وقف رئيس الاركان الفريق جادي آيزنكوت (نعم، يوجد رجل كهذا)، أمس، امام الكاميرات واستعرض وضعنا. مباشر، بسيط، دقيق. "في الاتفاق النووي مع ايران"، قال رئيس الاركان، "توجد مخاطر وفرص". بتعبير آخر، توجد فيه امور طيبة وأمور سيئة. عن السيئة سمعنا بما يكفي. من أجل هذا يوجد لنا رئيس الوزراء وآلة دعايته. اما الامور الطيبة، حسب رئيس الاركان، فهي حقيقة ان وجهة ايران في الـ 15 سنة القادمة انقلبت. بدلا من الاقتراب من النووي، ابتعدت عنه، طوت أخيرا البرنامج الذي جمد لـ 10 حتى 15 سنة. في المداولات الداخلية وفي المحافل التي تتخذ فيها القرارات، رئيس الاركان يفصل أكثر. العقد القريب القادم دراماتيكي جدا في كل ما يتعلق بايران، وليس كل شيء اسود في هذا السياق. يجدر بنا أن ننتبه الى الانتخابات في المجلس الايراني في الشهر القادم. فهي ستشكل مؤشرا على الاتجاه الذي يتخذه الشعب الايراني. امس، في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي، وصف رئيس الاركان الاتفاق مع ايران كـ"انعطافة تاريخية". لا، لم يوفر علينا مخاطر ايران المتعاظمة، والتي ستصبح في السنوات القريبة القادمة محفزا ارهابيا غنيا وناجعا اكثر مما كانت من قبل. ولكن من اجل هذا، سبق ان قلنا، لا حاجة اليه. افترض ان رئيس الوزراء نتنياهو، عندما تلقى البطاقة وفيها اقوال رئيس الاركان من احد مساعديه، شد على اسنانه. فرص؟ اين وجد الفرص، لا بد سأل نتنياهو نفسه، وماذا عن الفزع الذي ينبغي ان نفزع به الجمهور؟ ماذا عن رؤية السواد؟ اين الكارثة المتحققة، الكارثة الثانية التي علينا أن نمنعها؟ كل هذا، كما يعرف نتنياهو، لن يجده لدى رئيس الاركان الحالي. فالفريق آيزنكوت هو رجل بسيط مع تعريفات بسيطة وقرارات حادة. هو رجل عمل، لا يعنى بالحسابات وهو مثل حكم كرة القدم: يصفر عندما يرى شيئا ويجتهد كي يقوم بعمله بلا تحيز. في الموضوع الفلسطيني ايضا كان لرئيس الاركان اطروحات مشوقة. كان 101 حدث طعن في موجة الارهاب الحالية، روى، ولم يكن لنا أي اخطار عن أي منها. يعرف آيزنكوت انه لا يمكن جلب اخطار استخباري عندما يكون الموضوع يتعلق بشاب ابن 15 يقرر، برمشة عين وبلا اعداد مسبق، ان يهاجم بسكين امرأة في المستوطنة التي يعمل فيها. موجة الارهاب هذه مريضة نفسيا، كثيرة الحراك، غير متوقعة وغير قابلة للاحتواء او التعريف. رئيس الاركان لا يتصور امكانية تقليص عدد الفلسطينيين الذين يعملون بتصريح في اسرائيل. بهذه الطريقة او تلك يعيلون عندنا نحو 120 الف فلسطيني، يعيلون حوالي 700 – 800 الف نسمة في المناطق. ويسميهم رئيس الاركان "عامل استقرار". في هذه اللحظة القيادة السياسية معه، ولاسيما بفضل وزير الدفاع موشيه يعلون، الذي يبدي هو الآخر موضوعية. وسنرى كم من الوقت سيصمد هذا. 2. المشادة اليومية تعود للسفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو الذي فتح، امس، حسابا مع نتنياهو ومع اليمين الاسرائيلي عندما ادعى، في خطاب رسمي له في الندوة ذاتها بان لاسرائيل يوجد معياران لانفاذ القانون في الضفة، تجاه اليهود وتجاه الفلسطينيين. "هناك حالات كثيرة جدا يأخذ فيها الاسرائيليون في الضفة القانون في ايديهم ولا يتعرضون للتحقيق"، اضاف. عد نتنياهو حتى عشرة، وبعدها اطلق ردا صهيونيا مناسبا وغاضبا: "في اليوم الذي ندفن فيه أما لستة اطفال قتلت، وفي اليوم الذي تطعن فيه امرأة حامل، فان هذه الاقوال غير مقبولة وغير صحيحة". القلب يريد أن يسير مع نتنياهو. القلب يتمزق من قصة دفنه مئير، المرأة الرائعة، الملاك الحقيقي التي قتلت امام ناظر ابنائها من قبل دون بشر، والقلب يتفطر عندما يهاجم في الغداة فتى فلسطيني ابن 15 ميخال فرومن، في حمل متقدم كانت تريد ببساطة ان تساعده حسب افضل التقاليد الفرومنية (ميخال هي كنة الحاخام مناحم فرومن الراحل). المشكلة هي انه فوق القلب يفترض ان يكون رأس ودماغ. اقوال شابيرو، امس، تتراسل مع قرار آخر للاتحاد الاوروبي، الذي يؤكد التمييز الذي قررت اوروبا ضربة بين اسرائيل وبين ما يسميه العالم "المناطق المحتلة". بعد سنة نحيي 50 سنة على احتلال يهودا والسامرة في الايام الستة، ولم نعتاد بعد على الحقيقة المؤسفة بان كل العالم، بلا استثناء، غير مستعد لأن يقبل هذا الواقع، وكذا الفلسطينيون، الذين يسكنون في تلك المناطق، لا يتفقون تماما مع روايتنا. فوجئنا في الانتفاضة الاولى، اصبنا بالذهول في الانتفاضة الثانية، والآن نحن نسأم في موجة الارهاب الثالثة، وليس لدينا فكرة ما الذي يريدونه منا. وكما تبدو الامور وحسب الاتجاه الذي تسير فيه، فان شيئا جيدا لا يهددنا. التمييز بين اسرائيل والمناطق سيتأكد، وحقيقة أنه لا توجد مسيرة سياسية تسرع عزلة اسرائيل وفي موعد ما سيتعين علينا ان نختار. نأمل الا يكون هذا متأخرا جدا.