نقلت الانتخابات الأخيرة صولجان الحكومة إلى اليمين. وبالتالي، فإن ترجمة النجاح يجب أن تجد تعبيرها بسياسة يمين صارخة. لأجل تنفيذ ترجمة عملية ناجعة يجب الحرص على تعيين المناصب وفقا للكفاءات وإعطاء الصلاحيات التي تسمح بتنفيذ سياسة تلبي توقعات معظم الناخبين.
ما هي في نظري السياسة اليمينية الصارخة؟ الاختبار الأول هو مكانة مناطق "يهودا" و"السامرة". بتقديري الطريق الصحيح للدفع قدما بمكانة هذه المناطق كجزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل هو تنفيذ خطة استيطان لمليوني يهودي. أُعدت خطة كهذه في العام 1990، في عهد رئيس الوزراء إسحق شامير.
خلف الخط الأخضر يعيش اليوم 800 ألف يهودي في 250 مستوطنة وفي الأحياء الشرقية للقدس. بالتوازي مع المسيرة الإيجابية للارتفاع في عدد المستوطنات والمستوطنين حلت مسيرة سلبية من خلال سيطرة العرب على مليونين من أصل ستة ملايين دونم هي أراضي "يهودا" و"السامرة". مسيرة السيطرة والبناء غير القانوني العربي يتم بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
سياسة التمييز للإدارة المدنية تجاه الاستيطان اليهودي أدت إلى خلق تشويه رهيب من السطو على الأراضي القومية، وهدم البناء اليهودي حتى في نطاق الخطوط الهيكلية للمستوطنات، وغض نظر منهاجي عن البناء العربي غير القانوني. وعليه، فإن إحدى الخطوات الأكثر أهمية للحكومة الجديدة التي ستقوم يجب أن تكون نقل صلاحيات الإدارة المدنية إلى الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي اكتسب على مدى السنين معرفة جمة في مجالات الاستيطان في "يهودا" و"السامرة" وقادر على أن يضع الإصبع على نقاط الضعف التي تمنع الاستيطان اليهودي.
الصلاحية على الإدارة المدنية معناها أيضا تعليمات واضحة بشأن نظام انعقاد جلسات التخطيط والقرارات في المخططات الهيكلية للمستوطنات. تمارس الإدارة الأميركية الضغوط على حكومة إسرائيل كي تخفف قدر الإمكان جلسات مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، أحيانا انطلاقا من قصر قامة وطنية، بل انطلاقا من عدم معرفة سياقات التخطيط، حيث تستسلم حكومة إسرائيل لإملاءات الإدارة الأميركية. ولد بتسلئيل سموتريتش وترعرع في الاستيطان، ويعيش بكل روحه كل السياقات التي تنمي الاستيطان، ويشم من بعيد خطر التأخيرات السياسية والبيروقراطية. كمحامٍ محنك يعرف بتسلئيل أيضا على نحو جيد كيف يتغلب على التسويف الزائد في إقرار البناء.
صلاحيات حيوية أخرى يجب أن تكون في أيدي سموتريتش هي إقامة وإدارة لجنة وزارية لشؤون الاستيطان.
هذه الصلاحية مهمة لـ "يهودا" و"السامرة"، وبقدر لا يقل للنقب والجليل. يكثرون من الحديث عن الحاجة إلى الحوكمة. الحوكمة هي أولاً وقبل كل شيء قول من هو رب البيت.
رب البيت من حقه بل وهو ملزم بأن يقيم مستوطنات جديدة في أرجاء "يهودا"، "السامرة"، النقب والجليل. في السنوات الأخيرة لا توجد لجنة وزارية للاستيطان، وهذا النقص نشعر به في كل أرجاء البلاد.
إن التجربة الجمة التي اكتسبها بتسلئيل في مجال الأراضي، التخطيط، الاستثمارات، والاستيطان ستسمح بتسريع الإجراءات انطلاقا من معرفة الميدان والأجهزة التي تعرف كيف تعمل بنجاعة. معرفتي ببتسلئيل تأتي من عمل مشترك وحثيث في بناء البلاد، في كدوميم وفي مستوطنات عديدة أخرى.
سرنا في طريق صعب يصعد إلى الجبل وتغلبنا على الكثير من العوائق. لم نصل إلى القمة بعد. أتمنى لشعب إسرائيل أن يكون له وزراء مثل بتسلئيل ممن يدمجون المهنية من الدرجة الأولى مع محبة إسرائيل بلا حدود.
عن "يديعوت"
