يديعوت : نتنياهو يعمّق الشرخ مع يهود الولايات المتحدة

بندرور يميني.jpeg
حجم الخط

بقلم: بن – درور يميني

 

 


هذه أيام قاسية لمحبي إسرائيل. هذه أيام طيبة لكارهي إسرائيل. منذ سنين وهم يدعون بأن إسرائيل دولة فاشية.
ما كانوا يحتاجون لعودة بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء، أو ينتظرون تصريحات النائبين اوريت ستروك وسمحا روتمان. لم يهتموا بنجاح ايتمار بن غفير. من ناحيتهم لم يتغير شيء. لكنهم يحتفلون، وذلك لأنهم نالوا ذخيرة مذهلة.
300 حاخام من كل أرجاء الولايات المتحدة وقعوا على بيان يعلنون فيه أنهم سيعملون على منع استضافة سياسيين من حزب "الصهيونية الدينية" في الجاليات اليهودية. صحيح أن هؤلاء ليسوا حاخامين من التيار الأرثوذكسي. ولكن حذار أن نقع في الخطأ. هؤلاء الحاخامون يمثلون جاليات هي الأغلبية الساحقة من يهود الولايات المتحدة.
هذه جاليات تستضيف محاضرين من إسرائيل. كنت ضيف الكثير منها. لكن شيئا ما انكسر. يهود الولايات المتحدة قلقون ومضطربون.
عمليا، لم تستضف هذه الجاليات في أي مرة محاضرين من اليمين المتطرف. لكن روح الأمور هي خوف حقيقي.
الأمر الأخير الذي نحتاجه هو فقدانها. لأنها سند قوة استراتيجي لدولة إسرائيل.
هذه جاليات لا تنتمي للتيار المناهض للصهيونية. بل العكس. هم مؤيدون بوضوح لإسرائيل يهودية وديمقراطية. يذكرون في كتابهم قيم وثيقة الاستقلال ويعبرون بشكل دقيق عن مشاعر التـأييد لإسرائيل. صديقة مقربة مني تعنى بإرسال محاضرين من إسرائيل إلى جاليات يهودية في الولايات المتحدة، لأجل التصدي لدعاية كراهية الإسرائيليين من اليسار الراديكالي. هي صهيونية من أخمص القدم وحتى الرأس. هي الأخرى بعثت لي بيان تأييد للكتاب. فما الذي كان يمكنني أن أقوله لها؟ قلقها هو قلقي.
ولإضافة الزيت إلى الشعلة ادعى روتمان أن فندقا ما غير ملزم بأن يستضيف ذوي ميول جنسية مختلفة عن ميوله. وبعد أن أثارت أقواله عاصفة نشر تفسيرا هو بمثابة إضافة جريمة إلى الخطيئة: "حرية العمل تقول إن الإنسان يمكنه ايضا أن يتعامل بشكل غير لطيف مع الزبائن، أن يقاطع أو لا، وجمهور الزبائن يعاقبه، أو لا. هذه هي الحرية. صادم، صحيح؟". لا يا روتمان، غير صحيح. لأنه حسب منطقك، فإن أصحاب الفنادق الذين ينفرون من المستوطنين سيسمح له بطردهم. ومحبي الحركة الإسلامية الشمالية سيعلقون لافتة "لا دخول لليهود". فهل أنت جدي يا روتمان؟ هل هذا هو معنى حرية العمل؟ العنصرية البهيمية برعاية القانون؟ وإذا واصلنا على طريقة ستروك، فإنها مسألة وقت فقط إلى أن يتلقى الأطباء من الوسط العربي، والذين هم قرابة 50 في المئة في المستشفيات، الإذن للتملص من معالجة اليهود الصهاينة. هرتسل يتقلب في قبره.
لا شيء من هذه الرؤية التعيسة لروتمان وستروك سيتحقق. بالتأكيد لا. لكنّ هذين الاثنين سيكونان مسؤولين كبيرين، ربما وزيرين، بعد ايام غير طويلة. ستكون لهما القوة. هما جزء من الحكم. هذا مغيظ أيضا لأن روتمان قال في الماضي الكثير من الأمور ذات المعنى عن جهاز القضاء، الذي يحتاج إلى إصلاح. روتمان لا يقدم بشائر خلاص لكن في الظروف الناشئة ليس هو الشخص المناسب لأي بشرى إصلاح.
المشكلة أخطر بكثير، لأنه كلما تعاظم الجنون – ولا يوجد تعريف آخر لتصريحات الأيام الأخيرة بما في ذلك تصريح يائير نتنياهو – هكذا سندفع المؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة إلى أذرع اليسار الأكثر يسارية وراديكالية الذي يقول ألم نقل لكم إن إسرائيل فاشية. من الصعب التصديق بان شخصا متعلما مثل روتمان لا يفهم معنى أقواله الصاخبة. هو يعرف وبالتأكيد يفترض أن يعرف. أنك تبعد اليهود عنا. إذاً، لماذا يا روتمان لماذا؟
يجب أن نتذكر شيئا آخر. تتحمل النخب ذنبا غير صغير على الموجة اليمينية التي جاءت إلينا في الأسابيع الأخيرة. فجهاز القضاء داس المرة تلو الأخرى على القانون وليس في إطار الدفاع عن الحقوق الأساس.
حصل هذا عندما شطب مرشحون للكنيست بسبب العنصرية ووفقا للقانون، لكن مرشحين يرفضون حق وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، لم يشطبوا، رغم القانون الصريح.
أحزاب الوسط مذنبة لأن العلم شبه الوحيد لها في السياق السياسي هو "فقط لا بيبي". هذا ساهم فقط في رفع ثمن الحريديم واليمين المتطرف.
ولا يزال نتنياهو يتحمل أساس الذنب. الشركاء الائتلافيون كانوا سيكتفون بأقل بكثير، ليس لهم أي بديل. هو الذي وقع على الاتفاقات الائتلافية مع بنود تلحق ضررا قوميا. وهو الذي يحتاج لان ينشر ثلاثة بيانات في اليوم تحاول إصلاح الضرر. إذاً، لا، هذه ليست نهاية الديمقراطية، ولكنه لا يزال خطيراً. في ولايته الأخيرة تسبب بشرخ مع يهود الولايات المتحدة، أما الآن فهو يعمقه.

عن "يديعوت"