تعب الناس من تكرار الكلمات وتعب الكتاب من تكرار الاقوال ووجهات النظر التي لم يعد احد يقرأها او يستمع اليها، وهو ان فعل فانه لا يهتم ولا يتأثر وله الحق في ذلك، فالكلام مكرر والاقوال باتت معروفة للجميع والنتيجة ان احدا لا يستمع ولا يهتم ويظل الكلام طبلا عند اطرش.
والكلام اليوم موجه الى الرئيس ابو مازن وكل الذين نسميهم قيادات في مواقع ومراكز مختلفة، وقد اعتاد الجميع على معرفة كل الاقوال ولكنه لا يهتم ولا يبالي ويعتبر المطالب حبرا على ورق.
منذ ان قامت السلطة، عرفنا قائدين ، الأول ابو عمار وظل حاكما حتى مرض ومات، وخلفه الرئيس ابو مازن ومن الواضح انه سيخلفه حتى العمر الطويل.
وكنا نجري انتخابات للمجلس التشريعي لكن هذه القصة توقفت ايضا وكنا نجري انتخابات بلدية وقروية وتوقفت منذ فترة، وهم اليوم يتحدثون عن تجديدها. وكنا كذلك لنا قيادات في المؤسسات والمنظمات الوطنية لكنها تبدو متقاعدة او قاعدة على كرسي لا يتغير ولا يتغير الوضع الا بالوفاة، او اذا جاء منافس قوي واقعده بالتي هي احسن او ليس احسن. اي ان السنين تمر والناس في مر الحكم الذي لا يتغير والاسوأ كما يعرف الجميع تقريبا، ان لكل كبير دائرة منتفعين بالصمت «يحوشون» ويهجرون ما امكن من الاموال لأن احدا منهم لا يعرف ماذا يصير.
الاحتلال يتمادى ويسرق الارض ويقلع الاشجار ويقيم المستوطنين ويهجر المواطنين عند الضرورة. والناس بالكاد يوفرون احتياجاتهم سواء من الراتب او العمل الحر والمستقل وما يتلقاه البعض من المساعدات المالية اذا كانوا على علاقة مع ذوي المراكز والنفوذ لدى السلطة.
الاحتلال يصادر الارض ونحن نستنكر وبقوة في احسن الاحوال، والاحتلال يقيم المستوطنات ونحن نتفرج، والاحتلال يمد الطرق والمعابر للوصول الى اي مكان يريد ولا احد يسأله ، والاحتلال يقتل بوحشية ، وقتيل حوارة بالأمس اكبر شاهد.
الارض تضيع من تحت اقدامنا ونحن نستنكر ونرفض ونعارض ولكن احدا لا يستمع وشيئا لا يتغير.. وفي الفترة الاخيرة الحالية كثرت مطالبنا واتصالاتنا مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والاوروبية ونقدم لهم قوائم طلباتها ونصف لهم اعتداءات اليهود. ولكن شيئا لا يتغير ولا احد يستمع ويستجيب ويؤثر وتظل الاحوال كما هي.
لقد ماتت كل هذه الاقوال ولم يعد احد يستمع للذين يطالبون بها او يهتم بما يقولون، لأن النتائج واضحة له وهو لا شيء مهما كان الكلام قريبا ومهما كانت المطالب استراتيجية هامة.
نحن في تقديري نعيش هذا الوضع منذ سنوات ويبدو ان القيادات قد اعتادت على ذلك وقبلت به لكن الناس يزداد في قلوبهم ونفوسهم الالم ويقتربون من الانفجار.
والاسوأ ان القادة الذين بيدهم تحريك او تغيير الاوضاع لا يبالون لأن ما يجري لا يضر بهم وانما يستفيدون منه مالا وجاها ومراكز.
والناس في حالة رسمية يتساءلون الا يوجد قانون يحدد مدة حكم كل زعيم؟ الا يوجد قانون يحدد سن التقاعد للقادة؟ والأهم من ذلك الا يشعر القادة بضرورة التنازل عن مراكزهم التي طالت كما طالت اعمارهم؟
ان كلام كهذا يشكل صيحة في اذان المعنيين... ان اتركوا المناصب وحركوا الديمقراطية التي تتحدثون كثيرا عنها.
اسمحوا لي ان اقول لقد قرف الناس وبدأ الاحساس يتسع الى درجة كبيرة وبلا حدود، والاحساس بأن هؤلاء القادة ليس فقط لا تربطهم بهم اية علاقة، وانما صاروا عائقا وسياجا بين الناس ومطالبهم.
والانقسام المخزي وليس المخجل صار امرا واقعا يتعامل فيه كل طرف مع الثاني وكأنه شيء آخر مستقل واستعادة الوحدة صار هما جديدا ونكبة اخرى في تاريخنا. لماذا لا يتحدون؟ ولماذا لا يتفاهمون ولماذا لا يريحونا من هذه الكارثة؟ والسبب بسيط ان كل طرف متمسك بمناصبه ومكاسبه وكراسيه ولا شيء آخر.
ونحن مع كل ما يفعله الاحتلال نواصل التنسيق الامني الذي هو طعنة في الظهر وخدمات سيئة متبادلة.
والناس في تقديري بدأوا يتقبلون الواقع وكأنهم لا يقدرون على تغييره ولكني اعتقد ان ثورة الشعب من اجل وطنه وارضه وانتفاضة الشعب ضد السياسات العمياء قصيرة النظر والتنسيق الامني مع الاحتلال سوف تنتفض... وتتغير الاحوال بالتأكيد .. وهذا ما يفكر فيه الشعب ويتوقعه.
ودعوة اخيرة للرئيس، بادر ايها السيد الرئيس الى الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية تريح فيها نفسك وتستريح وتسجل للتاريخ حادثة مميزة ستذكرها لك الاجيال القادمة.