بالتأكيد إعدامات بشعة

20161701213159
حجم الخط

 يجب تسمية المولود (الميت) باسمه: اسرائيل تُعدم بدون محاكمة بشكل يومي تقريبا. كل وصف آخر هو كذب. اذا كان في السابق هنا نقاش حول الاعدام للمخربين فاليوم يتم اعدامهم وبدون محاكمة (وبدون نقاش). اذا كان في السابق جدال حول اوامر فتح النار فاليوم كل شيء واضح: يجب اطلاق النار من اجل القتل – لكل فلسطيني مشبوه. وزير الامن الداخلي جلعاد اردان أمر بشكل واضح – «على كل مخرب أن يعرف أنه لن يبقى حياً بعد العملية التي يخطط لها» – وانضم اليه جميع السياسيين تقريبا في جوقة تثير الاشمئزاز، من يائير لابيد فما فوق. لم يسبق أن وزعت هنا تصاريح قتل بهذا الحجم، ولم تكن الاصبع سهلة الى هذه الدرجة على الزناد. في اسرائيل 2016 لا حاجة الى أن تكون ادولف آيخمان كي تُعدم – تكفي فتاة فلسطينية تحمل مقصاً. مطلقو النار يعملون يوميا. الجنود، الشرطة والمواطنون يطلقون النار على من طعنوا اسرائيليين، حاولوا أو اشتبهوا بهم، ومن يدهس اسرائيليين، حاول أو اشتبهوا به. في اغلبية الحالات لم تكن حاجة الى اطلاق النار وبالتأكيد عدم القتل. في جزء كبير من الحالات لم تكن حياة مطلقي النار معرضة للخطر. إنهم يقتلون من يحمل السكين أو حتى المقص أو من يضع يديه في جيبه أو يفقد السيطرة على سيارته، يقتلون بدون تمييز – نساء، رجالا، شبابا وشابات. يطلقون عليهم وهم ما زالوا يقفون على أرجلهم وايضا بعد «تحييدهم». يطلقون النار من اجل القتل للعقاب، للتنفيس عن الغضب وللانتقام. وأصبح الحديث عن هذه الامور غائبا تقريبا. في يوم السبت الماضي قتل الجنود على حاجز بكعوت رجل الاعمال سعيد الوفا (35 سنة) وهو أب لاربعة اولاد، بـ 11 رصاصة. وقد قتلوا ايضا علي أبو مريم الذي هو عامل ومزارع وطالب عمره (21 عاما) بثلاث رصاصات. لم يقدم الجيش الاسرائيلي أي تفسير لقتل الاثنين باستثناء الاشتباه أن أحدا استل سكينا. توجد كاميرات في المكان لكن الجيش الاسرائيلي لم ينشر صور الحادثة. جنود آخرون قتلوا نشأت عصفور، العامل في مسلخ للدجاج وهو أب لثلاثة اولاد. اطلقوا النار عليه في قريته سنجل عن بعد 150 مترا حين عاد من حفل زفاف الى بيته. أيضا مهدية حماد عمرها (40 سنة) وأم لاربعة كانت عائدة الى البيت ولكن في سيارتها. قام جنود حرس الحدود باطلاق النار عليها في قريتها سلواد، عشرات الرصاصات بعد الاشتباه بأنها تريد دهسهم. وقد أطلقوا النار على طالبة تجميل هي سماح عبد الله (18 سنة)، وهنا الجنود لم يشتبهوا أصلا. اطلقوا النار على سيارة والدها «بالخطأ» فقتلوها عندما كانوا يشتبهون بأحد المارة وعمره (16 سنة) وهو علاء الحشاش الذي حاول أن يطعنهم. هو ايضا تم اعدامه بالطبع. ايضا أشرقت قطناني قتلت بدون سبب. شابة عمرها (16 سنة) ركضت وراء اسرائيلية وهي تحمل السكين. في البداية قام مستوطن بدهسها بسيارته. وحينما كانت ملقاة على الشارع وهي مصابة أطلق عليها الجنود والمستوطنون اربع رصاصات اخرى على الاقل. لقد أعدمت. وحين اطلق الجنود على لافي عواد – عمره (20 سنة) ورشق الحجارة – على ظهره وهو هارب، ألم يكن هذا اعداما؟ هذه عدة احداث وثقت في الاسابيع الاخيرة في «هآرتس». على موقع «بتسيلم» توجد قائمة تشمل 12 حادثة اخرى من الاعدامات. وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم، وهي من الوزراء الذين لهم ضمير في العالم، طلبت التحقيق في احداث القتل هذه. لا يوجد طلب أصدق وأكثر اخلاقية من هذا. كان يفترض أن يأتي هذا الطلب من وزيرة العدل عندنا. وردت اسرائيل بطريقتها المعتادة. رئيس الحكومة قال إن هذا «أمر مغضب وغير اخلاقي وغير عادل». بهذه الكلمات تماما يجب وصف حملة الاعدام البشعة لاسرائيل تحت قيادته. عن «هآرتس»