بعد عام مروِّع...

هل تعلم ضحايا العملات المشفرة درس 2022؟

العملات المشفرة
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

فقدت أسواق العملات المشفرة جزءاً كبيراً من قيمتها السوقية خلال عام 2022، في مشهد عزز وجهة النظر القائلة إن هذه العملات مجرد فقاعة لا قيمة فعلية لها.

وانخفضت القيمة السوقية للعملات المشفرة من نحو 2.2 تريليون دولار أميركي في مطلع 2022، إلى نحو 800 مليار دولار أميركي في نهايتها بحسب بيانات "كوين ديسك"، حيث كانت عملة البيتكوين نجمة هذا التراجع المروع، إذ فقدت أكثر من 60 في المئة من قيمتها.

ويمكن القول إن عام 2022 لقّن دروساً قاسية لضحايا العملات المشفرة بضرورة الحذر، وعدم الانجرار وراء الدعاية التي تسوّق أن هذا الاستثمار مضمون المكاسب.

فقدان صفة القبول العام

ويقول أستاذ الاقتصاد في الأكاديمية العربية للنقل البحري علي الإدريسي، إن عام 2022 أفقد العملات المشفرة صفة القبول العام، وأعطى المستثمرين وحتى التجار، درساً بأن تلك الأصول ليست مغزىً للقيمة، ولا يمكن استخدامها في التعاملات التجارية كشراء الشقق مثلاً، وبالتالي تم حجب التعامل بها من قبل الكثير من المؤسسات التي سارعت إلى تبنيها في 2021.

لا ضمانات

وبحسب الإدريسي، فإن العام الماضي أثبت أيضاَ أن العملات المشفرة هي عالم غير حقيقي، لا يملك فيه المستثمرون أي ضمانات، مشيراً إلى أن ما رُوّج له بأنه رؤية جديدة للأموال، تحول إلى أداة للتحايل من قبل مؤسسي بعض العملات، في ظل انخفاضات متكررة وغير محسوبة، وهذا ما أعطى درساً لكافة المستثمرين والمتعاملين، بأن رواية تحول العملات المشفرة لملاذ آمن ومربح، هي رواية غير حقيقية.

الاستثمار بمبالغ بسيطة

من جهتها تقول الأستاذة الجامعية في علم البلوكتشاين والعملات التشفيرية رندا الرفاعي في حديثه، إن أهم الدروس الواجب تعلمها في 2022 هو الاستثمار بمبالغ بسيطة وبطريقة تصاعدية في عالم العملات المشفّرة، حيث اتضح أن ارتفاع أسعارها خلال 2021 كان مبنياً على أسس ركيكة، مشيرة إلى أن الكثير من المستثمرين والأفراد استدانوا بشدة للدخول في مثل هذه الاستثمارات، ولذلك رأينا الانهيارات التي كان لها دوي كبير.

"أف تي أكس" ضربة للثقة

وتضيف الرفاعي أن انهيار منصة "إف تي إكس"، كان كفيلاً للإثبات أن الثقة الزائدة لدى المستثمرين في المنصات المركزية، قد أوصلتهم إلى الخسارة رغم تحذير الكثير من الخبراء من أن هناك خطراً مرتفعاً، لافتة إلى أن الأمر الأخير الذي كان يتوقعه متداولو العملات المشفرة، هو انهيار "إف تي إكس" وهذه الضربة خلقت حالة من فقدان الثقة بهذا الاستثمار.

وبحسب الرفاعي فإن ما حصل في 2022 أعطى درساً للجميع بضرورة تنظيم عالم العملات المشفرة من خلال إقرار قوانين وتشريعات تلزم المنصات بضمان وحفظ قيم حسابات المستخدمين وذلك في حال حدوث أي اختراق أمني أو قرصنة أو سرقة.

المصدر: سكاي نيوز عربية