أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، صباح يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2022، عن استشهاد الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عامًا)، من مخيم الأمعري، في مستشفى "أساف هروفيه"، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الإهمال الطبي.
يشار إلى أن ناجي أبو حميد، شقيق الأسير ناصر أبو حميد، أكد بالأمس، على أن شقيقه ناصر يرقد في مستشفى "اساف هروفيه"، في غيبوبة، وأن وضعه الصحي خطير وحرج جدا.
وقالت عائلة الأسير ناصر أبو حميد، في تصريحات صحفية: لقد ودعنا ناصر في المستشفى وهو في حالة صعبة جداً، ورغم الحالة الصحية الحرجة التي يعاني منها ناصر إلا أنه يقبع تحت الحراسة المشددة بالمستشفى، وأن الطاقم الطبي أبلغنا أن ناصر لا يمكن أن يعود لوعيه.
وقال نادي الأسير، في بيان مقتضب، ليلة أمس: "انتهت قبل قليل عائلة الأسير القائد ناصر ابو حميد من زيارته في مستشفى "اساف هروفيه"، وبحسب شقيقه ناجي فإن ناصر في غيبوبة، كما ونقل عن الطبيب المشرف على حالته، أن ناصر وصل من سجن "الرملة" وهو في غيبوبة، والأمل ضئيل أن يخرج منها، كما أن الأمل ضئيل أن يصمد أكثر".
وكان وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، قد قال إنه بناء على طلب عائلة الأسير ناصر ابو حميد، تقدمنا بطلب للسماح لأسرته بزيارته في مستشفيات اسرائيل وتم الموافقة على الطلب.
وقالت هيئة شؤون الأسرى، في بيان لها، إن حالة الأسير المريض بالسرطان أبو حميد حرجة جدا، وأن الغيبوبة التي دخل بها مقلقة.
وكان الأسير أبو حميد دخل في غيبوبة ظهر اليوم، وقد جرى نقله من سجن "عيادة الرملة" حيث يقبع، إلى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيليّ.
من هو الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد؟
اسمه ناصر محمد يوسف أبو حميد، ولد عام 1972، لأسره لاجئة من قرية السوافير الشمالية في غزة، وقد انتمى إلى حركة "فتح"، وكان أحد كوادرها في الانتفاضة الأولى، وكان للجماهير في المظاهرات هتاف باسمه شخصياً، واعتقل في الانتفاضة الأولى، وأفرج عنه عام 1994 بعد توقيع اتفاق القاهرة.
ولأن النضال لدى ناصر "طبيعة" وليس "عارضاً" فقد استعاد نشاطه في مؤسسات فتح التنظيمية، وأصبح من قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى"، وبعد اعتقاله أصبح من قادة الحركة الأسيرة، ومثَّل المعتقلين في مواجهة إدارة مصلحة السجون.
وقد وجه أبو حميد رسالة باسم الأسرى أثناء إضرابهم الشهير عام 2017، بعد 34 يوما من إضرابهم، جاء فيها: "لا زلنا نطرق أبواب الزنازين من "شطة" إلى "عسقلان"، ومن "نفحه" إلى "النقب"، ومن "الجلمة" إلى "أيلون"، ومن عزل "مجدو" إلى "هداريم" و"السبع" و"نيتسان"، جيش باسل من خيرة أبناء هذا الشعب، نصرخ مكبّرين ومهلّلين ومتحدّين للسّجان وبطشه وإجرامه الوحشي".
وأضاف: "34 يوماً وما زلنا نتنفّس الحرّية والكبرياء، نسير إلى الموت مبتسمين، ونتربّع على بطانية سوداء هي كل ما تركوه لنا حول كأس ماء وقليل من الملح، نغنّي للوطن ولربيع الانتصار القادم، عن أجسادنا لا تسألوا فلقد خانتنا وتهاوت منذ أيام، أما عن أرواحنا وإرادتنا نطمئنكم فهي بخير، صامدون كما الصّخر في عيبال والجليل، أقسمنا اليمين على أن نواصل حتى النّصر أو الشهادة، وعاهدنا أرواح الشهداء ألا تكون هذه المعركة إلا شمعة انتصار نضيئها بأرواحنا وأجسادنا على درب الحرية والاستقلال." اعتقل أبو حميد أول مرة عندما كان في الثالثة عشرة، بعد أن أصيب أصابه بالغة عام 1990، وحاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة بعد أن تحول إلى مطارد، في الثاني والعشرين من نيسان 2002، اعتقل برفقة أخيه نصر في مخيم قلنديا ورافق اعتقاله الاعتداء عليه وإصابته إصابات بالغة، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ، وحكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عامًا.
عدا عن ذلك، فهو شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد المعروف، وشقيق الأسير نصر المحكوم بخمسة مؤبدات، وشريف المحكوم بأربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدين وثلاثين عاما، وإسلام المحكوم بمؤبد وثماني سنوات.
هدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد خمس مرات، ومنع أمه من زيارته لسنوات، وقد أُطلِقَ على والدته لقب "خنساء فلسطين" و"سنديانة فلسطين"، وقد توفي والده وهو داخل السجن، ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه، وقضى في سجون الاحتلال حتى الآن أكثر من 30 عامًا.
ناصر أبو حميد يرقد الآن في العناية المكثفة في مستشفى برزلاي الإسرائيلي، في غيبوبة، وبوضع صحي خطير نتيجة إصابته بسرطان في الرئة.
ناصر أبو حميد من المناضلين الذين آمنوا بأن الأرض تنادي أبناءها، فاستجابوا لندائها دون أن يفكروا ولو للحظة بما سيخسرونه من أعمارهم، بل وكانوا، وما زالوا، على استعداد لتقديم ما تبقى من أعمارهم، فداءً لها.