شارك وفد دولة فلسطين برئاسة أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" دوّاس دوّاس، في أعمال اجتماعات الدورة الـ43 للمجلس التنفيذي "للإيسيسكو"، بصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للمنظمة، لدورة مدتها 4 سنوات.
وحضر الدورة التي عقدت في مقر "الإيسيسكو"، بالعاصمة المغربية الرباط، على مدار يومين، وفود 46 دولة من أصل 53 دولة من الأعضاء في المنظمة، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، رئيس المؤتمر العام للمنظمة بدورته الحالية محمد عاشور، ومديرها العام سالم بن محمد المالك.
وأعلن المالك، في ختام الجلسة الافتتاحية، الانضمام الرسمي للجمهورية اللبنانية إلى المنظمة، وأنها استوفت الإجراءات القانونية، حيث تلقى رسالة رسمية من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، حول هذا الشأن.
وأكد المالك، في كلمته، على أن المنظمة مستمرة في نهجها التجديدي والتحديثي، لتكون منظمة ذات توجه عملي متكامل، وأضحت في مصاف المؤسسات الدولية المرموقة، منوها إلى أن "الإيسيسكو" حصلت على العديد من الجوائز والشهادات العالمية المتميزة خلال عام 2022.
كما استعرض أبرز الإنجازات التي حققتها "الإيسيسكو"، من خلال عقدها العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل، وإطلاقها مبادرات وبرامج تولي أولوية للنساء والشباب، والتكنولوجيا وعلوم الفضاء وحماية التراث، وتستحدث عددا من الكراسي العلمية في الجامعات المرموقة، وأنه في آفاق إسهامها الحضاري الخلاق، تستضيف المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية.
من جهته، رحب دوّاس باسم المجلس التنفيذي، بطلب جمهورية لبنان الانضمام إلى المنظمة، وقال: "إن لبنان كان وما يزال نموذجا للتعددية وللتعايش بين الديانات والحضارات، وانعكاساته على الجوانب الثقافية، والحضارية، والسياسية".
ووجه دوّاس في كلمته التحية للحضور الرياضي المشرف للمنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر، وحسن التنظيم لدولة قطر الشقيقة لكأس العالم، مظهرة من خلالها رسالة حقيقية ثقافيا وإنسانيا وحضاريا للشعوب العربية والإسلامية، لكسر الصورة النمطية التي حاول البعض إلصاقنا بها.
وأشار إلى أن دبلوماسية الرياضة استطاعت أن تنقل القضية الفلسطينية إلى ضمير العالم أجمع بعد أن رفعت الأعلام الفلسطينية في كافة الملاعب، لتساهم بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
وأوضح أن رئاسة فلسطين للمجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو"، تحظى بالرعاية والدعم من أعلى المستويات السياسية في فلسطين، من خلال توفير كل متطلبات إنجاح رئاسة فلسطين لهذا المجلس، لكي تستطيع أن تدلي بإطلالاتها التربوية والعلمية والثقافية، وأن تساهم مع "الإيسيسكو" بالنهوض بعالمنا الإسلامي، بما تمتلكه فلسطين من خبرة وثراء حضاري وثقافي وتربوي وعلمي.
وأوضح دوّاس أهمية عقد المجلس التنفيذي في دعم جهود "الإيسيسكو" لأداء رسالتها في كل المجالات، داعيا إلى مواصلة التطوير والبناء في إطار نهج متعدد الأطراف متكامل مع توجهات الإدارة العامة للمنظمة.
بدورها، أشادت الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية للتربية والثقافة والعلوم هبة نشابة بجهود دولة فلسطين، ممثلة برئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم دوّاس دوّاس، لحسن متابعته العمل مع دولة لبنان، ومصداقيته التي نعتز بها، وتلقفه بكل مودة طلب تشريف لبنان بالعودة إلى صفوف "الإيسيسكو" بعد 20 عاما من الخروج.
واعتمدت الدورة الحالية مجموعة من القرارات، أهمها: اعتماد التقرير التنفيذي لأنشطة المنظمة لعام 2022، والتقارير المالية لعام 2021، بالإضافة لتقرير "الإيسيسكو" عن مساهمات الدول الأعضاء في موازنتها، والتصور العام لمشروع ميثاق "الإيسيسكو" للذكاء الاصطناعي، ومشروع نظام المشتريات.
كما اعتمدت أعمال الدورة مقترحات الإجراءات المالية لاستفادة المنظمة من مخصصات الأعباء الإدارية للمشاريع والبرامج من خارج الموازنة، وتم إجراء عرض حول تنفيذ برنامج المهنيين الشباب، وعرض آخر حول دليل نظام الحوكمة في المنظمة، بالإضافة لاستراتيجية التعاون بين اللجان الوطنية والمنظمة (تجارب نموذجية)، والترحيب بدعوة المملكة العربية السعودية لجلسات المجلس التنفيذي بدورته القادمة، وتم تشكيل لجنتين الأولى حول تعديل النظام الأساسي للموظفين والنظام الداخلي لصندوق التعويض، والثانية حول إنشاء "صندوق تعليم الموهوبين.
يذكر أن الوفد الفلسطيني الذي شارك في أعمال الدورة تضمن أيضا القائم بأعمال مدير عام المنظمات الدولية باللجنة الوطنية خلود حنتش، والمستشارة القانونية دعاء الصغير، بالإضافة لإياد مصطفى من إدارة أفريقيا في وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية.