قالت وزارة الخارجية في بيان صحفي لها، "إنه في الوقت الذي ترحب فيه بالبيان الصادر عن المجلس الوزاري للاتحاد الاوروبي في اجتماعه أمس والمتعلق بالقضية الفلسطينية، والذي صدر بعد طول مخاض نتيجة للتدخل السافر من قبل دولة إسرائيل في مجريات المفاوضات الداخلية الأوروبية التي استمرت لأيام عديدة بين مكونات دول الاتحاد الاوروبي بهدف الوصول الى مواقف موحدة من الموضوع الفلسطيني وخاصة ما له علاقة بالاحتلال الإسرائيلي والنشاط الاستيطاني المسعور والموقف من المستوطنات بشكل عام ومنتجاتها بشكل خاص، الا ان الخارجية تجد نفسها مضطرة وللمرة الأولى في ادانة التدخل الإسرائيلي عبر بعض الدول الأعضاء في الاتحاد والتي وبناء على مطالبة إسرائيلية مباشرة تبنت موقف الاحتلال ودافعت عن ارهاب المستوطنين ووفرت الغطاء والحماية لجرائم الاحتلال من خلال اعاقتها إصدار بيان متجانس يعكس حقيقة الوضع على الارض، وفرضها للغة مخففة تعفي إسرائيل من الادانة وتضع دولة الاحتلال والشعب تحت الاحتلال في نفس الخانة وبنفس المستوى".
وتابع البيان، ان وزارة الخارجية وهي تعلم تماما حقيقة ما جرى من مناقشات وطبيعة مواقف تلك الدول، وخاصة الدول الخمس من مجموع الثماني والعشرون التي لم تكتف بعدم اظهار اي اهتمام بالحق الفلسطيني والوجود الفلسطيني، وانما انبرت بكل شراسة دفاعا عن ارهاب المستوطنين في محاولة منها لإبعاد اية تهمة عن دولة الاحتلال وحمايتها من اية ادانة اوروبية حتمية، ان وزارة الخارجية ليس فقط تعرف من هي تلك الدول التي رفضت الاعتراف بما يتعرض له الفلسطينيين من معاناة وجرائم، وانما ذهبت بعيدا حين تطوعت للدفاع عن الاحتلال والاستيطان وارهابه من قتل وحرق لعائلات فلسطينية وهدم المنازل وتخريب المحصولات، مستغلة حالة الإجماع المطلوبة داخل الاتحاد الأوروبي لفرض رغبتها التي هي رغبة الاحتلال الإسرائيلي، لدرجة ان وزير خارجية احدى دول الاتحاد وجه كلامه الى الوزير المنبري دفاعا عن إسرائيل بقوله: اخجل انا ارى وعبركم كيف ان دولة غير عضو في الاتحاد تفرض على الاتحاد رأيها وتتدخل في قراراته".
وأعلنت الخارجية جاهزيتها لمتابعة هذا الموضوع عبر مطالبة الدول العربية بإعادة النظر في استثماراتها في تلك الدول وفي التعبير القوي عن رفضها لمواقف تلك الدول بطرق شتى، وكذلك عبر العمل مع الغالبية العظمى من الدول الاوروبية التي اصرت على الموقف المبدئي الذي يمثله الاتحاد ورفضت الخنوع للابتزاز من الاقلية من الدول التي ادارت ظهرها لتلك المبادئ، وفي نفس الوقت تتوجه بالشكر العميق لمسؤولة العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد فيديريكا موغيريني على موقفها المبدئي والشجاع واصرارها على استصدار ذلك البيان رغم حالة الابتزاز القائمة.
كما تشكر الوزارة الغالبية العظمى من الدول التي اظهرت ايضا مسؤولية عالية دفاعا عن مبادئ الاتحاد واخلاقياته، واستمرت بحزم في مواجهة تعنت دول الابتزاز، حتى تمكنت من استصدار هذا البيان الذي نرحب به لهذا السبب تحديدا، وتقديرا لجهودها خلال الايام الماضية من اجل موقف اوروبي مبدئي واخلاقي وقوي ومسؤول.