كشف مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الخميس، عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ انتفاضة الحجارة التي اندلعت في الثامن من ديسمبر عام 1987.
وقال مدير المركز رياض الأشقر في بيانٍ صدر عنه: "إنّ الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات كسلاح وأداة من أدوات القمع، التي يحارب بها الوجود الفلسطيني بهدف إخضاعه وتخويفه، وهو وسيلة من وسائل الانتقام والعقاب الجماعي ومحاولة للقضاء على المقاومة".
وأوضح أنّ الاعتقالات عملية "استنزاف بشرى" للشعب الفلسطيني، وظاهرة يومية ملازمة لحياة المواطن الفلسطيني بهدف الانتقام والقضاء على روح المقاومة المتصاعدة.
وتابع: "لا يوجد بيت فلسطيني داخل الأراضي المحتلة إلا واعتقل أحد أبنائه أو أكثر، وهناك عائلات كاملة تعرضت للاعتقال بما فيها الأب والأم"، مُشيرًا إلى أنّ ما يزيد عن مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال لفترات مختلفة، وعشرات الآلاف منهم اعتقلوا لأكثر من مرة منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، بينما بلغت حالات الاعتقال منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، وحتى اليوم 363 ألف حالة.
وأردف: "رغم حجم الاعتقالات الكبير الذي تعرض له الفلسطينيون إلا أنّ الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه بإخضاع الشعب الفلسطيني وردعه عن الاستمرار في المقاومة، بل أصبحت عملية الأسر بحد ذاتها مفخرة للشباب الفلسطيني وسط احتضان شعبي ورسمي وفصائلي للأسرى الذين ضحوا من أجل كرامة الشعب الفلسطيني وحريته، كما خرج الاسرى أشد عوداً وأصلب إرادة وعزيمة، وواصلوا بعد التحرر طريق المقاومة".
وبيّن أنّ 210 آلاف حالة اعتقال سجلت من بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني منهم آلاف اعتقلوا أكثر من مرة، ولاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة افتتح الاحتلال العديد من السجون ومراكز التوقيف، وأبرزها معتقل النقب الصحراوي عام 1988، والذي استقبل عشرات الآلاف من الأسرى وشهد ارتقاء عدد من الشهداء.
ولفت الأشقر إلى أنّه سُجل 10 آلاف حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، و97 ألف حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى، وحتى هبة القدس أكتوبر 2015، والتي شهدت حوالي 46 ألف حالة اعتقال.
ونوّه إلى أنّ أوضاع الأسرى خلال الانتفاضة الأولى كانت أسوأ بكثير ما هي عليه الآن، وكانت السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة البسيطة، ولا يتوفر فيها الكثير من الأدوات التي استطاع الأسرى بعد ذلك ارغام الاحتلال على توفيرها بمعارك الأمعاء الخاوية، وكان الطعام سيء كمًا ونوعًا بشكلٍ يفوق ما عليه الآن، ولا يوجد أغطيه أو فرشات أو ملابس، وكانت السجون تتكدس بالأسرى، كذلك كان العديد من السجون يمنع فيها الزيارات بشكلٍ نهائي، وكان العنف الجسدي هو السائد في التعامل مع الأسرى.
وأضاف: "لا يزال في سجون الاحتلال 25 أسير معتقل منذ الانتفاضة الأولى وقبلها، وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة لاتفاق إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، منهم 11 أسيرا من أراضي الـ48 أقدمهم وأقدم الأسرى جميعًا الأسير كريم يونس، ومعتقل منذ 6/1/1983، و9 أسرى من الضفة الغربية أقدمهم الأسير محمد الطوس من الخليل، ومعتقل منذ 6/10/1985، و4 من القدس أقدمهم الأسير سمير أبو نعمة معتقل منذ 20/10/1986، وأسير واحد من قطاع غزّة وهو ضياء الفالوجي المعتقل منذ أكتوبر 1992، ومحكوم بالسجن المؤبد".
ودعا الأشقر، لضرورة العمل الجاد لإطلاق سراح الأسرى المعتقلين منذ سنوات الانتفاضة الأولى، مُستكملاً: "يكفيهم عشرات السنين أمضوها داخل السجن، حيث أنّ 9 منهم أمضوا ما يزيد عن 35 عامًا داخل السجون، و19 أسير أمضوا فوق الثلاثة عقود".