يديعوت : المجتمع الإسرائيلي: ثمة ما يدعو إلى التفاؤل

يوسي يهيوشع.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 

 


بينما تُقرع في الخلفية طبول الحرب الأهلية، اجتمعت، أول من أمس، في بيت يهوشع مجموعة فريدة من نوعها من الناس، كل مهمتهم في الحياة المهنية هي تغيير الخريطة الاجتماعية في إسرائيل من خلال دمج شباب من بلدات المحيط في الوحدات التكنولوجية في الجيش الإسرائيلي.
كُتب الكثير هنا عن التركيبة الاجتماعية في تلك الوحدات – مثل 8200 والوحدات التكنولوجية الأخرى في الجيش – حيث يوجد بروز اكبر للشباب من المدن القوية في المركز، الى جانب حضور ناقص للشباب من بلدات المحيط. هذه المعطيات مسنودة ايضا بأن أبناء وبنات العشريات العليا، من 7 حتى 10، يخدمون بنسب أعلى حتى من معدلهم في المجتمع، مقارنة مع العشريات الدنيا ممن لا يوجدون هناك. الخدمة هناك ليست فقط مسألة مكانة؛ فهي تكسب الشباب بطاقة دخول لوظائف في شركات التكنولوجيا العليا، ويبقى رفاقهم ممن تطوعوا للخدمة القتالية في الخلف. وهكذا أصبحت الخدمة العسكرية محدثة للفوارق الكبرى في المجتمع.
في الاجتماع، الذي عُقد أول من امس، والذي بادرت اليه الخطة الوطنية للتميز في بلدات المحيط، اتضحت مرة اخرى كم هي قليلة الفرص التي يحظى بها طفل وُلِد في بلدة محيط في كل ما يتعلق بتعلم الخبرات ذات الصلة بعالم التكنولوجيا، وكلما ابتعد عن المركز تقل فرصه.
تحاول هذه الفوارق بل تنجح في ردمها هذه المجموعة. أولاً – مشروع جسور، الذي وُلد في أعقاب ما نشر في «يديعوت أحرونوت» وفي اطاره فإن عشرات المعلمات المجندات ممن اجتزن تأهيلاً في وحدة 8200 توجهن الى السلطات الضعيفة، وهناك منحن الأطفال والفتيان تأهيلاً مكثفاً في مهن البرمجة في اطار ساعات التعليم. المشروع الذي بدأ في خمس سلطات، اتسع بشكل دراماتيكي، وهن الآن يعلمن في اكثر من 34 سلطة في بلدات المحيط، من كريات شمونه وحتى إيلات، من الصف السابع حتى التاسع. لا تتوجه الخطة لدائرة التميز الاولى او الثانية، هدفها هو الوصول الى كل التلاميذ. يدور الحديث عن 20 ألف تلميذ، حجم هائل سيصبح جزءاً من مخزون التجميد للوحدات التكنولوجية. هذه الاعداد يمكنها أن تغير بشكل دراماتيكي صورة الوضع الاجتماعي في الجيش وفي دولة إسرائيل كلها في غضون بضع سنوات. حتى قبل التجنيد. في «جسور» يعملون على زيادة الطاقة الكامنة للمشاريع اللاحقة، ومن هناك سيكون الطريق اسهل للوحدات التكنولوجية المرغوب فيها.
وهكذا جلس في الاجتماع، أول من أمس، ايضا مندوبون عن مشاريع التميز في بلدات المحيط. من الصف العاشر فما فوق يركزون على التلاميذ المتميزين في بلدات المحيط ويعطونهم التعزيز اللازم في التعليم ما بعد المدرسة. وهم يشقون عملياً الطريق لذوي الصورة المتدنية كي يتجندوا لتلك الوحدات ويساعدونهم بدعم تفصيلي واقتصادي عند اللزوم. وهناك أيضاً يمكن ان نرى قفزة مبهرة في الإنجازات رغم أنه في هذه المشاريع يدور الحديث عن إعداد ادنى تركز على ذوي القدرات الكامنة.
في السنوات القادمة، في أعقاب نجاح مشروع «جسور» سيكون المخزون أكبر بكثير، وتبدو الطريق الى المساواة في الوحدات التكنولوجية في الأفق.
كي تواصل هذه المنظمة العزف هناك حاجة لدعم رؤساء السلطات الذين انخرطوا منذ الآن: في الصناديق الداعمة للمعلمين الممتازين الذين يديرون المشاريع؛ وفي تعاون مركز تعليم «السايبر»، ورجال الجيش من 8200 ورجال سلاح التعليم الذين يقاتلون في سبيل كل طفل في بلدات المحيط وفي دعم الأهالي. اذا ما واصلت هذه العصبة تحقيق رؤياها، فستكون هذه الثورة الاجتماعية الأكبر في إسرائيل.

عن «يديعوت»