العلاقات الزوجية والزواج هو الرابطة العلنية التي تجمع شخصين متحابين معاً بصورة رسمية، و تحكمه مجموعة من القوانين والعادات والأعراف، التي تحدد حقوق وواجبات الزوجين، وتنظم عدة وظائف اجتماعية، وتلبي الاحتياجات الشخصية كالمودة والرفقة.. والبُعد العاطفي في العلاقة الزوجية، هو أكثر الظواهر السلبية شيوعاً في العلاقات العاطفية؛ حيث يتطور عادةً ببطء غير مُلاحَظ، إلى أن تصبح الفجوة بينهما ظاهرةً وواضحة، والأسباب لذلك كثيرة ومتعددة، بعضها بسبب الزوج وبعضها بسبب الزوجة..
الأسباب التي قد تؤدي إلى ابتعاد الزوج عن زوجته:
- كثرة إلقاء اللوم والاستياء وانتقاد الشريك:
أحياناً قد يحصل بعض الفتور، ووجود مسافة عاطفية في العلاقة الزوجية، وقد تكون ردة فعل الزوجة هي أن تصبح أكثر استياءً وأكثر انتقاداً لزوجها، وأكثر بحثاً عن أخطاء زوجها وتركيز الانتباه عليها، وإخباره بأنّ العلاقة الزوجية معه غير ناجحة وغير كافية، إما لفظاً أو من خلال التصرفات، وعندها سينسحب الزوج ويخطو خطوة إلى الوراء؛ لأنه سيخشى من أيّة خطوة يُقدِم عليها، أو أيّ فعل يقوم به، أن يفتح لها باباً آخر للنقد والاستياء، وانسحابه هذا سيجعل الزوجة أكثر حزناً وغير راضية.
- معاناة الشريك من الضغط أو الاكتئاب:
في الحالات التي يعاني منها الأشخاص من الضغط الشديد، غالباً ما يلجأون إلى الانعزال والانسحاب من الاختلاط مع الآخرين.. وينطبق هذا على المتزوجين منهم؛ حيث إنّ الكثير من الأزواج الذكور يرغبون في حل مشكلاتهم لوحدهم، ولكن برغم ذلك؛ فعلى الزوجة أن تُشعر زوجها بأنه ليس وحده، وأنه بإمكانهما معاً التغلُّب عليها، وفي حال معرفة الزوجة بوجود ضغوطات في حياة الزوج الشخصية أو المهنية أو كليهما؛ فبإمكانها سؤاله عنها، ومناقشة بعض السُبل للتقليل منها، أو التعامل معها بصورة صحيحة.
- شعور الشريك بعدم التقدير وقلة الثقة بالنفس:
دائماً ما يتطلع الرجل للحصول على التقدير من زوجته تجاه ما يقوم بفعله للعائلة وللمنزل، وإنّ انعدام هذا الشعور سيجعله أقل اهتماماً وأكثر بعداً عن العائلة؛ فكما تحتاج الزوجة للثناء على ما تفعله للمنزل، يحتاج الزوج لهذا أيضاً؛ حتى يقوم به في كل مرة بنفس الطاقة والرغبة، ومن ناحية أخرى، كما تحتاج المرأة للرعاية والثناء من قِبل الرجل على مظهرها أو عملها أو ما شابه، يحتاج الرجل لهذا بنفس الدرجة؛ لتعزيز ثقته بنفسه.. وهذا يتطلب أيضاً من الزوجة تقديم الامتنان والاعتناء بزوجها ودعمه لتزداد ثقته بنفسه.
- حاجة الشريك لبعض الوقت لنفسه:
يحصل المتزوجون في كثير من الحالات، وخاصة أولئك الذين لديهم أطفال صغار منهم، على القليل من الوقت لأنفسهم، أو في الأغلب لا يحصلون على أيٍّ منه؛ لذا يلجأون إلى الانعزال والانفراد بهواتفهم أو بالإنترنت أو بالتلفاز؛ ليقضوا بعض الوقت بمفردهم؛ خاصة إن كانوا أشخاصاً انطوائيين بطبعهم، وهذا لا يعني البتّة الملل من الزوجة، وعدم الرغبة بقضاء الوقت معها.
- التغيرات الهرمونية:
حدوث اضطراب في الهرمونات سبب مباشر في فتور الرغبة عند الزوجين
- الشعور بالتعب والإرهاق:
نتيجة لنمط الحياة المتسارع والمستهلِك لطاقة الإنسان، وضغوط العمل المستمرة، التي تجعل العقل دائم التفكير في المستقبل وكسب المال، وهذا بدوره يؤثر على الحالة الجسدية والنفسية أيضاً لكلٍّ من الزوج والزوجة.
- تناول بعض الأدوية:
خاصة المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية، وعلى رأسها المهدئات والمنومات، كلها تؤثر على الحالة المزاجية عند الأزواج وقد تؤدي إلى فتور العلاقة.