يتعجب الشعب الفلسطيني من المواقف التي تؤيد قضيتنا العادلة من خلال القرارات التي تتخذها أقوى هيئتين لحفظ السلام والأمن في العالم، وهما الأمم المتحدة ومجلس أمنها ، ولكن دون تنفيذ هذه القرارات التي اكل عليها الزمن وشرب، ويتم في الوقت نفسه وبدعم من امريكا زعيمة الديمقراطية في العالم، التعامل مع إسرائيل بمواقفهما غير العادلة تجاة فلسطين وأهلها الاصليين، بانها فوق القانون الدولي لا يجوز محاسبتها على ما تقترفه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني صاحب البلاد فلسطين . وما دامت امريكا مسيطرة عليهما وتكيل بمكيالين فلا فائدة من مواصلة الرهان على المنظمة الدولية او الاعتماد على مؤسساتها وعلى رأسها مجلس الامن.
التاريخ يقول ان اول من سكن فلسطين هم الكنعانيون وهم من اصول عربيه خالصة منذ خمسة الاف عام قبل الميلاد، وبنوا مدينة القدس والتي كان اسمها يبوس، اما وجود اليهود في فلسطين وكما هو مدون في التوراة كان في العام ١١١٨ قبل الميلاد بقيادة السفاح يوشع بنون بعد وفاة سيدنا موسى.
هذا ملخص تاريخ فلسطين الذي هو مدون في جميع كتب التاريخ.
الشعب الفلسطيني المظلوم من بريطانيا وأمريكا يعرفون تماما هذا التاريخ، ويعلمون تماما الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني، ولهم القدرة ان يعودوا عن هذا الظلم فقط بتنفيذ ما وقعا عليه في مجلس الامن والامم المتحدة.
ما يجعل المرء يتعجب ان جميع القرارت التي اخذت منذ العام ١٩٤٧م، لم ينفذ اي قرار منها، مع ان امريكا تعرف تماما ان الدولة المارقة التي اختارتها امريكا لم تعد تهتم إلا بطلب اموال واسلحة منها.
حتى ان امريكا لا يمكنها ان تنفذ ما وعدت به، مثل اعادة نقل قنصليتها الى القدس الشرقية او فتح مكتب لفلسطين في واشنطن.
الآن دول عدم الانحياز بقيادة السعودية ومصر والصين وروسيا يستطيعون تنفيذ جميع القرارات الأممية، ولن تكون امريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع تنفيذ رغبات دولة آخر احتلال في العالم.
ان الامم المتحدة ومجلس الامن اصبحا رهينة بيد دولة الاحتلال، وكما نرى الآن فإن أي قرار يصدر، وحتى من مجلس الامن لا تسطتيع امريكا تنفيذه، كالقرار ٢٣٤٤، والذي وافقت عليه امريكا وبدون استعمال حق الفيتو.
عندما كان جون كيري وزيرا للخارجية في عهد اوباما قالها بالفم المليان بانه اذا لم ينفذ مجلس الامن حل الدولتين، فان الدولة المارقة ستكون دولة عنصرية.
امريكا فقط وفي هذا العصر تعتبر نفسها زعيمة الدول الديمقراطية، ولكنها بالحقيقة زعيمة العنصرية ويكفي ما نرى اليوم كيف ان اعضاء الكنيست يتبارون في الضغط على الشعب الفلسطيني في حياته المعيشية، لا فرق بين يميني ويميني متطرف، فجميعهم اعضاء يتبارى كل عضو كيف يحكم هذه البلاد العربية الفلسطينية بزيادة العنصرية والاعدامات اليومية وقضم الاراضي وهدم البيوت والاعتداءات المتكررة على جميع المقدسات الدينية، ان كانت اسلامية او مسيحية، وهذا جميعه أمام، ليس فقط امريكا بل العالم أجمع، بالمقابل فقط تنديد عن استحياء، لذلك جميع الفلسطينين يعتبرون أمريكا عدوتهم الاولى.
ان امريكا وضعت نفسها كدولة لا تعير اي اهتمام بالديمقراطية وحقوق الانسان وتقرير المصير وأصبحت زعيمة العنصرية بالعالم بالرغم من ان دستورها يقول عكس ذلك.
من المعيب ان تنتظر امريكا من الدولة العنصرية، والتي يمثلها الصهيوني الكذاب نتنياهو ان يعمل نفسه وسيطا بين السعودية وامريكا عندما صرح بانه سيطلب من بايدن الصهيوني تلبية جميع ما تطلبه السعودية، وينسى هذا الغبي بان السعودية تعرف تماما ما تريد لمصلحتها ولا تريد من اي كان وساطة، خصوصا من الكاذب نتنياهو.
من الآن يجب على السلطة ان تفك جميع ارتباطاتها بدولتين، هما امريكا والدولة المارقة، وتتجه الى دول عدم الانحياز السعودية ومصر وباقي الدول العربية والصين وروسيا، والدول الاوروبية التي تصوت الى جانب الحق الفلسطيني بالطرق السلمية مثل سحب اعترافها بهذه الدولة المارقة، وتوقف جميع مساعدتها التجارية وغير التجارية حتى تنفذ القرارات الدولية.
طبعا اذا تمت المصالحة كما وعدت حماس، وقامت الجزائر بما وعدت به في القمة العربية، فلا مجال لامريكا الا ان تنفذ ما وقعت عليه من قرارات في مجلس الامن والامم المتحدة.
طبعا هذا يتطلب جهدا سياسيا وماليا، ولكن بالنهاية ستجبر امريكا للانصياع للقرارات التي وقعت عليها.
العالم أجمع يريد ان ينتهي حكم الدولة الوحيدة التي تتحكم بتنفيذ القرارات الدولية. والله المستعان.