سارعت بعض وسائل إعلام عربية، ترجمة ما نشرته أحد محطات البث العبري، عما أسمته خطوط أمريكا "الحمراء" لحكومة "الفاشية اليهودية" القادمة، بأنه لا يجوز لها ضم أراض فلسطينية الى الكيان، او المساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى، رغم انها هي أول من قام بالمساس به، بعدما قامت إدارة أوباما عبر وزير خارجيتها كيري عام 2015 بتقسيمه زمانيا ووضع كاميرات خاصة، بل غيرت تسميته الرسمية من الحرم القدسي الى (الحرم/ الهيكل) في كل ما يصدر عنها من بيانات.
أول من أحدث تغييرا جوهريا في الحرم القدسي هي أمريكا، ولكن خطها "الأحمر"، يتمثل في تثبيت الوضع القائم لمنع أي حالة انفجارية شعبية في وجه حكومة الرباعي الفاشي، جراء "حماقة السلوك" المتوقع من رأس الإرهاب الجديد "الوزير الخارق" إيتمار بن غفير وحليفه المركزي سموتريتش، لتمرر المسائل الجوهرية دون أن يتبعها خروج كبير عما رسمته خلال الفترة القادمة.
ولعل "الخط الأحمر" الثاني حول منع الضم يكشف، أن "الخدعة السياسية الكبرى"، التي تحاول أمريكا تمريرها، "وقاحة الضم"، وليس جوهره، لأنها تجنبت كليا الحديث عن الآلية التي أعلنها سموتريتش وبن غفير، ضمن ما منح لهما من "صلاحيات خاصة"، يتمثل في "شرعنة الاستيطان" عبر تطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات القائمة، مع تعزيز البناء وتوسعه بالقدر المسموح.
موضوعيا، "الخطان" هما فعليا ضوء أخضر للمضي بتعميق التوراتية السياسية على الوضع القائم، مع غض الطرف عما ترتكبه من جرائم حرب يومية، واعدامات ميدانية، يتم تنفيذها على الهواء مباشرة، دون ان تقيم وزنا لأي "نقد – انتقاد" من أي جهة كانت، ما دامت تجد حماية مطلقة لها من أمريكا، التي تقف سدا منيعا أمام المؤسسات الدولية لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب.
الرسالة الأمريكية، التي تصمت عليها الرسمية الفلسطينية بشكل مثير للاستهجان، بل البعض منها يراها "خطوة إيجابية"، ستكون قاطرة مشروع الفاشية اليهودية القادمة والذي يستند الى عناصر محددة منها:
* تطبيق القانون الإسرائيلي على كل ما هو يهودي في الضفة والقدس مستوطنات ومستوطنين، وبناء طرق جديدة تعمل على تثبيت عملية "الفصل"، بين الفلسطينيين والمستوطنين على طريق إقامة "محميات فلسطينية خاصة، وضمان أمن "اليهود" في الضفة.
* تعزيز الحكم الانفصالي في قطاع غزة بقيادة حماس، ومنحها سبل قوة مضاعفة عما كانت في زمن الحكومة المنتهية، باعتبار ذلك الوجه الآخر المكمل للمشروع التوراتي، بوجود "كيانية فلسطينية منفصلة"، والتي تمثل أحد ركائز الفكر التهويدي.
* الاستعداد لنشر الفوضى المسلحة في الضفة والقدس، لاستخدامها تبريرا لحصار "السلطة الفلسطينية"، وارتكاب جرائم حربها المتلاحقة، ويبدو أنها بدأت مبكرا قبل تشكيل حكومتها "رباعية الدفع".
* وقف كل اتصال سياسي مع "الرسمية الفلسطينية"، ووضعها الدائم تحت ضغط "الاستهداف الذاتي والعام"، مع تهديد مباشر بأنها قد تذهب لخيار "التدمير الشامل"، والتحضير لبديل يتوافق مع جوهر المشروع الشاروني في الضفة لبناء "محميات خاصة".
الرسالة الأمريكية وخطوطها الخضراء، تجاوزت كونها "جرس إنذار مبكر"، بل تعكس واقع الموقف الذي سيصبح واقعا فيما بعد تشكيل الحكومة الفاشية، وقد لا تنتظر وقتا للذهاب الفوري في تنفيذ خطتها المحدثة للتهويد والتوراتية.
ودون أن تكسر "الرسمية الفلسطينية" روتينها السياسي اليومي، بالذهاب الى خط فرض حقائق مسبقة مما تم التوافق عليه ضمن المؤسسة الشرعية، يصبح تهديد الإرهابي بن غفير بأنه سيقوم بـ "تدمير السلطة" (بطريقته) ونحو العمل مع "روابط قرى" معاصرة كخيار بديل، وفقا لما أعلنه صوت وصورة، الواقعي الممكن.
المواجهة الوطنية للمشروع التوراتي المستحدث لم تعد "خيارا" من بين خيارات، بل هي الخيار الوحيد الممكن...دون سلام بغير رحمة!
ملاحظة: ماذا فعل منتخب المغرب في حال مشهدنا العام...كسر كل "المحرمات" التي سادت ثقافة العربي منذ العام 1930 مع أول انطلاقة لكأس العالم في الأوروغواي..بات من حقنا ان نفرض عدالة أكثر في توزيع "مراكز القوى الكروية" بعيدا عن "عنصرية الغرب الاستعمارية".
تنويه خاص: احذروا "الاستعراضات الممولة" استغلالا لمسميات أجنحة عسكرية في بعض مناطق الضفة، وتضخيمها عبريا لهدف ما عاد سري ابدا...الفعل الفدائي مش استعراضي ولا عمره كان!