شارك الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، اليوم الإثنين، في إحياء الذكرى الـ58 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة "فتح"، بمهرجان أقيم في ملعب صيدا البلدي.
وشارك في المهرجان: سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير بلبنان فتحي أبو العردات، ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، والنائبان في البرلمان اللبناني أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري، والعميد محمد السبع ممثل مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، وممثل الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم، وممثل حزب الله عطا الله حمود، وممثل حركة "أمل" بسام كجك، وممثل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي.
وأوقدت في بداية المهرجان شعلة الانطلاقة.
وقال أبو العردات: "عهدنا ثورةٌ حتى النصر اخترناه شعارًا من أجل الاستمرار بالثورة والنضال حتى نعودَ إلى أرضنا الفلسطينية، وهؤلاء الأشبال الذين ساروا أمامنا والزهرات هم الذين قال عنهم الشهيد أبو عمار: (سيرفع شبلٌ أو زهرةٌ من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس).
وأضاف: "اليوم من خلال إحيائنا لهذه المناسبة العظيمة، ذكرى انطلاقة "فتح" نريد أن نقول إن الثورة مستمرة، وإن بوصلتنا دائمًا ستكون فلسطين ولن نضيّع البوصلة، وستبقى دماء الشهداء تنير لنا درب الحرية والعودة.
وأشارإلى أنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي حاميةُ المشروع الوطني والشرعية والمرجعية للشعب الفلسطيني، مضيفًا: "لذلك أي كلام عن الوحدة أو التوحد خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد هو مضيعةٌ للوقت".
بدوره، أكّد سليمان في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، أنّ "فتح" استحقت هذا الدور القيادي بفعل ما قدمته في مجال الفكر السياسي، فمنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي أبرزت "فتح" بشكل واضح أن مركزية الوطنية الفلسطينية على الصعيد القومي وعلى الصعيد العربي إنما تتطلب رابطًا محددًا بينها وبين القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يستقيم هذا الرابط ما لم تكن الحركة الوطنية الفلسطينية مستقلة بكلامها، وبقيادتها، وببرنامجها، وهذا ما أدى إلى هذا الفكر الوطني الفلسطيني الذي كان وما زال يتمسك باستقلالية القرار الوطني، وعلى هذا الدرب نسيرُ بتقدم.
وحذّر سليمان، من خطورة المرحلة التي تمر بها قضيتنا مع مجيء حكومة عنصرية يمينية إلى مقاليد السلطة في دولة الاحتلال، تسعى للاستيلاء على أقصى ما يمكن من أرضنا وتنفيذ مخطط التهجير لترحيل شعبنا والقضاء على الكينونة الوطنية والشخصية الفلسطينية المستقلة والبنية السياسية الفلسطينية.
وشدد على أنّ شعبنا الفلسطيني شعب واحد موحد، وأنه يجب معالجة الاختلافات السياسية للتفرغ لمواجهة التحديات المحيطة بقضيتنا، وعلى رأسها التهويد والمساعي الرامية إلى إنهاء وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وإلغاء الهوية الوطنية المستقلة عن شعب فلسطين.