سيادة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الاتحاد الروسي / موسكو
نكتب لكم مع بداية هذا العام لنؤكد لكم اعجابنا واحترامنا وتقديرنا لكم كقائد للاتحاد الروسي ، وكقائد للحركة العالمية من أجل انشاء نظام عالمي جديد يكون أكثر عدلا للشعوب …. وكقائد للمعسكر الذي يدعم حركات التحرر والشعوب المظلومة التي تناضل من أجل رفع الظلم عنها ، ومن أجل بناء علاقات أكثر عدلا تراعي مصالح الشعوب الفقيرة التي طال نهب ثرواتها من قبل معسكر القرار الواحد، معسكر الامبريالية الأميركية وحلفاءها الأتباع المرتزقة الذين يعيشون على فتات ماتنهبه واشنطن من شعوب الأرض لتبقيها متخلفة ضعيفة جائعة مريضة بعيدة كل البعد عن الضوء العالمي للحضارة والتقدم والرقي.
ياسيادة الرئيس :-
نحن نرى في خطابكم في بداية هذا العام خطوة غير مسبوقة في نقل الرأي السياسي الصائب الى خطوات ميدانية فاعلة ومؤثرة …
نحن نرى فيما قررتم مع بداية هذا العام من تصويب لسلاحكم نحو صدور الأعداء نرى فيه خطوات ذكية ومستوعبة بشكل سريع لكل الأخطاء التي ارتكبت في مواجهة ذلك المخطط الرهيب ، الذي لولا فطنتكم وذكائكم ورؤيتكم الصائبة لما اكتشفتموه سريعا وفي الوقت المناسب ، لقد كشفت ميركل وهولاند كذب هذا الاستعمار الجديد كذب النازية الجديدة ، كذب هؤلاء الذين لايعيشون الا على امتصاص دماء الشعوب لقد قرروا الموافقة على اتفاق مينسك لأنه يعطي الأداة التي قرروها ، وهي حكام أوكرانيا النازيون الجدد اعطائهم فرصة لتقوية جيشهم من أجل استخدام أوكرانيا كسلاح وقوة للحرب على الاتحاد الروسي لتقسيمه وتمزيقه وضرب قوته الاقتصادية
كنتم ترون ذلك قبل أن يراه الآخرون ، واليوم مع بداية هذا العام اتخذتم القرارات الكفيلة بالحاق الهزيمة بحيث لا تشكل أي شك عند أي انسان بهذه الطغمة النازية الجديدة التي تحكم أوكرانيا ، وتحولها الى أداة عدوان ليس ضد الاتحاد الروسي فقط وضد شعوب الأرض الذين عاشوا تحت ظلم نهب الامبريالية ، ظلم تحالف واشنطن وتل ابيب وبقايا الحرب العالمية الثانية في أوروبا .
لقد كشفتم ياسيادة الرئيس قبل قراركم بشن العملية العسكرية الخاصة ماذا يخطط لروسيا ، وأثناء العملية العسكرية الخاصة ماذا هيأوا وحضروا من أسلحة الدمار والآن مع العام 2023 قمتم بخطوات أولى للرد الحقيقي لسحق هذه الطغمة النازية الجديدة، فما تراهن عليه واشنطن من بقاء هذه الطغمة بملياراتها وأسلحتها وأسلحتها المضادة وصواريخها، والباتريوت سوف يتحول الى رماد تحت ضربات الاسكندر وتحت ضربات السلاح الروسي لاشك بأن قراركم بانشاء مؤسسة مختصة بالمسيرات سوف تجد طريقها القصير لتطويرها بسرعة خاصة أنها لا تنطلق من الصفر بل تنطلق مما جمع وتجمع من معلومات وبحث حتى الآن، هذا سوف يكون تلك القشة التي تقصم ظهر النازية الجديدة في أوكرانيا.
ياسيادة الرئيس ان بايدن يحاول أن يهرب من هزيمته في أوكرانيا، وتحويل الدول الاوروبية الى دول مستعمرة لواشنطن ، وتحويل الناتو الى أداة تافهة بيد العسكرتارية الأميركية، يحاول الهروب من كل هذا الى انشاء ناتو في الشرق الأقصى لمواجهة الصين وكوريا الشمالية ، وهذا بطبيعة الحال يستدعي فورا كل التجربة التي قامت عند انشاء حلف الناتو في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية يجب ألا يسمح بقيام مثل هذا الحلف لأن هذا الحل مسبقا له قرار واضح وأهداف واضحة هي توجيه الضربات للصين ولكوريا الشمالية، ولا شك أن قمتكم التي عقدت مع الرئيس الصيني كانت من أهم القمم التي عقدت بين البلدين حتى الآن، لقد أنجزتم ياسيادة الرئيس بقمة عبر الاتصالات مع قيادة الصين، أنجزتم الاتفاق التاريخي للتكامل الاقتصادي والعسكري، والذي سيكون الركن المتين لنظام عالمي جديد يكون أكثر عدالة لشعوب الأرض المناضلة ضد الظلم والا ستغلال والاضطهاد ….
