بعد 10 أيام من اتخاذ قرار الحظر

تقارير: روسيا أمام عدة خيارات بعد قرار دول مجموعة السبع بتحديد سعر النفط الروسي بـ60 دولاراً

النفط الروسي
حجم الخط

موسكو - وكالة خبر

كشفت آخر التقارير الأوروبية، أنه لم تظهر تبعات القرار الأوروبي بحظر النفط الروسي المنقول بحرًا، وذلك بعد مرور 10 أيام على القرار، على سوق النفط العالمية بشكل واضح، على الرغم من تراجع أسعار النفط الخام هذا الأسبوع دون 80 دولارا لخام برنت.

وأشارت التقارير الصادرة اليوم الخميس، إلى أنه ما تزال تبعات قرار دول مجموعة السبع بتحديد سعر النفط الروسي بـ60 دولاراً للبرميل، غير واضحة على مستقبل صناعة الوقود الأحفوري العالمية.

ومن جانبها، أكّدت روسيا على أن قرار الحظر وتحديد الأسعار، سيدفع البرميل صوب مستويات مرتفعة مجددا، لأنه سيصيب الصناعة بالخلل، مُوضحةً أنّها قادرة على إيجاد أسواق جديدة لنفطها.

وبالأمس، أوردت مذكرة بحثية صادرة عن بنك مورجان ستانلي، أن أسعار نفط برنت ستعاود الصعود إلى 110 دولارات للبرميل، بحلول منتصف العام القادم، حيث أرجع البنك توقعاته إلى نمو الطلب مجددا، وشح المعروض العالمي نتيجة المخاطر التي تواجه إمدادات النفط الخام الروسية إلى جانب ضعف الاستثمارات في الصناعة.

وعلى الأرض، يبدو أن روسيا لن تكتفي بتصريحاتها حول إيجاد أسواق جديدة، إذ يمكن أن يدفعها قرار أوروبا وقرار مجموعة السبع إلى اتخاذ خطوات حاسمة.

وقد يكون أحد الخيارات أمام موسكو، الإقدام على خفض إنتاج نفط الأورال، في محاولة لتقليص المعروض العالمي، وبالتالي زيادة الأسعار، والاستفادة من بيع الخام بأسعار أعلى لكن بكميات أقل.

وروسيا تعتبر واحدة من أكبر ثلاثة منتجين للنفط الخام على مستوى العالم، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية، بمتوسط 11 مليون برميل في الظروف الطبيعية، وتستند في فرضية خفض الإنتاج كذلك، إلى أن الاستثمارات العالمية في الوقود الأحفوري تشهد تراجعا حادا، وبالتالي لن يتمكن المنتجون خارج أوبك من زيادة الإنتاج على المدى المنظور.

وهذا التراجع بالاستثمارات، دفع كبار المنتجين كالسعودية والإمارات، للتحذير من أزمة طاقة خلال السنوات القليلة القادمة في حال بقاء الاستثمارات شحيحة.

والخيار الآخر، يتمثل في تحويل مبيعات النفط الخام التي كانت موجهة إلى أوروبا، نحو الشرق، خاصة الهند والصين، اللتين استفادتا من أزمة الطاقة الروسية مع أوروبا.

ونشرت وسائل إعلام غربية بما فيها "فايننشال تايمز" في أكثر من مناسبة، أن الصين والهند كانتا تبيعان الغاز الروسي إلى أوروبا عبر قنوات ثالثة، وبأسعار مرتفعة، وهذا ما سيجري في صناعة النفط.

وتملك الهند والصين قدرات وعلاقات مع شركات طاقة أوروبية لتسويق النفط الروسي، عبر قنوات ثالثة، وبأسعار مربحة لكل من موسكو وبكين ونيودلهي، وكذلك، بإمكان شركات طاقة عالمية، شراء الخام الروسي وتحويله من ناقلات روسية إلى أخرى في أعالي البحار، وبيعه للأسواق الأوروبية على أنه نفط من بلد ثالثة.

وهذا الأسبوع، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرار حظر وتحديد أسعار النفط، بأنه "سخيف وضار وغير مدروس... إنه قرار غبي"، مبينصا في حديث للصحافيين من موسكو، أن تحديد أسعار النفط بـ60 دولارا، "هو أصلا السعر الذي نبيع فيه نفطنا لأسواقنا الرئيسية... هذا لن يؤثر علينا إطلاقا".

وفي أبريل 2020، وخلال أزمة الطاقة بين روسيا والسعودية، وتراجع سعر برميل برنت إلى متوسط 15 دولارا للبرميل، أكدت موسكو أن بيع برميل النفط بـ 10 دولارات سيكون مربحا أيضا بالنسبة لها.

وأمس الأربعاء، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير، إن روسيا جنت حوالي 15.8 مليار دولار من مبيعات النفط الشهر الماضي، في ثاني أدنى عائدات هذا العام.

وشهر نوفمبر الماضي، ارتفعت صادرات روسيا من النفط الخام والمشتقات إلى 8.1 ملايين برميل يوميا، صعودا من 7.5 ملايين برميل يوميا.