العملات الرقمية

تضارب في التوقعات.. بيتكوين في 2023 هبوط عنيف أم صعود حاد؟

تضارب في التوقعات.. بيتكوين في 2023 هبوط عنيف أم صعود حاد؟
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أحكمت مشاعر الخوف قبضتها على المتداولين في سوق العملات الرقمية المشفّرة خلال العام 2022، الذي شهد سقوطاً جماعياً لهذه العملات، وذلك كرد فعل طبيعي على مسلسل حالات الإفلاس التي برزت مع Terra وCelsius ولم تنته مع FTX.

وتتجه أنظار المراقبين حالياً الى ما يمكن أن يحمله العام 2023 للعملات المشفرة، وخاصة لناحية عملة بيتكوين التي تتزعم سوق العملات المشفّرة كأكبر عملة من حيث القيمة السوقية.

ورغم الخسائر الفادحة التي مُنيت بها البيتكوين في 2022، إلا أن الآراء بشأن مصيرها في 2023، تنقسم بشكل حاد، حيث يرى بنك ستاندرد تشارترد مثلاً أنها قد تسقط بشكل عنيف إلى مستويات خمسة آلاف دولار، في حين يعتقد البعض ومنهم المستثمر الشهير تيم دريبر، أنها ستصل إلى 250 ألف دولار بحلول منتصف العام الجديد.

ويقول الدكتور كريم العمدة وهو أكاديمي ومحاضر مصري وأستاذ في الاقتصاد، في حديثه، إن هذا التناقض في التوقعات سببه أن هناك من يبني تحليلاته وفقاً لوقائع السوق، وهناك من يبني تحليلاته وفقاً لطموحاته الشخصية غير العلمية، مشيراً الى أن التوقعات الأقرب للحقيقة تتمثل بأن البيتكوين ستكمل مسارها الانحداري خلال عام 2023، وهذا ينطبق على سوق العملات المشفرة ككل.

لا شيء يمنع النزول

وبحسب العمدة فإن البيتكوين بدأت عام 2022 قرب مستويات تراوحت بين 45 و47 ألف دولار أميركي، في حين يصل سعرها حالياً الى نحو 17 ألف دولار، ما يعني أنها انخفضت بنسبة تقارب الـ 65 في المئة، وبالتالي فإن لا شيء يمنع وصولها إلى سعر 5 آلاف دولار، مشيرا إلى أن العملات المشفرة والبيتكوين كانت مجرد وسيلة للمضاربات.

 عملات
أبوظبي.. ترخيص كامل لبورصة "كراكن" للعملات المشفرة
ويرى العمدة أن البيتكوين "استثمار غير آمن بشكل لا لبس فيه"، واصفاً إياها بالفقاعة التي ستنفجر مثلها مثل بقية الفقاعات التي شهدها العالم، وأكد أن الجو الاستثماري العام، أصبح يتجه حاليا إلى الأصول والاستثمارات الآمنة مثل المعادن النفيسة والدولار الأميركي.

عوامل السوق ضد نمو الكريبتو

من جهته يقول المستشار في مجال تكنولوجيا المعلومات والإنترنت المهندس قصي الشطي في حديثه، إن جميع عوامل السوق ضد نمو العملات المشفرة والبيتكوين في العام 2023، مشيراً إلى أن الارتفاع السابق للبيتكوين جاء بدعم من انتشار فيروس كوفيد-19 حيث توفقت عجلة الاقتصادات الوطنية والإقليمية، وبالتالي بدأ المستثمر بالبحث عن سلعة آمنة مثل الذهب وغير مرتبطة باقتصاد محدد فكان الخيار هو العملات المشفرة والبيتكوين خاصة.

ويضيف الشطي إن البيتكوين تحولت إلى محط أنظار الجميع حين بدأ سعرها بالارتفاع، واستمر مسارها الصعودي، بدعم من الاستثمارات التي قامت بها شركات كبيرة في سوق العملات المشفرة، ووصلت للسقف الأعلى في خريف 2021، بعد أن تخطى سعرها الـ 60 ألف دولار، إلا أن العد التنازلي بدأ في بداية 2022 حين بدأت دورة الاقتصاد العالمي تعود إلى مسارها فبدأ التخارج منها.

ويؤكد الشطي أنه رغم التراجع المتوقع لسعر البيتكوين، إلا أنه لا يؤيد وصفها بالفقاعة، مشيراً الى أن العملات المشفّرة باتت واقعاً سيظل موجوداً ولكنها ستأخذ موقعاً أكثر قانونية أو تنظيميا في المدى المتوسط، إذ ستدخل فكرة العملات الرقمية إلى الأنظمة المالية التقليدية بدعم من البنوك المركزية التي ستتحرك في الفترة المقبلة لتنظيمها.

المصدر: سكاي نيوز عربية