من المقرر أن يبدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء جولة تستغرق أيام في منطقة الشرق الأوسط يزور خلالها إيران والسعودية ومصر، حسبما أعلنت وزارة الخارجية في بكين.
وتعد هذه أول زيارة يقوم بها شي جينبينغ لمنطقة الشرق الاوسط منذ تسلمه منصبه، وتأتي على خلفية تصاعد التوترات حول الحرب الدائرة في سوريا وبعد ان احرق محتجون على اعدام رجل دين شيعي سعودي مبنى السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.
وتعتمد الصين الى حد كبير على النفط الذي تستورده من بلدان الشرق الاوسط، ولكنها لم تتدخل في الصراعات بين بلدانها.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ويلي لام، استاذ العلوم السياسية في الجامعة الصينية في هونغ كونغ قوله "شي جينبينغ ملتزم بتعزيز صورة الصين في الخارج وفي ضمان حصولها على نفوذ دولي يتماشى مع تصاعد قوتها الاقتصادية والعسكرية."
أما زو فينغ، الاستاذ في معهد الدراسات الدولية في جامعة بكين، فقال "إن الصين اكبر مستورد للنفوط الشرق أوسطية، ولذا فإنها ترغب جدا في اعادة الاستقرار الى تلك المنطقة.
وقال زو، "من الواضح ان هناك توترا بين السعودية وايران، ولذا سيلعب الرئيس شي دور المقنع" الباحث عن التعاون في الحرب على التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية."
ومضى للقول "ستحاول الصين وتفعل ما تستطيع، ولكنها لن تضطلع بالدور الرئيسي."
وفي تعليقها على الزيارة، قالت وكالة شينخوا الصينية الرسمية للانباء "رغم ان الصين لا تأخذ جانب احد الاطراف ابدا، ستكون هذه الزيارة فرصة نادرة للصين لدعوة الجانبين السعودي والايراني للتهدئة وضبط النفس."
وكانت الصين قد استضافت في الشهر الماضي شخصيات مهمة من الحكومة السورية والمعارضة.
وتدعو الصين منذ البداية الى "حل سلمي" للازمة السورية، رغم الانطباع السائد بأنها تساند حكومة الرئيس بشار الأسد وتصويتها 4 مرات لنقض قرارات في مجلس الامن حول الازمة.
وكانت الصين قد ساعدت في العام الماضي في التوصل الى اتفاق مع ايران.
وكانت الحكومة الصيني اصدرت الاربعاء الماضي أول وثيقة تصدرها حول سياستها العربية، قالت فيها إن هدفها "التوصل الى اجماع عريض حول حماية سيادة الدول وسلامتها الاقليمية والدفاع عن الكرامة الوطنية والسعي نحو حل الازمات وتعزيز السلم والاستقرار في الشرق الاوسط."
من جانبه، قال السفير الايراني في بكين الجمعة إن زيارة الرئيس شي الى طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي مهمة، ليس فقط لتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، ولكن ايضا من أجل توطيد السلم والاستقرار والامن الدولي والاقليمي.
وقال السفير للصحفيين "بوصفهما بلدين مستقلين يتمتعان بنفوذ دولي، تشترك الصين وايران بالعديد من المصالح والاهداف."
وفي القاهرة، قال حسام القاويش الناطق باسم الحكومة المصرية إن الرئيس الصيني الزائر سيبحث مع المسؤولين المصريين الاستثمارات الممكنة في مشاريع البنية التحتية في مصر في مجالات النقل والكهرباء والاسكان والزراعة.
وقال القاويش إنه من هذه المشاريع مد خطوط للسكك الحديد بقيمة 1,5 مليار دولار