والقول بان الشعب العربي وخاصة القطري قد قبل دولة الاحتلال الذي لم تعقد حكومته أي اتفاق مع دولة الاحتلال ولم تكن جزءا من "اتفاق ابرهام " المشين مع ان العلاقات الإسرائيلية القطرية تمضي تحت الطاولة وبمستويات مختلفة بعيداً عن الاعلام ومن خلال قضايا معينة دون اتفاقيات تعاون مشترك واضحة وموقعة بين الطرفين. كان هدف الاعلام الصهيوني الإيحاء بان الشعب العربي قد قبل دول الاحتلال على ما هي عليه من مخططات لتصفية القضية الفلسطينية، كان تركيز الاعلام الصهيوني في المونديال على اجراء مقابلات مع الجمهور العربي بغض النظر عن الجنسية او اللهجة او الزي الرسمي للبلد لتاتي برسالة للجمهور الصهيوني ان اتفاقات ابرهام نجحت في تسويق وقبول دولة الاحتلال مع شعوب الدول الخليجية بوجه خاص.
اعتقد الاعلام العبري انه سيخترق المجتمع العربي ويحمل رسائل مودة وقبول للإسرائيليين بفعل اتفاقات التطبيع التي ابرمها نتنياهو مع أربع دول عربية والمعرف ان الاعلام العبري يتحرك بتوجيهات محددة من المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال، ما سجلته تقاريرهم كانت صادمة، عدم قبول،رفض لجودهم بالمونديال كإعلاميين وكمشجعين ,نبذهم والابتعاد عنهم والطلب منهم الرحيل بل الاحتجاج على وجودهم في قطر بطريقة حضارية ,رفعت الاعلام الفلسطينية امام كاميراتهم , سمعوا هتافات لفلسطين وحريتها. سقط التطبيع في المونديال ولم يبق منه الا "اتفاقات ابرهام" البائسة وسقط رهان نتنياهو بان هذه الاتفاقات يمكن ان تحسن صورة دولة الاحتلال لدى المواطن العربي لكن ما حدث في المونديال يقول لنتنياهو وغيرة ان السلام الحقيقي يبدا من فلسطين وينتهي في فلسطين واتمنى ان يفهم نتنياهو وصناع السياسيات الاحتلالية ان استمرار الاحتلال لن يجلب للإسرائيليين الا مزيدا من العزلة بالعالم كله وليس العالم العربي خاصة وهم على أبواب تشكيل حكومة يمين متطرف ,وصناعة السلام من البوابة العربية نظرية قد افشلتها الشعوب العربية الحرة في المونديال التي تدرك ان الدم الفلسطيني الذي يراق على ارض فلسطين هو دم عربي يجب الدفاع عنه على الأقل برفض وجود مثل هؤلاء المحتلين في المونديال بنسخته العربية.