يبدو المشهد السياسي والأمني في بلادنا مثل سيارة تقودها قرود صاخبة. وهي مسألة وقت حتى تقع الكارثة .
ويتولد عندي قناعة ان نتانياهو وفي اتفاقه مع الكتل اليمينة المتطرفة، قرر منح المتطرفين الراديكاليين اليهود حرية التصرف بالملفات الداخلية والامن الداخلي وملف التعامل مع الفلسطينيين ومع الأماكن المقدسة في القدس والشرطة وحرس الحدود. بينما احتفظ هو لنفسه بملف العلاقات الدولية والخارجية.
نتانياهو يشغل نفسه بالملف الإيراني والسوري والحرب على اليمن. وقريبا سوف يزور حاكم أبو ظبي صديقه محمد بن زايد لإشعال نار الحروب في الخليج، ولجر أمريكا في مواجهة مع ايران فهو لا يجرؤ ان يستفز ايران من دون تغطية سياسية وعسكرية أمريكية. وسوف يجهد لتشتيت انتباه العالم عن القرارات الدولية ضد عصاباته التي تركها خلفه تعيث في الأرض فسادا.
نتانياهو سوف يمضي مع زوجته سارة فترة حكمه في السفر والاتصال مع قادة أوروبا والسيسي والزعماء العرب ورئيس أوكرانيا وصديقه بوتين في حملة إشغال وتضليل مدروسة، و لذر الرماد في العيون وخلق مناخ وهمي عن عملية تطبيع تجري هنا او هناك، وعن وساطة إسرائيلية وهمية بين موسكو وكييف.
حكومة نتانياهو أعلنت الخطوط العريضة خاصتها: قمع الفلسطينيين وتهويد القدس وزرع الضفة بالمستوطنات وإقامة نظام ابارتهايد وزيادة حصار غزة بلا ممر مائي ولا مطار ولا أي شيء. ومن جهة أخرى التطبيع مع السعودية ومهاجمة ايران.
القيادات الفلسطينية لم تعلن الخطوط العريضة ولا حتى الرفيعة لمواجهة هذا البلاء. واستمرت بنفس الأدوات ونفس الخطاب الذي يترك كل شيء للصدفة .
عصابات تل ابيب لا تترك شيئا للصدفة وخططت لكل شيء. ولكنها نسيت امرا واحدا وهو زخم الاحداث، ودخول لاعبين جدد على الساحة.
لان المس بالأقصى سوف يفتح بوابات الحرب الدينية على مصراعيها. ويترك الأمور للأقدار .
مركبة ثقيلة ومليئة بالمواد المشتعلة تقودها القرود. هل يمكن لاي عاقل في الحياة ان يتوقع ماذا يمكن أن يحدث !!