يتابع الفلسطينيون في الضفة الغربية بكل جوارحهم ما يحدث في الضفة الشرقية لنهر الأردن . ولكنهم لا يتدخلون ولن يتدخلوا في الشأن الداخلي للأردنيين . و يتفق جميع المحللين ان العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني قد وصلت الى عصرها الذهبي في جميع المجالات .
والمقصود العلاقة الرسمية والعلاقة الشعبية والعلاقات الاقتصادية والعشائرية والسياحية والزراعية . فلم تشهد العلاقة بين الشعبين مثل هذا التقدم ابدا .
ويشمل القول الفلسطينيين في داخل فلسطين ، والفلسطينيين في مخيمات اللاجئين داخل المملكة الأردنية . كما يشمل هذا الموقف الفلسطينيين في كل مكان .
والاهم ان جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية تجمع تماما على عدم التدخل ابدا في الاحتجاجات الإصلاحية التي تجري في مدن الأردن .
ان قرار عدم التدخل لا يعكس جهلا شعبيا ولا فقدانا للبوصلة القومية ، وانما يعكس وعيا متقدما ، وخبرة كبيرة ، وقراءة صحيحة للمشهد العربي . هكذا كان الموقف امام جميع المجتمعات العربية من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وحتى بلاد الشام والعراق وصولا للخليج العربي واليمن .
الفلسطينيون جاهزون للتضحية من اجل جميع البلدان العربية وبالذات من اجل الأردن ، وان يقدموا الفداء لدعم الشعوب العربية وقضاياها . ولكنهم لن يكونوا ابدا أداة سهلة بيد أعداء الامة وعلى رأس هؤلاء الأعداء " إسرائيل " التي تلوح رسميا وحزبيا بفكرة الوطن البديل .
نحن الفلسطينيون وسط معركة وجود كبيرة . ويخوض الشعب الفلسطيني معارك يومية على بوابات المدن والبلدات ضد الغزاة ، وضد المستوطنين وجيشهم . ويعلم القاصي والداني ان الفلسطيني يقاتل ومعه شرفاء الامة من اجل حماية الأقصى والمقدسات ومن اجل الدفاع عن كرامته ووجوده .
ورغم ذلك . لا يختبئ الفلسطيني وراء اية ذريعة للهروب من الموقف الواضح تجاه قضايا الامة . سواء في اليمن او العراق او لبنان او الأردن . والموقف الفلسطيني واضح لا لبس فيه :
نحن مع الأردن . ونحن مع الأردنيين . ونحن مع امن واستقرار الأردن . ونحن في تحالف دم منذ معارك مواجهة العصابات الصهيونية عام 1948 وحتى اليوم .ونحن في نفس الخندق ، وهو تحالف شعبي ونقابي وقبائلي وتحالف أخلاقي رفيع .
ولو طلبت الأردن أن نحارب معها ضد أي عدو سنفعل دون تردد . ولو طلبت ان نضحي من اجلها سوف نفعل .
نتمنى للأردن حكومة وشعبا ما نتمناه لأنفسنا . ونتمنى لقوى وعشائر الأردن كل الخير والتوفيق . وليحفظ الله الأردن من كل سوء .