خلال ما يقارب الـ 100 ساعة الأخيرة، ارتكبت قوات "الفاشية اليهودية" جرائم حرب واعدامات ميدانية بحق 9 من أبناء الوطن، آخرها جريمة اعدام الفتى عمار مفلح في حوارة بنابلس، التي أنطقت بعض أوروبا ومبعوث الأمم المتحدة، الذي لم يقل يوما كلمة حق واضحة ضد جرائم العدو القومي، جريمة لم تتمكن دولة الكيان العنصري من لملمة فضيحتها الناطقة بكل اللغات.
وفجأة، وسط حالة من "التململ العالمي" للبحث عن شكل من اشكال المساءلة لمن قام بعملية الاعدام، يخرج أحدهم من منطقة ظلامية في قطاع غزة، ليلهو بـ "صاروخ" سقط في منطقة فارغة، فراع عقلية مطلقه، لتجدها الحكومة الفاشية فرصتها، وتسحب ضوء الحديث من جريمة اعدام بدم بارد في وضح النهار، الى قيامها بقصف متلاحق على مواقع عسكرية، ويصبح الخبر فعل صبياني بالحد الأدنى للوصف، كي لا نذهب بعيدا اتهاما مقابل قصف حربي عدواني...
وبعيدا عن "النوايا" سواء بعضها حسن مما ذهاب لفعلة من واقع "فشة خلق" غضبا مما رآه جرما ناطقا في حوارة نابلس ضد عمار ومن سبقه شهداء، او "سوء نية" لتقديم "خدمة مسبقة الدفع" لدولة الكيان، وحرف مسار المشهد من حالة ادانة صريحة، لم يكن لها سابقة بذلك الوضوح، تفوق جدا ما حدث مع اعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة، فما كان ليس سوى ضرر وطني كامل الأركان.
محاولة البعض، بإظهار ان قطاع غزة هو القوة القادرة على الرد الفاعل ليس سوى تفكير صبياني وساذج بشكل مطلق، فكل تلك الأسلحة لن تحدث إرباكا للقوة الفاشية كما عملية في القدس والضفة الغربية، التي تصيب مشروعهم التوراتي بتهويد أرض فلسطين بمقتل سياسي – فكري، فلسطنة تلك الأرض هي الصراع وليس قطاعا خارج النص التهويدي بكامله يعيش "نتوءا" بحسابات أخرى.
قوة قطاع غزة العسكرية لا قيمة لها، سوى في حالة انطلاق حركة مواجهة كبرى مع العدو الاغتصابي، كما كان 2000 – 2004، في حال قررت حماس كسر معادلتها السياسية – الأمنية مع الكيان العدو، لتصبح كامل أرض دولة فلسطين مسرحا لفعل كفاحي عام، وليس انتقائي او جزئي...
دون تلك المواجهة الكبرى، أي عمل من قطاع غزة بطابع "القصف الصاروخي" لن ينتج سوى إنهاك فعل الانتفاض المتدرج في الضفة والقدس، والذي بات يمثل بداية "صداع حقيقي" لمؤسسة أمن دولة العدو، بل وأخذ في ارباك قواته فبدأت تسارع في ارتكاب عمليات الاعدام المتلاحق، تحت خوف وارتعاش من أي حراك شعبي فلسطيني.
لم يعد الأمر مسموحا بالصمت على ما يمكنه الحاق الضرر الوطني بالفعل المتنامي شعبيا وعسكريا ضد الوجود اليهودي فوق أرض فلسطين، وخاصة بعدما أخذ منحى اتساعيا في مناطق مختلفة، وليس محصورا في نابلس وجنين، بل أن القدس عشية وقوع "انفجار كبير" ربما يكرر ما حدث يوم 28 سبتمبر 2000، يوم أن حاول الفاشي شارون اقتحام المسجد الأقصى، كمقدمة لحرب تدمير السلطة الوطنية في حينه.
فصائل قطاع غزة، غالبها له حضور في الضفة والقدس، لتتفاعل مع النمو الانتفاضي بدلا من الاتكال على اصدار بيانات "التشجيع"، كما مشاهدي مباريات كأس العالم من مدرجات ملاعب قطر، التي انتصرت لفلسطين خيرا من فعلة صاروخية ألحقت ضررا وطنيا بفعل فلسطيني حقيقي.
"الأفعال الصاروخية الصبيانية"، أي كان هدفها ونوايا فاعليها، سذاجة أم خدمة مسبق الدفع، لا يجب أن تمر مرورا عابرا من مختلف قوى الشعب الوطنية، كي لا تحرف جوهر المعركة الكبرى من واقع مواجهة حقيقية الى "مواجهة وهمية".
تفاعل "الغضب الشعبي العام" في الضفة والقدس لمواجهة "الفاشية اليهودية"، الراهنة والقادمة، لا يجب غدره بحركات خارج النص الوطني.
ملاحظة: كان يمكن للشقيقة "البحرين" تأجيل زيارة رئيس دولة "الفاشية اليهودية" بعد جريمة اعدام الفتى عمار مفلح كم يوم..بلاش تلغيها عشان تعلم تلك الدولة أن جرائم حربها تغضب العرب مطبعين ومش مطبعين...للعلم البحرين كانت ربحت أكتر لو فعلتها.. بس لو بنت اخت الشيطان!
تنويه خاص: مش غلط "المؤسسة الرسمية الفلسطينية" تتابع بانتباه واهتمام حالة "غليان يهود العالم" ضد تطورات دولة الكيان...ما يقولوه كلام "نوفي جدا" وما انحكى من 1948..هاي ما بدها "ارتعاش" ولا "برطمة"..بدها بس شوية "لحلحلة"..فتلحلحوا!