هارتس : حكومة نتنياهو - سموتريتش ستضع حداً لخدعة "الاحتلال المؤقت"

ليفي.jpeg
حجم الخط

بقلم: جدعون ليفي


إلى جانب كل الأوصاف المخيفة عما هو متوقع لإسرائيل عند تشكيل الحكومة الجديدة – بعضها مبرر بالتأكيد – يجب ترك مجال لوجهة نظر أخرى متفائلة أكثر: قد تقرب الحكومة الجديدة نهاية الأبرتهايد، بالتأكيد أكثر من أي حكومة وسط أخرى كانت ستشكل.
دون قصد أو إرادة فإن حكومة اليمين الراديكالي هذه هي الوحيدة التي يمكنها أن تحرك المياه الراكدة التي تجثم فيها إسرائيل منذ عشرات السنين، وأن تحطم عددا من الأكاذيب والخدع، وأن تعرض إسرائيل أمام الاسرائيليين والعالم على حقيقتها، وربما أن تؤدي إلى هزة صحية تغير الوضع الراهن الذي يظهر أبديا تقريبا.
بدأت الدلائل الأولى تتراكم وهي تبعث على الأمل. بث الحياة في الخطاب العام في إسرائيل بعد سنوات من السبات. أيضا الخطاب الدولي في الغرب أظهر علامات أولية على تغيير النظرة إلى بؤبؤ عينه، الدولة المحصنة من كل شيء، إسرائيل.
لا يدور الحديث عن رؤية تقول إنه كلما ساء الوضع فإن هذا يكون أفضل. ولا في الرغبة في تدمير كل شيء من أجل إعادة البناء أو معاقبة الدولة التي تستحق العقاب. يدور الحديث عن مقاربة متزنة وذكية، تفهم أن إسرائيل تحولت إلى دولة أبرتهايد منذ اللحظة التي تحول فيها الاحتلال إلى أمر ثابت؛ وأن الأبرتهايد هو ظاهرة غير محتملة وأن إسرائيل لن تضع له حداً في أي يوم بإرادتها.
لكل من يفهم ذلك بقي فقط أن نأمل حدوث هزة قوية تذكر الاسرائيليين وتقول لهم: أيها الأصدقاء، أنتم تعيشون في جنوب أفريقيا التي كانت قبل نلسون مانديلا، حتى لو كان يوجد من يهتم بإخفاء ذلك عن أنظاركم. حكومة بنيامين نتنياهو الخامسة ستجلب البشرى. معها سيكون من غير الممكن الخداع. ربما هي أيضا ستجلب الهزة.
لو كانت عندنا مرة أخرى حكومة وسط فإن الجميع سيكونون راضين جدا.
كان الإسرائيليون سيواصلون التصديق بأنهم يعيشون في دولة ديمقراطية، وكان العالم سيصدق بأن الاحتلال مؤقت، وأنه ينبع من الاحتياجات الأمنية للدولة اليهودية الوحيدة. لأنه في نهاية المطاف توجد حكومة في إسرائيل، وهي تؤمن بأنه يجب حل «النزاع»، ويوجد حل على الرف وهو حل الدولتين. كم هذا لطيف.
الآن سيتم تشكيل حكومة ستقول «لا» لكل هذه الأمور. لا يوجد حل. ولا توجد نية لإنهاء الأبرتهايد. والاحتلال غير مرتبط بالأمن، بل بالإيمان بحصرية ملكية اليهود لهذه البلاد وبدوافع مسيحانية؛ الضم أصبح موجوداً هنا، والآن سنرمي كل ذلك في وجهكم. يقلق العالم قليلاً من الحكومة ولا يعرف كيفية التعامل معها. ومثله عدد غير قليل من الإسرائيليين الجيدين الذين اعتقدوا أن كل شيء على ما يرام.
كتب عاموس هرئيل بأن نقل الصلاحيات في الضفة إلى بتسلئيل سموتريتش يعرض إسرائيل للخطر إزاء القانون الدولي، وأن شكلية الرقابة القانونية على الاحتلال ستنتهي. وكتب مردخاي كرمنتسر بأن الخداع المنهجي لإسرائيل إزاء المجتمع الدولي انتهى الآن، ومن الواضح أن اعتبار إسرائيل الأساسي هو السيطرة على المزيد من الأراضي («هآرتس»، 7/12).
بكلمات أخرى، هذه هي نهاية الخدعة. الاثنان يعترفان بوجود الخداع، لكنهما يحذران من تخريبه على يد الحكومة الفظيعة التي سيتم تشكيلها، بسبب الثمن الدولي الذي ستدفعه إسرائيل مقابل تمزيق القناع.
هذه مقاربة غريبة. إذا كان من الواضح أن الأبرتهايد هنا، وواضح أنه لا يوجد في إسرائيل من سيضع نهاية له، فإن العيون يجب أن تشخص نحو العقوبات، الوسيلة الوحيدة التي هي ليست حربا، التي من شأنها أن تضع نهاية للأبرتهايد.
حكومة نتنياهو – سموتريتش هي الوحيدة التي يمكنها تسريع هذه العملية. ومن لا يريد أبرتهايد إلى الأبد يجب أن يفرح بها.
تعتمل الشكوك. المجتمع الدولي، والولايات المتحدة على رأسه، سيبذل كل ما في استطاعته لمواصلة الكذب على نفسه، وعدم معاقبة إسرائيل حتى بعد 55 سنة من الاحتلال.
هناك أيضا عقوبات يمكن أن تكون مؤلمة لكل إسرائيل. ولكن يجب عليكم القول بنزاهة: هل يوجد خيار يبعث على الأمل أمامنا؟

عن «هآرتس»