الابتزاز العاطفي أسوأ أشكال الابتزاز بالنسبة إلي، لأن لا أحد قادر على ابتزازك عاطفياً إلا باللعب على مشاعرك، وقد يكون الشخص الذي يمارس عليك الابتزاز العاطفي أقرب الناس إليك وهو غير مدرك أنه يفعل ذلك ويجب أن يتوقف لأن هذا يستهلكك.
1- الابتزاز العاطفي من الأقارب
من يمارس هذا الفعل حين يكون أقرب الناس إليك يُصعّب الأمر عليك، لن ننكر أن للعائلة حق علينا ولكن التفرقة بين الحقوق وما يدخل في حيز الابتزاز أمر مهم، مثلاً بعض الأمهات حين تفني حياتها بحياة أبنائها وتكبر على هذا الحال؛ تكون حياتها فارغة من أي شيء سوى الأبناء فتحاصرهم من دون أن تشعر وتطلب منهم ثمن التضحية عن طريق المبالغة في إشعارهم أن عليهم دين لها لابد من تسديده، وقد يكون من يبتزك هو والدك أو أحد إخوتك أو تكون أنت من تمارس ابتزاز الآخرين من دون أن تشعر، الانتباه لذلك مهم سواء نحن ضحية الابتزاز أو من يمارسه على غيرنا، فيجب أن نتوقف ونعمل على صنع حالة توازن نكون مرتاحين فيها مع أنفسنا ومع غيرنا.
2- من الأصدقاء
الصديق الذي يحاصرك دائماً بالتأنيب أنك لا تسأل عنه أو لا تتصل به، هو يبتزك عاطفياً وعدم الاستجابة لهذا التأنيب والابتزاز شيء صحي لك في المقام الأول، فالأصدقاء في حياتنا مهمون بالفعل لكن يجدر بهم أن يتفهموا ظروفنا وانشغالنا ولا نكون متهمين طول الوقت وفي حاجة للدفاع عن أنفسنا.
3- من شريك الحياة
شريك حياتك المفترض أن يكون الشخص الذي يتفهمك أكثر من غيره، فلو شعرت أنه يطلب منك اهتماماً مبالغاً فيه ويحمّلك فوق طاقتك فهو في الحقيقة يبتزك عاطفياً، توصل معه إلى حل أو ستظل في ضغط عصبي قد يُفسد العلاقة آجلاً أو عاجلاً.
4- من زملاء العمل
قد تجد بين زملائك شخصاً دائماً ما يطلب منك أن تقوم بعمله بدلاً منه، متعللاً أنه مريض أو غير ذلك من أسباب تلعب على عاطفتك، ليس مطلوباً منك أبداً أن تستجيب له، فهذا سيدخلك في ضغط قد يؤذيك مهنياً، ولا تجد أي قلة ذوق في الرفض مع تكرار الطلب والأعذار التي يخترعها.
5- من إناس لا تعرفهم
بما أني مصرية فأعرف عدد المتسولين الذي يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، ونعرف أن عدداً منهم قد يكون في حاجة للمساعدة بالفعل، ولكن بعضهم يتخذها مهنة لأنه لا يريد أن يتعب ويعمل، أنت تقابل متسولاً أينما ذهبت سواء في الشارع أو في سيارتك أو تجلس في كافيه، دائماً كلامهم يلعب على مشاعرك وإشعارك بالذنب ناحيتهم بالرغم أنك في الحقيقة غير مذنب، أن نساعد بعضنا شيء جيد لأني أؤمن بشكل شخصي أنني من الممكن أن أكون مكان أحدهم يوماً ما لولا الحظ فقط، لكن الدخول في دوامة الاستجابة للابتزاز والإحساس بالذنب سيؤذيك ولن يفيدهم في أي شيء.