ياسيادة الرئيس :-
ان ما لاتتيح الظروف لنشره بشكل كامل وواضح على الصفحات الأولى وعلى الشاشات ، هو الدور الخبيث والخطير الذي لعبته إسرائيل وتلعبه حتى الآن ضد الاتحاد الروسي سواء من خلال الوكالة اليهودية داخل روسيا وتنظيم عملاء الناتو وتنظيم عملاء للاوكرانيين النازيين الجدد ، وتنظيم عملاء لتنفيذ عمليات إرهابية داخل روسيا أو من خلال دعم أوكرانيا دعما كبيرا وما الكشف عن تبادل الآراء بين زيلينسكي ونتنياهو مؤخرا الا دليل جديد على هذه العلاقات التي كتمت وشملت من معالجة الجرحى الى مد أوكرانيا بالصواريخ الهجومية ، وبكل الأدوات اللازمة للعمليات الإرهابية ، وبرامج التجسس الهاتفي واللاسلكي والالكتروني من برنامج بيغاسوس الى البرنامج الجديد الذي يراقب كاميرات المراقبة ويخترق تلك الأفلام .
ياسيادة الرئيس :-
الشرق الأوسط لا داعي لأذكرك بأهميته ، واستراتيجية هذه الأهمية ودوره المستقبلي في تحقيق الهدف من اقامة نظام عالمي جديد ، فالشرق الأوسط هو بحيرة النفط والغاز تماما كما يشكل الاتحاد الروسي بحرا من النفط والغاز تشكل المنطقة العربية بحرا آخر ، وتعاون هذين البحرين النفطيين والغازيين الروسي والعربي سوف يمكن حتما القوى من إقامة نظام عالمي أكثر عدالة للشعوب في العالم.
من هنا ياسيادة الرئيس ان الوقوف بصلابة الى جانب سوريا رغم تعقيدات الموقف والى جانب الشعب السوري لايمكن أن يتم الا بوقوف روسيا موقفا واضحا حازما مما تفعله وترتكبه إسرائيل من جرائم ضد الشعب العربي الفلسطيني من قتل للأطفال والنساء والرجال ، وتدمير البيوت ومن تهويد للقدس ، وإزالة للمعالم التاريخية ليبنى مكانها معالم لاتمت للتاريخ بصلة .
ياسيادة الرئيس يجب أن تبقى في الذاكرة حقيقة أبدية واحدة ، وهي أنه لاوحدة للموقف العربي ولا توحيد للصف العربي الا من خلال فلسطين ، فلسطين هي واسطة العقد ، ومن يمتلك الرغبة في التأثير بالمنطقة العربية عليه أن يكون مؤثرا في القضية الفلسطينية ، والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني هو وقوف الى جانب الحق بشكل موضوعي ، فنحن لا نطالب بموقف يختزل الحقيقة بل نطالب بموقف يطرح الحقيقة واضحة ويعترف بأخطاء الماضي ، وأن الظلم الذي أنزل بالشعب الفلسطيني هو ظلم غير مسبوق في التاريخ وأن قوى عديدة ساهمت في هذا والآن جاء دور التاريخ ليرفع الظلم عن الشعب العربي الفلسطيني ، وهذا مرتبط بقوة روسيا في المنطقة في منطقة الشرق الأوسط ، ان أمسكت روسيا بناصية الدفاع عن الحق الفلسطيني تأكد ياسيادة الرئيس أنها ستمتلك ناصية التأثير في كل الجماهير العربية رغم أنف بعض الأنظمة .
وفي النهاية نقول لك ياسيادة الرئيس باسم الشعب الفلسطيني، وباسم كل عربي حر أننا نعرف تماما مستويات الذكاء التي تتمتع أنت بها ، ونعرف تاريخك النضالي بالتفصيل ، ونعرف أنك جاد وأنك مصر وأنك قادر وأنك جريء وأنك شجاع وأنك ستقف الى جانب الحق الفلسطيني.
كل عام وأنت بخير وروسيا بخير لأنه اذا كانت روسيا بخير فالشعوب المناضلة من أجل الحرية والاستقلال والعدالة ستكون أيضا بخير .
كاتب وسياسي فلسطيني