حرب إسرائيل ضد "وثيقة" الاتحاد الأوروبي مقدمة لـ "هودنة الضفة!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 بشكل غير رسمي، تم نشر وثيقة في وسائل إعلام عبرية يوم الاثنين 19 ديسمبر 2022، نسبت الى الاتحاد الأوروبي وقنصليته بالقدس الشرقية، معنونة بـ "العمل على توسيع الوجود الفلسطيني في المناطق ج"، مع تفاصيل عناصر تلك الوثيقة.

وبشكل سريع جدا، ودون أي إعلان من قبل الطرف المنسوب إليه تلك الوثيقة، فتحت خارجية دولة الكيان، التي يقودها يائير لابيد "المنقلع" هو وتحالفه "الفاشي العلماني"، حربا سياسية إعلامية، ومعها أعضاء كنيست من التحالف الرباعي الفاشي المستحدث المتجهة لتشكيل حكومة جديدة، وشخصيات أمنية سابقة.

ودون الذهاب لاستعراض حركة اللغو التي ذكرتها تلك الأطراف من الحكومتين الراحلة والمتوقعة، لكن المسألة الجوهرية تركزت أنها "منطقة استراتيجية رئيسية قادرة على التحكم أو تهديد معظم البنية التحتية الحديثة لدولة إسرائيل والأصول الاستراتيجية"، فيما اعتبر المستوطن الإرهابي الوزير المتوقع سموتريتش، أن ذلك أمر غير مقبول يرمي الى "إقامة دولة إرهابية عربية أحادية الجانب بحكم الأمر الواقع في قلب أرض إسرائيل".

موضوعيا، جوهر الردود الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل، تكشف القضية المركزية التي تخطط لها الحكومة القادمة، والتي ربما لم تتمكن الحكومة الراحلة من تنفيذها، عي العمل لضم المنطقة "ج" في الضفة الغربية والقدس، كقضية استراتيجية للبنية التحتية لدولة الكيان، وهي مسألة حديثة التعبير، لم يتم الإشارة اليها سابقا، كما اعتاد ساسة الكيان بربطها بـ "البعد الأمني"، وخاصة المنطقة الحدودية مع الأردن.

الانتقال من البعد الأمني الى البعد الحيوي الاستراتيجي، هو الوجه الآخر لـ "شرعنة الضم" الذي بدا يتطور فكريا وسياسيا بشكل سريع، مضافا له منع "قيام دولة إرهابية" في "قلب إسرائيل"، وفقا للفاشي سموتريتش.

مضمون الحرب المبكرة حول منطقة "ج"، والتي نصت الاتفاقات أنها أرض فلسطينية يتم إعادة الانتشار منها وفق جدول زمني، وتبقى الحدود لا غير للتفاوض النهائي، مع القدس بشقيها الغربي والشرقي، يشير بلا أي "ارهاق عقلي"، إن دولة الكيان بدأت التهويد العام لغالبية الضفة الغربية والقدس، وليست مسألة مؤجلة كما يشاع، فالرد الرسمي من خارجية لابيد قبل ذهابه الى "بعبعة جديدة"، يكشف ذلك بوضوح، فيما قال الإرهابي سموتريتش أن إصراره الحصول على موقع وزاري في وزارة الجيش لتنفيذ مخطط الضم.

والرسالة الثانية، التي كشفتها الحرب ضد "الوثيقة"، ان المكونات السياسية لحكومة الكيان القادمة، ذهبت بعيدا في رؤيتها للسلطة الفلسطينية، ليس بأنها لم تعد "شريكا" في شيء، بل يرونها "كيان إرهابي" يمثل خطر على مصالح إسرائيل الاستراتيجية، وهي مقولة لم يسبق أن قالها أي من فاشيي الحكومات السابقة، بمن فيهم رأس التحالف الإرهابي القادم نتنياهو، بل أنه تحدث قبل أيام مع قناة سعودية عن "السلام التاريخي" ودولة فلسطينية.

ما كشفته الحرب الرسمية وشبه الرسمية لحكومة الكيان، راهنا ولاحقا، لا تحمل مجالا للتأويل اللغوي، والهروب السياسي بأنه كلام إعلامي، كما تفعل أمريكا دوما، فخارجية دولة الاحتلال، والتي يقودها لابيد شخصيا، هي من بدأ تلك الحرب السياسية، لعرقلة أي تحرك مضاف.

ورغم ان الوثيقة لم تذهب أبدا للحديث عن عمليات انسحاب لقوات جيش العدو القومي، ولا قواته الأمنية بشكل واضح، وما نشر يحمل في طياته غموضا مربكا، وأن أمريكا وعبر مندوبها الاتصالي مع السلطة الفلسطينية هادي عمرو، أعلنت بأنها لا تعمل راهنا من أجل حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية، بل من اجل توسيع البعد الاقتصادي، وفي المنطقة "ج"، وأيضا دون مساس بالوجود الاحتلالي.

ما حدث من مواقف حول وثيقة "الاتحاد الأوروبي"، التي تتساوق بشكل ما مع "الرؤية الأمريكية" لاستبدال الحل السياسي بـ "الحل الاقتصادي"، هو جرس إنذار مبكر وسريع لما سيكون قادم الأيام، ما لم تسارع "الرسمية الفلسطينية" بتحديد خطاها، والانتقال من "تهديد الكلام" الى "فعل التهديد".

من يسبق من، ضم دولة "الفاشية اليهودية" لغالبية الضفة، وتهويدها، ام "الرسمية الفلسطينية" التي تملك كل الأوراق لمواجهة المخطط التلمودي بـ "هودنة" الضفة والقدس.

ما يجب أن يكون لم يعد مجهولا ابدا، وفقط على الرئيس محمود عباس أن يعيد قراءة خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 2022، ويبدأ في تنفيذ ما وعد به، دون تعديلات أو تحسينات، فبه كل الرد الممكن والمطلوب.

غير ذلك، بالذهاب نحو "رحلات سياحة سياسية" بمسمى "التحرك" لشرح ما يجب أن يكون، ليس سوى مساهمة عملية في تحقيق "الوعد السموتريتشي"، ضما لأرض وتدميرا لكيان.

تحركوا أو استعدوا لمن سيحرككم الى مصير السواد السياسي الذي يزحف نحوكم برقيا!

ملاحظة: ظاهرة تسابق المجموعات المسلحة بإصدار بيانات لذات الحدث بأسماء مختلفة، بشرة مش خير خالص...بلاش تشويه الشي اللي فيه شوية أمل وريحة من روائح الثورة أيام زمان..وبلاش "الجهة إياها" تجركم لمربع الانحدار التجاري!

تنويه خاص: بابا الفاتيكان استقبل عوائل معتقلين من جيش الاحتلال في غزة، مع ضجيج إعلامي، الخبر يفتح باب السؤال مش أحق لو قامت خارجية فلسطين بترتيب زيارة لأسر "جثمان الأرقام"، بلاش نقول آلاف الأسرى...خطوات لا تكلف العقل جهد التفكير لكنها تحتاج جهد العمل ولو من باب "الغيرة" من عدو...لو فيكم "جين الغبرة"!