الجاليات الفلسطينية في أوروبا !

205
حجم الخط

شهدت الجاليات الفلسطينية في أوروبا عامة، وفي الدول الاسكندنافية خصوصاً، نمواً غير مسبوق، والأسباب في ذلك واضحة، ما شهدته سورية من حروب داخلية، وصلت إلى قلب المخيمات الفلسطينية، لأسباب خارجة عن إرادة اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وقبل ذلك، ما شهدته المخيمات الفلسطينية في لبنان من حالات اقتتال وحروب، عرفت باسم حروب المخيمات، إضافة لما شهدته غزة من حروب إسرائيلية، ترتب عليها حالات مشددة من الحصار والإفقار، أدت إلى حالات هجرة غير مسبوقة لدول أوروبا، كل ذلك، في المحصلة النهائية، أدى إلى تعاظم اعداد الفلسطينيين المهاجرين الى اوروبا.

لعل أوسع الهجرات الفلسطينية إلى دول أوروبا، أتى من سورية، التي شهدت أنواعاً شتى من الهجرة، عن طريق البر عبر تركيا، أو عبر البحر، عبر مصر وليبيا والجزائر. المهاجرون الفلسطينيون من سورية، تركوا أوابد ما تبقى من بيوتهم في المخيمات، بعد أن باعوا كل ما يمتلكون، لتأمين المبالغ اللازمة لتهريبهم إلى بر الأمان الأوروبي.

مئات الآلاف باتوا تحت رحمة القوانين الأوروبية، ينتظرون الخلاص. الأعداد الكبيرة من اللاجئين، هي أكبر من طاقة السفارات الفلسطينية في أوروبا، لبذل الجهود اللازمة، لاستقبال اللاجئين، ومتابعة أوضاعهم، وتأطيرهم في أطر لازمة للحفاظ على هويتهم وانتمائهم. معظم المهاجرين الفلسطينيين إلى أوروبا، لا فكرة لديهم لا على أوروبا، ولا على الثقافة الأوروبية وبحكم وقائع الحياة العملية يكتسب المهاجرون بعض اللغة المحكية، دون أن ينخرطوا في الحياة اليومية الأوروبية.

هنالك حالة، هي أقرب من حالة الضياع، بسبب حاجز اللغة، وصعوبة الانخراط في الحياة الأوروبية، نتيجة الاختلاف الحضاري. تتساءل جموع المهاجرين، ما هو دور م.ت.ف، فيما يجري. لعله من نافلة القول، أن لا دور للمنظمة، في هجرة أو تهجير، عشرات الآلاف من اللاجئين، خاصة من سورية، لكنه بالمقابل، فإن دوراً منوطاً بـ م.ت.ف، فيما يتعلق بواقع اللاجئين ومستقبلهم. فالمنظمة، هي الممثل الشرعي والوحيد، للشعب الفلسطيني، أينما تواجد. ولا يجوز ترك الأمور على غاربها...

فيما يتعلق بمن هاجروا، وأصبحوا على أعتاب الضياع. ليس صعباً، ولا محالاً، أن تنشط هيئات في م.ت.ف، لحصر أعداد المهاجرين، وأماكن تجمعهم، ومن ثم تشكيل هيئات شعبية من المهاجرين أنفسهم، ممن لهم خبرات تنظيمية وسياسية سابقة، وما أكثرهم!!!

للعمل على تأطير جموع المهاجرين، وبث النشاط الوطني في أوساطهم، عبر شؤون فنية، كالدبكة والموسيقى الوطنية والشعبية، وشؤون سياسية، لوضعهم في صورة ما يدور حولهم، ويمس قضيتهم، وشؤون قانونية، لمعرفة واجباتهم وحقوقهم. المسألة هنا، لا تحتاج إلاّ لروح المبادرة، وتكاتف الجهود، ما بين السفارات الفلسطينية ونشطاء المهاجرين، وهيئات محلية أوروبية، متضامنة مع الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة. ترك الأمور على غاربها، كما هي الحالة القائمة، الآن، سيؤدي إلى انهيارات شديدة الخطورة، تمس عشرات الآلاف من المهاجرين، وتركهم نهباً لضياعات لا تحمد عقباها!!! -