يديعوت : لفين يعتلي مؤتمراً صحافياً للإطاحة بالرجل الذي اختاره نتنياهو

سيما كدمون.jpeg
حجم الخط

بقلم: سيما كدمون

لا معنى لمحاولة تقدير ما ستقرر محكمة العدل العليا في قضية درعي فقط استناداً إلى الأسئلة والملاحظات أو لغة جسد القضاة في أثناء المداولات. شيء واحد قد يقال بيقين: إذا كان المؤتمر الصحافي لوزير العدل لفين، الذي عرض فيه إصلاحه القضائي استهدف تهديد قضاة العليا، فلن ينجح هذا الأمر. القضاة سألوا بل شددوا في السؤال. والمداولات التي استغرقت ساعات طويلة، وفرت مدخلاً واسعاً لتفسيرات حول الاتجاه الذي تميل إليه المحكمة. الانطباع السطحي من هيئة 11 قاضياً من العليا أنه لا يوجد لدى أوساط القضاة المحافظين رضى من سلوك درعي الذي ضلل محكمة الصلح وسمح للقاضي لأن يفهم بأنه تعهد باعتزال الحياة السياسية كجزء من الصفقة القضائية.
خطة لفين لا ينبغي أن تفاجئ أحداً. فحتى من لا يعرف ماضيه القضائي قد يأخذ انطباعاً بأن هذه هي المواضيع التي تهمه. تحدث عنها عندما دافع نتنياهو عن المحكمة العليا ولم يتجرأ أحد بعد على أن يكون يمينياً من ناحية قضائية.
ما الذي سيحصل من كل هذا في التشريع؟ السؤال هو: هل سيطرح لفين خطته بالشكل المتطرف الذي عرضها به؟ هل سيحسم الأمر وتكون 64 يداً تصوت في صالح الخطة أو هل سيتاح نقاش في محاولة لخلق إجماع أوسع؟ صحيح أنه رجل أسود أبيض، عديم المرونة، لكنه ذكي، ويعرف بأنه إذا ما عمل بالقوة، فستأتي حكومة أخرى تلغي كل هذا. كل هذا يعيدنا إلى السؤال في موضوع توقيت المؤتمر الصحافي. لماذا الآن؟ عشية المداولات في محكمة العدل العليا، وبعد أقل من أسبوع من يوم ترسيم الحكومة، لماذا وجد وزير العدل أنه من الصواب عرض الخطة التي تهدد بأن تأخذ قوتهم وصلاحياتهم من القضاة وتجعلهم أسرى في أيدي السياسيين؟ لا يشتري الجميع التفسير القائل بأن لفين حاول تهديد المحكمة، إذ إنه ظاهراً يفترض به أن يخلق حافزاً للقضاة. إذا كان لفين يعتزم السير في إصلاحاته حتى النهاية، وقد أعلن بأنه إذا ما قررت المحكمة شطب التعيين فسيلغى مبرر المعقولية – فليس للمحكمة ما تخسره. لفين شخص ذكي، رجل قانون وكمن كان نائب رئيس رابطة المحامين، وهو على اطلاع جيد في المواضيع التي يؤتمن عليها؛ ولم يكن مطالباً بأن يدرس مجالاً جديداً مثل يوآف كيش الذي لم يكن يعرف بأنه سيكون وزير التعليم، ومنذ أمس أعلن بأن إصلاح الثانوية الذي قررته الوزيرة السابقة ملغي، وكأنه استعد لهذه اللحظة طوال حياته.
لفين لا يحتاج لفترة تعلم، فقد استعد لهذه اللحظة. ما رأيناه في المؤتمر الصحافي هو الرجل، وهذه مواقفه، وهذه خطته. وعليه، فثمة من يعتقد أنه فعل هذا عن قصد: عرض خطته قبل يوم من مداولات العليا، لا ليقر القضاة تعيين درعي، بل ليغضبهم ويدفعهم لشطبه، أو باختصار: يريد لفين شطب درعي، لأنه إذا ما شطب رئيس “شاس”، الرجل الذي أعلن رئيس الوزراء أمس وجود اعتبارات أمنية لتعيينه وزيراً – فإن مستوى التأييد الذي سيحصل عليه لفين في إصلاحاته سيكون أكبر بكثير: السبيل الوحيد لجعله وزيراً سيكون تغييراً دراماتيكياً لمكانة العليا والسير باتجاه الثورة بكل قوة. بكلمات أخرى: ما فعله لفين في مؤتمره الصحافي هو دفع العليا نحو الحائط على أمل شطب درعي، كي يشعل المواجهة بين الحكومة والعليا يزيد احتمال الحصول على ريح إسناد أكبر لمواصلة خطته المتطرفة.
ليس مفاجئاً أن بحث درعي عن لفين بتصميم قبل مؤتمره الصحافي. فقد أدرك بأن لفين يقوم بجولة على ظهره كي يدفع بخطته إلى الأمام، وحاول ثنيه عن حشر المحكمة عشية المداولات في قضيته. ما لا يفهمه درعي ربما حتى نتنياهو، هو أنهما خشبة قفز لفين لمنصبه التالي. وهذا ليس أقل من منصب رئيس الوزراء.
لم يمر أسبوع بعد على ترسيم الحكومة، والأحداث تتلاحق، والوزراء الجدد يتنافسون على الانتباه والبروز. من يتذكر أن وزير الأمن القومي حين حج إلى الحرم وأيقظ العالم من سباته. بن غفير تسبب بشجب أمريكي، وبشجب في مجلس الامن، وبتأجيل زيارة نتنياهو إلى الإمارات. الوزير الثاني الذي أثار غضباً دولياً هو وزير الخارجية الجديد ايلي كوهين، الذي قد يتحدث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ويغضب الولايات المتحدة، بمن فيهم الجمهوريون، بسبب الموقف المؤيد لروسيا الذي اتخذه.
يمكن القول إننا ومن أجل حكومة فتية بهذا القدر، نجحنا في إغضاب دول وأشعلنا النار على الجميع. وحتى بدون أن نبني بيتاً واحداً في “المناطق” ودون أن نخلي الخان الأحمر ودون أن نفرض السيادة.
ندفع ثمناً دون أن نربح شيئاً.
بقلم: سيما كدمون
يديعوت أحرونوت