يعتبر مرض التوحد هو آفة العصر التي تهدد أطفالنا، ويكثر السؤال عن أعراض هذا المرض المبكرة، التي يمكن أن تلحظها الأم، فمن الطبيعي أن يكون يكون التواصل بين الأم والطفل مبكراً، ولكن في حالة التوحد فالطفل لا يتواصل عن طريق عينيه مع أمه، ولكن قبل ذلك فمرحلة الحمل تلعب دوراً كبيراً في ظهور مرض التوحد عند الطفل ولذلك
العلاقة بين عدوى الحمل والتوحد
- أشارت الأبحاث والدراسات العلمية على مدى السنين إلى كون التوحد مرضاً مناعياً في الأساس وينتج عن التهاب الدماغ عند الطفل.
- وقد أشارت هذه الدراسات إلى أن هذا الالتهاب يبدأ في رحم الأم ويعرف هذا الالتهاب بالمصطلح العلمي Maternal immune activation MIA .
- ويقصد بالالتهاب سواء الالتهاب البكتيري أو الفيروسي خلال الحمل أو عن طريق أي دواء قد يعطى للحوامل على أنه آمن ويحمي من الأمراض، ولكنه يقوم بتحفيز جهاز المناعة لديها.
- وقد أظهرت دراسة سويدية أجريت على ٢ مليون شخص أن احتمالية الإصابة بالتوحد تزيد من 1 بالمئة إلى 37 بالمئة إذا حدث تحفيز لمناعة الأم بأي طريقة خلال فترة الحمل.
- كما تبين أن الحامل المصابة بأي مرض من أمراض المناعة الذاتية ترتفع لديها احتمالية إنجاب طفل يعاني من التوحد خاصة إذا ما أجريت له فحوص للدم بعد الولادة وتم العثور على مجموعة من الأجسام المناعية الذاتية يطلق عليها مصطلح ( maternal autoantibody related autism ).
- وهذه الأجسام المناعية تعمل على مهاجمة خلايا وبروتينات الدماغ في الجنين وقت ولادته ويعتقد أنها السبب في حدوث 25 ٪ من حالات التوحد.
لماذا يصاب الذكور بالتوحد أكثر من الإناث؟
- تم إجراء دراسة جديدة فريدة من نوعها بينت أن الذكور يصابون بثلاث أو أربع مرات أكثر من الإناث بمرض التوحد.
- وقد تم تجميع عينات من منطقة القشرة الدماغية وقت نمو الجنين حيث تم التعرف على تباين واضح في نمط التغيير الجيني بين الذكور والإناث، حيث تبين وجود زيادة في تحفيز الخلايا المناعية في الدماغ Glial cells في الذكور الذين عانوا من التوحد، ولم يجدوا نفس التغيير الجيني عند الإناث.
- كما تبين أن الطفل لو حدث لديه الالتهاب المعروف بمصطلح Maternal immune activation MIA بعد الولادة أو في عمر مبكر خاصة في المراحل العمرية الأولى وخاصة بين سنة ونصف السنة إلى أربع سنوات فإن احتمالية الإصابة بالتوحد فقط لدى الذكور وليس للإناث تزيد من 1ـ2 ٪ الي 40٪ خاصة إذا كان هذا اللاتهاب شديداً ويستدعي تلقي العلاج بأسرع وقت.
أعراض التوحد المبكرة عند الطفل
- أشارت الدراسات إلى أنه في العموم أن أعراض مرض التوحد تصبح واضحة وجلية حين يصل الطفل لعمر 3 سنوات.
- يمكن أن نطلق على مرض التوحد أنه مرض ضعف التواصل والاتصال مع الآخرين.
- الأم هي الشخص الأقرب للطفل والأسرع في كشف المرض، ولكن يجب أن تعرف أنه ليس معنى وجود بعض الأعراض أن الطفل يعاني من التوحد، لأن الطفل قد يعاني من مشاكل تؤدي لأعراض مشابهة.
- كما أن تأخر استجابة الطفل بعد فقدان التواصل البصري يكون من الأعراض الملحوظة.
نصائح للأم خلال الحمل وبعد الولادة لحماية الطفل من التوحد
- يجب أن تحرص الأم على الرضاعة الطبيعية لأن الدراسات أثبتت أن الطفل الذي يحصل على رضاعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بالتوحد مقارنة بالطفل الذي يرضع رضاعة صناعية.
- كما يجب على الأم الحصول على مكملات الحديد بعد الولادة وكذلك حمض أوميغا 3 لكي يصل للطفل من خلال الرضاعة.
- ويجب عليها خلال فترة الحمل والرضاعة أن تحصل على جرعة يومية من حمض الفوليك تقدر بـ 600 ميلي جرام يومياً.
- كما يجب أن تحصل على جرعتها اليومية من فيتامين د.
- ويقدم فيتامين د للمولود منذ اليوم الأول للولادة.
- وعليها أن تكثر من تناول الأسماك الدهنية وتقدمها للطفل بعد عمر ستة أشهر.